نص / دفء بخار الجليد
2009-04-29
" إلى امرأة تسكن صحراء الجليد "
بيضاء بلون سريرة اليمامة..
تهدل.. عند جرف الالتباس..
والوقت غمام من رحيق الياسمين..
واللحظة.. تجليات ما بعد الهيام..
عند فواصل التيه, بين وسائد الجوى ونياط الوجد..
عند عتبة الشهقة, تصعد من أتون الجليد فراشة..
مثل طلّة الصبح تهتف:
- كيف أصبحتم هناك؟
شامية رضعت من رأس بيروت تتلفع بشال من جليد..
خصرها مشدود بزنار من نوار اللوز والدراق والمشمش
يسكن وجنتيها قمران من كرز نضج على هجير حزين..
هي في صحراء الجليد هناك..
تحترف مسامرة الليل..
يصبح الحال مغمسا بشهيق اللوعة بين هناك.. وهناك..
وأنا الساكن هنا بين فكيّ في غزة..
أبحث بين القصف والقصف عن مواعيد كانت لي
أبحث عن روح صبية شغلتني يوما عن بداية الحلم..
عن حكمة شيخ
عن أب زرع أطفاله فاقتلعوه
عن طفل رقد على رأس قلب أبويه وطار
عن ياسمينة زرعتها أمي تستقبل الزوار عند عتبة الصيف
لا أحد هنا في غزة.. ولا حتى المكان
يقتلني الحال في اللحظة ألف مرة..
ألف مرة يضربني السؤال:
هل يموت مع الناس والحجر والشجر.. المكان؟!!
لكنك يا سيدتي عند فواصل الرؤيا تطلين على رنة صوتكِ من بعيد:
- بل يعود تناسخا في الذاكرة
يا إلهي..
تسكن اللحظة في مدار الذي كان وكان..
فهنا في غزة كان المكان..
أهرب مني إليكِ إلى بقعة ضوء على لوح الحاسوب..
تأتين من مدارٍ محايد..
امرأة تنضج قهوتها على دفء بخار الجليد..
ترشقني بابتسامة، تتوهج في بلاد تخجل فيها الشمس من السفور..
دمشقية ارتوت حتى الثماتة من دنان زحلة.. تشاكسني ضاحكة بلسان الرافدين:
- آكو جديد
أقدح الصوان على الصوان أنشد شرر يوقد نار مجمرتي.. ولا حطب
هل هو الفقد يا سيدتي؟
أم الهروب إلى جغرافيا تختزل المسافات وتقتل فينا المواقيت على وجه الحاسوب..
والحاسوب مطواع يأتي..
فتأتين راقصة على وجع من صقيع..
ترقبين تساقط الثلج من خلف نوافذٍ سكنت في الضباب..
وأنا هنا في بلاد الشمس يقتلني جورٌ الحرب، فالحال من حولي حصار واغتراب..
صرنا هنا يا سيدة الهديل, لحم تشظى بالفجيعة والقطيعة
صرنا الغرباء.
لهفي عليك أميرةً تطلب النجوى, عند عتبةِ صبحٍ يُدفن كل يوم لغياب الشمس هناك..
وأنا هنا المنذور لرصد بخار دم أحبتي في ثنايا غبار القصف..
لكن ما يعصمني من لوثة الوقت, أنك تسكنين عند حواف الشهقة, وأنا في كل مرةٍ أهتف ولهاثي يسبقني..
- ماكو جديد..
تمطرين الدمع على صهوة ضحك كالصهيل..
تهطلين بعض عطر الياسمين.. أو ربما بعض دمع الياسمين..
أو ربما إشارات غير المدرك من الموت في الزمان وفي المكان..
أو ربما..!!
08-أيار-2021
14-نيسان-2018 | |
30-تموز-2015 | |
13-تشرين الأول-2012 | |
16-أيلول-2012 | |
18-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |