عاشق الصورة
2009-05-30
أحدق ُ في صورتها
أنظر إلى صورتي في المرآة
أنام ُ تـُسبقني صورتـُها
تبني ليّ عالما ً من خيال
وتصلح لي كل الأوتار المقطوعة في رأسي
أحدق ُ في صورتها
أبصر ُ وجها ً من بلور
يسبُقني إلى غرفة أحلامي
أبصُرها وهي تحدق ُ بي
أتوهم ُ بأنها لاترى أحدا ً سواي
أتوهم ُ بأنها غارقة بالوهم مثلي
تراني في وهمها غريقا ً
وقد إنتشلتني من بئر أوهامي
منقوعا ً بالدمع ِ
أحدق ُ في صورتها
أبصرُها مستلقية على أريكتي
وكأنها موجة إنفصلت عن بحرها
كأن َ صدري وسادتها
أنام ُ في شفافية نومها
أتوهم ُ رأسي قد توسد َ صدرها
بغتة .. أستيقظ ُ ماخوذا ً بزرقة الليل
لم يكن ثمة ليل أو نهار
ليس سوى صورتها تضيء الكون
والآن يستيقظ ُ طفل ٌ في سريره ِ
تستيقظ ُ طفلة الكآبة ضجرة ً
لاهم َ لها سوى أن تجلس َ بوداعة ٍ ووقار ٍ
فوق رأسي
على صورة ملاك ٍ بهي تأتي
وكما شوكة توغل ُ في جرح الصباح الطري
الحواس ُ المستفزّة
أحاسيسي الهاجعة تحت الجلد
حزني الذي يُشّبه ُوردة ً سوداء
حنيني الذي فاض َ بغتة
المشاعر ُ التي راكمها الصدأ ُ
تكومت مثل الثياب العتيقة مالئة ً المكان
كلها تساقطت كالأحجار
كما العصافير ُ تنتحر ُ في نهاية حلم ٍ طويل ٍ طويل
أُحدق ُ في صورتها
ألمس ُ حزن َ عينيها
أصنع ُ منه ضفيرة ً وأتركها تطير في الريح
أقطف ُ لها غيمة ً بيضاء تظلل ُ رأسها
أبصر ُ عينيها , أتوهم ُ بأنني أغرق ُ فيهما ولن أعود
أتوهم ُ دمها يوشوشني
يقص ُ علي َ حكايات حب قديم ٍ
تنهض ُ مبللة بالضحك ِ
ومبتلة بماء النسيان
أُحدق ُ في صورتها
أُبصر ُ عينيها المغرورقتين بالأسرار وبالشعر
في كل ِ عين ٍ شجرة ٌ مثقلة ٌ بزهرة الإنتظار
في كل عين ٍ امرأة ٌ ساهرة ٌ
ورغبات ٍ يأكل ُ منها الطير ُ خلسة ً وقت النوم
في كل عين ٍ قنديل ٌ تنجذب ُ إليه الفراشات ُفي لحظات الشرود
في كل عين ٍ نهار ٌ ميت ٌ وأطفال ٌ يولدون َ من الدمع ِ
في كل عين ٍ طفولة ٌ وآلام ٌ ترقص ُ في باحة البيت
في كل عين ٍ أُنثى تنام ُ
يُدثرها نعاس ٌ رقيق ٌ وندم ٌ غامض ٌ
في كل عين ٍ قصر ٌ تسبح ُ فيه ِ أللذات ُ
كالسمك ِ الملون ِ في حوض ٍ من زجاج
في كل عين ٍ ناي ٌ وزوارق ٌ تـُسافر ُ صوب َ الأوهام ِ
في كل عين ٍ عاشق ٌ يموت ُ
وجنية ٌ تهدي حكاياتها للخيال ِ
في كل عين ٍ جني ٌ يحرس ُ لؤلؤة ً
وكوخ ٌ يسكنه ُ قمر ٌ لاينام ُ
في كل عين ٍ شرفة ٌ للورد ِ
وكوة ٌ يطلع ُ منها الغناء ُ
في كل عين ٍ شاعر ٌ سارح ٌ بأفكاره ِ
وصباح ٌ غائم ٌ في حديقة
يا أنت ِ الجالسة بوقار وردة ٍ تتأمل ُ شقاء النبع ِ
تحت وسادتك ِ تلة ٌ من قصائد مكتوبة ٍ بدم ٍ له ُ
رائحة ُ الحريق ومذاق ُ الزهور
كلماتُك ِ إنفرط َ عقدُها
لاأحد يُبصر ُ النار َ
أو يشم ُ تلك الرائحة المنبعثة من الكلمات ِ
للنار فتنة ُ جُرح ٍ مفتوح ٍ
من ْ يُصغي لصراخ ِ وردة ٍ
تـُقطف ُ من غصنها كي تـُضع ُ في كوب ماء
حينما تستيقظ ُ طفولة ُ أحلامك ِ
حينما تـُحاصر ُ الوحدة ُ روحك ِ
وتتناهش ُ السكاكين ُ لحمك ِ البض ِ
حين تتسلل ُ الأحلام ُ من تحت وسادتك ِ
ويتسلل ٌ عراة ٌ إلى قلبك ِ
لم يبق ْ لك ِ سواي َ
من ْ يتسلل ُ خلسة ً إلى غرفة أحلامك ِ
وكما تسقط ُ قرية ٌ في النسيم
تتدحرجين من نومك ِ
إلى قاع نومي
نحدق ُ معا ً في صورة ٍ
زاعمين بأننا نُبصر ُ في الماء ِ
طفلين نائمين على وسادة ٍ واحدة .
شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا
[email protected]
08-أيار-2021
16-آذار-2014 | |
07-كانون الثاني-2014 | |
14-حزيران-2012 | |
20-أيار-2012 | |
30-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |