قصص أصرت أن تبقى قصيرة جدا..
2009-05-04
-1- برانويا
انْسَلَخَ بِخِفَّة منْ غِطاءِ النَّوْم.
أخَذَ دفْتراً وكتَبَ بسُرْعة كيْ لا ينْسَى:
" يا جبالُ تَماسَكي، إنَّ أقْدامي قادمَة..
يا بِحَارُ تَحَمَّلي، إنَّ سُيولِي صادمَة..".
في الصَّباح فتَحَ الدَّفْترَ. لَمْ يَجدْ مَا كتَبَ.
-2- ميقاتٌ رقميٌّ
أخْبرَ منْ يعْرفُ وكثيراً مِمَّنْ لا يعْرفُ
أنَّ العُرْسَ الكبيرَ
في سَادِسِ يوْمٍ
منْ سَادِسِ شَهْرٍ
منْ سَادِسِ عَام.
وفي العام السَّادِس
انْتظَروا الشَّهْرَ السَّادِس
وفي الشَّهْر السَّادِس
انتظروا اليوْم السَّادِس
وفي اليوْم السَّادِس
لم يَحْدث العُرْسُ الكبير..
فقال لَهُم ببساطة:
" نَسيتُ أنْ أقولَ لكُمْ..
في العام السَّادِس
من الألْفيَّة السَّادسَة؟" !
- فراشة -
تَسيرُ الحافلَة بسُرْعة غيْر مُطمْئِنةٍ.
تدْخلُ فراشَةٌ منَ النَّافذة.
بعْدَ رفْرفاتٍ تَنْزلُ على رَأْس امْرَأةٍ غارقَةٍ في النَّوْم.
لَزِمَتْ رأسَها ساعةً تقْريباً.
فجْأةً انْحَرفَتِ الحافلةُ مُصْطدمةً بِجدارٍ صخْريٍّ
انهارتْ صخْرةٌ كسَّرت النَّافذةَ ورأْسَ المرأة.
خَرَجْنا جَميعاً سَالِمينَ إلاَّ المرْأة خَرَجَتْ جُثَّةً هامدةً.
وبيْنما نَحْنُ في صَدْمةٍ وحزْن.. شَاهدْتُ الفراشَة
تُرفْرفُ بعيداً في الغابة الرَّائعة.
-4- رؤية في رؤيا.
فِي ليْلةٍ صيْفيَّةٍ..
في شُرْفةٍ جَبليَّة..
رأيْتُ نَجْماً مُشعّاً.
فجْأةً، شرَعَ يرْقصُ، فبَدا الومْضُ قويّاً.
جاءني صوْتٌ: "أتعْرفُ؟". لَمْ أجبْ.
قالَ: "أتعْرف منْ يكونُ؟". لَمْ أجبْ.
قالَ: "أتعْرفُ منْ يكونُ النَّجْمُ المشِعُّ؟" قلْتُ: "لا".
قالَ: " ذالكَ أنْتَ".
قلْتُ: " حَقّاً !..كيْفَ لَمْ أعْرفْنِي؟ !".
-5- استنتاج.
يأْتِي راكباً حِماراً.. يرْبطُه قرْبَ مِرْسيدس المدير..
ويسيرُ في السَّاحة حاملاً سطْلاً يضَعُ فيه كُتباً وطَباشيرَ..
يدْخُل إلى القسْم منَ النَّافذة..
ثم يتَّجهُ إلى تلْميذٍ في أقْصَى القاعة،
ويسْألهُ: " أيّ مادَّةٍ أدرِّسكُمْ؟".
يُفكِّر التلْميذُ قليلاً ثُمَّ يسْألُ تلْميذاً آخَر: " أيّ مادَّةٍ يدرِّسكُمْ؟".
- " الفَلْسَسَسَ..لَسْسْسْتُ..مُتَتَتَأكِّداً !".
ثُمَّ يسْألُ تلميذاً آخرَ، وكَذا دَواليكَ إلى آخِر تلْميذٍ
دونَ معْرفةٍ قطْعيَّةٍ للمادَّة.
عنْدئذٍ قفزَ الأسْتاذُ فرِحاً
ومُصفِّقاً بيديْه:
" إذَنْ..إذنْ.. لسْتُ مُدرِّسكُمْ.."
وقَفز خَارجاً من النَّافذَة...
-6- ظلاميّة
دخَلَ بلْدةً، وسَمع جَلبةً..
دنا قليلاً، فوجَد جَمْعاً يَجْلدُ فكْرةً جَميلةً وعميقةً جدّاً:
" لِننْتقِمْ منْها.. لقَدْ علَّمَتْنا السَّيْرَ في الجدَل..
إلى أنْ وصلْنا إلى هذا الجحيمْ".
تقدَّمَ إليهمْ وقالَ: " وَ مَ الجَدَل؟.. وَ مَ الجحيمْ؟".
لَمْ يخْرجْ أبداً من البلْدة، ولم تُسْمعْ لهُ أبداً جلَبة.
08-أيار-2021
07-تشرين الثاني-2009 | |
14-أيلول-2009 | |
26-حزيران-2009 | |
04-أيار-2009 | |
18-نيسان-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |