"حنين جلجامش"
2009-05-24
إلى صديقي العزيز جلجامش
كَسَّر الموانعَ السبع
من أجل الخلود
ليكون..
...
هاجر جلجامشُ الوطنَ
حاملاً مشكاة دمع في حقيبته
لايجرؤ على فتحها خوفاً من المارد
هاجر جلجامشُ..
حاملاً جبلاً في صدره..
سَموّهُ في الغربة شوق
و سَموّهُ الحنين
فراح يتذكّر الهواء و التراب
و رائحة المدينة..
و رائحة الليل البارد في دفئه
و صوراً مشرقة تحملها الناس على وجوههم
علّهم يُخفون بؤسهم خلفها..
أتاه الحنين لحظة السُّكرِ بالذكرى
في راحته اليمنى..
أسطر من ضحكات كان قد تركها في شوارع المدينة مع أصدقاء له
و بقايا خطىً و كراسي لملمتهم يوماً ما في حدائق خضراء
و في اليسرى..
دمعة أُم تنوح و تسأل ((الشيلة))
_ إبني ماذا تأكل الآن؟
هل يطيب لك الغداء من دوني؟
هل يطيب لي النوم من دونك؟
كلّ ليلة أحلم كأنّك تكلّمني و تراني
هل تحلم الحلم ذاته..؟
...
و فجأة شمّ الرغيف الساخن الّذي كانت تعدّه له قبل عام..
و راح السيل يجري..
اهٍ يا رحابة الغربة
هل ستعطيني ((السِيّاح)) كأُمّي؟
هل ستريني الصديق الّذي تركته هناك في شارع ((التجارة سابقاً))..
من دون وداع..؟
هل ستعلّميني الدرس غداً؟
و أبي بسيجارته الّتي لاتنطفئ..
هل سترسمين لي تجاعيد وجهه الّتي أحببتها؟
و شلّتي..
كان لي أخ يشبهني تماماً
هل عندك أخ يشبهك؟
هل تحلمين به مثلي؟
و الموت..
أخذ أنكيدو..صديق جلجامش في غفلة
هل يخطف الموت صديق لك مثلي؟
لا أظن..
لا أظن..
***
الشيله:الوشاح الأسود الّذي ترتديه النساء العربيات في أكثر البلدان العربية
السِّياح:خبز الأرز لأن دقيقه من الأرز المكحون
شارع التجارة سابقاً:أحد شوارع الخفاجية
الشاعر عادل الصياحي
من الأهواز
[email protected]
08-أيار-2021
05-آذار-2012 | |
06-كانون الثاني-2012 | |
25-تشرين الثاني-2011 | |
08-تشرين الثاني-2011 | |
17-أيلول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |