يا إلهي!..
أخرجني من ثقل الصمت ريشة
لأطير بجناحي ملاك..
حرر لساني
عقدة أخرستني..
حولتني لوحة جدار أتأمل هذا العصر
يا إلهي!..
أعطني تعويذة البوح
و آية الصراخ..
منّ عليّ يا ربّ موسى و هارون
مدّني بحجارة من سجّيل الكلمات
بسيل جارف أخرجه من فمي
أسألك ياربّ أنا الأخرس..
أمهلني في ثورتي..في ثوانيّ الأخيرة
ودعني أقذف العالم باللعنة
ولتأخذ لعنتي هذه القذارة..
التي تغطي وجه الأنسان
التي تكشف دبرها للشيطان
ياإلهي!..
لم يعد ذوالفقار في يد علي..
ولا دم الحسين في نحره..
ياإلهي!..
اليسوع ملّ الصليب..
تركه خشباً للغراب و البوم و النسور
و نار إبراهيم ما عادت برداً و لا سلاماً..
تخرج منها الآن رائحة الشواء
و رماد جماجم
ياإلهي!..
صمتي جريمة
خوفي إثم لايُغتفر
و الحب..و الشهوة.. و الرغبة..
شياطين ملونة بألف خدعة و خدعة
كريش الطاووس تحاول أسري
تحاول جذبي..
ياإلهي!..
دعني اُشعل النيران
أعطني آية الطوفان
هذا زمن التكرار
من دون بداية..
لا نوح الربّان..
و لا غابات لصنع المركب
كم كان عمره قصير نبيّك ذوالألفي عام..
بلحيته البيضاء و عكّازه الخيزران..
عمر هذه الأرض..
أكبر من الآف الأنبياء الّذين ماتوا بأصواتهم
دفنوا بأصواتهم..
أما ترى ياإلهي..يد التراب ملطخة بالجرائم
وسيل دم الأبرياء..
دم الثوار..
رملٌ أبديّ الأنسياب
لايوقفه جدار زمن
ولا غطاء أبحرٍ..
ولا جلجلة مهرّجي سلطان
ياإلهي!..
أفتح دهاليز جهنّم من بين أصابعي
ولتسقط هذه الضفادع الملوّنة بين جمرها
ياربّي الكريم!..
هب لي نعمة اللحظة
ودعني اُخرج عصفور التنهيدة الأخيرة من قفسه
ليلهوا بلا خوفٍ..
فوق أطلال هذا الدمار..
هذا المهرّج المسمى العالم
وسأترك لك الباقي..
لتبدأ أنت ياذوالجلال صفحة الوجود
زنبقة الوجود..
في هذه الأرض التعيسة
هذه الأمّ المنكوبة..
بما يخرج من رحمها
***
الشاعر عادل الصياحي
من الأهواز
البريد الإلكتروني
[email protected]