خيانات عن الألمانية / آخ يــــا فـتـاة .. نورا بوسّونغ : ترجمة
2009-05-01
موقع
نعيش في مدينة بلا نهر،هنا
الحدود فقط من الريح
أو زخّات المطر. هذا ما
يخيف أخواتي ليلا،لكن
لا يمكن البكاء في بيتنا، ربّما
لكان يساعدهنّ، ربّما لكان
يودي بعقولهنّ. إنه الجليد
في أصواتهنّ. لو أمكن وصف
المسافات بدون نهر، لكانت التكهّنات
على الأقلّ سديدة: لا أحد
يدنو من بيتنا والأبوان
لم نرهما منذ وقت طويل.
لكن ليس ثمّة من سند، هذه المدينة
مثل بقيّة ثلج في آذار. فقط الريح،
التي تدفع المطر إلى شكله،
تشير إلى انتهاء موضع في عينه. بيتنا يبقى
مغطّى بالصقيع وخفيّاً.
•••
زيارة
المرأة العجوز تجلس لأيّام طويلة عند النافذة
وتحمل منديلا، مرهقة،
أن تلوّح به للعالم في الخارج،
العالم الذي لم تعد تدخله. الخارج
هو فقط صورة تلفزيون. كيف يسعدني الحظّ،
ومن هناك أدخل غرفتها،
يبقى لديها لغز،
لا تسألني في خصوص هذا الشيء،
تقول فحسب: هناك الكثير،
ما لا أفهمه،
آخ يا فتاة،أتعرفين،
لستُ الأذكى من بين الناس.
وخلف ظلّها تنفتح
الشقّة،
القشرةالكبيرة جدّا للمحارة، مدفونة
في وحل الزمن الذي لم يعد ينتمي إلى المدينة.
بدأ الأمر أنها تقزّمت
سنة تلو أخرى، لم تجد بعد
مشيها الأنيق،غمزها،
كأنّما يحترق في عينيها
هواء عاجّ بالدخان
لأحد الكازينوات.
ربّما، تقول، وذات يوم
ولا تريد الابتعاد عن نافذتها،
أصبحت هكذا نحيلة،
بحيث أنّها لم تعد تشعر بأيّ نهار.
آخ يا فتاة،تقول،
أتعرفين، لا يزال لدينا وقت.
•••
أغنيةرولاند
ومضينا عبر مدينتي الأمّ
تقريبا بلا صوت، لم يتفوّه بشيء، كأنّما بقي
الأمر هكذا غير مقال وكان ثمّة في هذا اليوم
الصيفيّ هم سٌحارٌّ، لم يهبنا أيّ شجر
أيّ دهليز ظلاّ، أبعد يدي من خصره
وسألني عن قبر لاودون – إنّني لا أعلم، أظنّ،
لم يرد أن يمضي أبعد،
أبي.
•••
دبس
كيف تحفّز أصابعها
من ملعقة البنّ، جدّتي.
شعرها في أسود
الشمندر الجافّ.
في الخارج أثر
يديها في الريح،
خلالها يرمي الأطفال
الكستناء. لم تثق قطّ
بالبطاطا وقرفصت فقط
في بخار عصائر التخمير.
كما ينمو لبعضهم
سنام على الظهر،
فإنه ينمو لديها في الضفائر.
هذا التفكّك كلّمساء،
عار أمام الستائر جلدها
فقط شقّ في النسيج.
بريمن 1982
(ترجمة عبد الرحمن عفيف)
08-أيار-2021
14-تشرين الثاني-2010 | |
23-حزيران-2010 | |
19-نيسان-2010 | |
05-نيسان-2010 | |
09-كانون الثاني-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |