اللوحة وداد مطاوع الكويت

إلى محمود درويش في غيابه الطاغي

(1)
لَنا، أمْ لهمْ، حزمةُ الضوءِ
أيقونةٌ في الكنيسةْ،
طريقٌ نسير عليها
مشاها الجليلي حين استفاقَ على شجرِ السرو،
يميلُ ليحمي السنابلَ من لعنةِ الفيضانِ
ويروي الحكاياتِ عن جَبروتِ الطبيعةِ
كيدِ الدسائسْ في الليلْ
تُحاكُ الحكاياتُ
تُغزَلُ في الثرثرات
وتكبرُ مثلَ كراتٍ من الثلجْ،
تموجُ الصخورُ على شفتي الجبلْ
تكون الحكايةُ
في حضرةِ الوقتِ
كيف نشاءُ لها أن تكونْ

(2)
لنا، أم لهم، حكمةُ الجري وراءَ السؤالِ العنيدِ
الحقيقةُ أطغى أم القولُ
وأطغى من القولِ
فعلُ المضارعِ
يعبثُ فيما اصطفاه الإله لأرضِ النبوءاتِ
في صورةٍ تتجلى له كيفَ شاءَ
فكانت على لونِ أجسادِنا في تماهي التوائمْ
وليسَ كما يبتغونْ

(3)
وفعلُ المضارعِ يعبثُ فيما اصطفاه الإلهُ لأرضِ النبوءاتِ
يعبثُ في حكمةِ الله
أسماءِ مِنْ زرعوا في الجبالِ الصنوبرِ
ثم استراحوا بفيء المغاراتِ
كي يحرسوا رغبةَ الربِّ
سنبلةَ القمحِ في المرجِ
والطرقاتِ التي خطها في الزمان الجليلي
حين استفاق على رغبةِ الربِّ في أن يكون إلهاً على هذه الأرضْ
فكان الشتاءُ شتاءً
وكان الربيعُ
لتُزهرَ نوارةُ اللوزِ قبلَ العشاءِ الأخيرْ،
على جنباتِ الطريقِ إلى القدسِ
في فيءِ زيتونةٍ يستظلّ
ويخلعُ من جلده الشوكَ
كانت له الأرضُ
والظلُ كانَ
البراري، الحمامُ، الصفائحُ، والحجراتُ الصغيرةُ، والشعرُ
والمتعَبونْ

(4)
لنا، أم لهم، حكمةُ الجري وراءَ السؤالْ
(على هذه الأرضِ ما يستحقُ الحياة)
هنا، في الزمانِ
هنا، في المكانِ
تجلت حكاياتُ أسلافنا في اجتذابِ البحارِ إلى مدنِ الصخرِ
غزلِ النبوءاتِ، أحلى القصائدِ
والبُسطِ اليدويةِ
صدِّ الغزاةِ عنِ الرملْ
هنا قد تجلى الدفاعُ المبالغُ فيه عن الموتْ
صناعةُ أفراحنا في الجنازاتْ
لنا نحن هذي الحياةْ
لهم كلُّ ما يستطيعونْ

(5)
لهم في المكانِ الأساطيرُ والكلماتُ اللقيطةْ
فما حكمةُ الجري وراءَ السؤالْ
لنا صخرةٌ في الجليل
لنا عنبةٌ في الخليل
لنا أنتَ
يا أيها القرويُّ البسيطُ الجميل
وعلمتنا أن نكونَ كما نحنْ
لا أن نكونَ كما هم يشاءونْ


جرت قرصنة على إيميل الشاعر وهذا إيميله الجديد
[email protected]