برونز / مسرحية من ثلاثة فصول
2009-06-04
الشخصيات:
- أدهم : الضابط
- هاني: الشاعر
- السجان
- زوجة هاني
- طبيب العيون
- فادي: ابن هاني
(خشبة شبه معتمة وخالية إلا من كرسي وحيد يجلس عليه هاني وهو رجل تبدو عليه ملامح الإنهاك, الكرسي يخرج منه شريط كهربائي يصل بدوره إلى مأخذ كهربائي, ثمة رجل ضخم الجثة يقف بجانب المأخذ يبدأ المشهد مع صرخة ألم مدوية يطلقها هاني, يدخل أدهم, يرتدي بزة عسكرية تدل على رتبته العالية, يخرج الرجل)
أدهم: صرختك لم تتغير يبدو أنك لم تعتد بعد, أنا أستطيع أن أحدد الزمن الذي قضاه السجين عندنا من صرخته, إلا أنت تبدو صرختك وكأنك تخضع للتعذيب للمرة الأولى.
هاني: لا بد أنك تدرك إذاً أنني سجين مختلف
أدهم: تعجبني فيك تلك الثقة .....بداية مشجعة لجلسة اليوم........هات اسمعنا ما عندك.
هاني:لم أكتب شيئا
أدهم: بناءً عليه اعتقد أن اتفاقنا لم يعد سارياً طالما أنك أخليت أصلاً ببنود الاتفاق, قصيدة عن جلنار مقابل الإفراج عنك ...... أتعرف بت أشك في قدراتك الشعرية رغم أني سمعت عنك الكثير... وعن شعرك.... ولكن... ما هذا الشاعر الذي يعجز عن كتابة قصيدة في وصف امرأة كجلنار..... لا تقل أنك لا تعرفها لقد حدثتك عنها ما لا يقل عن ستين إلى سبعين ساعة ....ومع هذا فأنا لست متأكداً أن القصيدة التي ستقدمها ستعطي جلنار حقها وستضمن إطلاق سراحك....تبدو لي أحياناً وكأنك تضجر من الحديث عنها.
هاني: بالنسبة لي لن يكلفني الأمر شيئا ...يبقى الحديث عن جلنار أهون ألف مرة من جلسات التعذيب.
أدهم(بهدوء): معك حق....لن يكلفك الأمر شيئا .....أهون ألف مرة من جلسات التعذيب .....(يتابع حديثه متجهاً إلى المأخذ الكهربائي) ما الحديث عن جلنار أمام جلسات التعذيب ....ثرثرة أنت تحتملها على الرغم من كونها مملة ... ذكي (يصل التيار بشكل مفاجئ فيطلق هاني صرخة مدوية,أثناء حديثه يتابع وصل التيار بشكل متقطع بحيث يتخلل كلامه صرخات هاني) بإمكانك أن تسخر مني من حديثي, من السجن, من التعذيب من الحكومة, أما من جلنار فلا (يطلق هاني صرخة) الحديث عن جلنار مقدس والاستماع إليه صلاة عليك أن تسمع بخشوع (صرخة ....يجلس أدهم على الكرسي وقد بدا التعب واضحا عليه) اسمع, لقد طفح الكيل بعد ايام عيد ميلادها سأقدم لها القصيدة, إنها فرصتك الأخيرة....وإلا.
هاني: سأبقى هنا.
أدهم: ليس ذلك فحسب, في مكتبي تقرير من السفارة الأميركية, يقول بأنه لا وجود أساساً لصحيفة أمريكية تدعى (فري تايم ) و لا وجود لصحفية تدعى ( جيسي غارنر) لم يطلع أحد على التقرير سواي, ولن أخفي عليك أن رفع هذا التقرير, أمر في صالحي, حركة كهذه كفيلة أن تضع حداً لمحاولات اللواء عوني للضغط علي, بلغت فيه الوقاحة, أن يتهمني بالتستر على كثير من القضايا لأهداف شخصية, تخيل يطعنني في وطنيتي, تخيل مدى المجازفة في إطلاق سراحك.
هاني:من يصدق أنني ألق كل هذا العذاب لأنني عرفت جيسي, لم أفعل شيئاً سوى أنني أحببتها.
(يعدل أدهم كرسيه بحيث يصبح بجانب هاني ويبدو أن الوجهين على القدر ذاته من المعاناة)
أدهم :وأنا هل استحق العذاب الذي تسببه لي جلنار.... البارحة حاولت الاتصال بها .
هاني:لم ترد.
أدهم:لم ترد.
هاني:لم حاولت الاتصال؟!
أدهم:كنت أريد أن أقول أنني تغيرت(هاني ينظر لأدهم بطريقة توحي بالدهشة من هذه الكلمة وهو الذي يعرف أن الضابط لم يتغير)....لم أتغير تماما .....سأتغير.... اتصلت ثانية.
هاني: لم ترد.
أدهم:لم ترد.
هاني:ولا زلت تفكر انك ستتغير!!
أدهم:والله سأتغير (يخرج هاتفه النقال ويعطيه لهاني )خذ تحدث معها أنت قل لها أني سأتغير, بل قل لها أني تغيرت ...قل لها أني إنسان جيد .....لست جيداً تماماً لكنني أعبدها ....قل لها أن وجهها لا يفارقني, صوتها, رائحتها, لون جسمها...البرونز... حدثها ماذا فعل بي البرونز .
هاني: سأعترف لك بشيء ....لم يعلق بذهني من عشرات الساعات التي حدثتني فيها عن جلنار سوى البرونز لون جسمها ....ربما لأنه التفصيل الوحيد الأكثر صدقاً.
أدهم:أتتخيل أنه يمكنني أن أكذب في أمر يخصها؟!
هاني:
08-أيار-2021
22-آب-2009 | |
04-حزيران-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |