"أن نكون عاشقين"
2009-06-04
أن نكون عاشقين..
أنتِ فوق غيمتكِ تمطرين القصائدَ
فراشاتٍ و صور..
فتغرقُ مخيِّلتي..
و أتوه بين السطر و السطر
بين الحرف و النقطة..
فأغزل جناحين من صُورَ جمالك
لأطير بالأصابع..و بالقلم
و أجرُّ ورائي كلَّ الشظايا..
و الكواكب..
و الفراشات..
و الأُغنيات..
و أوراق النرجس..
و خفقات القلب...
لتحترقَ القصيدةَ.. و فمي..و أذنيكِ..و قلبينا...
و يبقى الحبُّ هذا الشعر..
هذا الصرح
و هذا الإعتراف لايمسَّه الزوال
...
أن نكون عاشقين..
تمطرينني لهفةً..لهفةً
و أنا في أرضي أحرث حبَّك
و بقاياي الملتصقة بأهدابك..
و أحرث القمح
و أقطف التفّاح
و الفستق
و أصطادُ قمراً من البركة..
فأُعلِّقه على جدار غرفتي..
فوق صورتك الكبيرة
لتصلّي و تردِّد التعاويذ و التسابيح بإسمكِ القصيدةُ..
حتّى الصباح
...
أن نكون عاشقين..
أنتِ في ليلكِ تهاجرين بأجنحتي الملوّنة
و تزرعين عقد السعادة حول خصرك
و أنا في دندنتي أُتابع رقصتك على السقف
و أُحاولُ الإمساك بكِ لكنّكِ تفرّين كالزئبق..
كالزبدة..
من بين أصابعي و من بين قبلاتي
فأحتضن السعادة..
تتسرّبُ في كلّ الخلايا داخل جسمي
فأضيع في المسافة المتبقيّة مابين الحلم و الرؤيا
لتأخذني لحظة الإشراق حدَّ الفناء
حدَّ الحلول
فيمتزج الكون ليصبح بإرادة العشق..
شهقة و قصيدة و زنبقة سماويّة تتسلَّق شفتيكِ..
فتطلع الشمس بهيّةً من هناك
فأقطف ما تيسّر لي
أقماراً..و لؤلؤاً..و أمطار صيفٍ..و شموساً
و ترانيم صلاةٍ لالهة الحبِّ من فجر شفتيك الساحر
...
أن نكون عاشقين..
تعبرين البحور و العواصف..
و تتخلّلين مساماتي..
و ترقصين الباليهَ في ساحة قلبي بثوبكِ الأبيض الفضفاض
و أنا أُتابع دوران ((الشمس و القمر و أحدى عشر كوكباً)) حول مدارك اللاأرضيَّ و اللاسمائيّْ..
بذهولٍ و متعة
...
أن نكون عاشقين..
أُمسكُ بيدكِ فترتجفين من شدَّة الحقيقة و الرؤيا
و تخافين سكاكين الهمس و رصاصات العيون و مدافع الإتّهام
فنعبرُ الشارعَ و دوارُ المدينةَ و محطة الأنظار
و نصعد الطابق العلويَّ للشمس من دون إصابات
بينما تخلّفين الدمار و الهلاك و الثورة..
و الإنقلاب العسكري للزنبقة في المدينة..
فيتنهي عهد المغارات و الكهوف و السبايا
و تبدئين مملكة جديدة يسودها الأمل
...
أن نكون عاشقين..
أُردِّدُ نبض كلامك
و أكتبُ أحلامك فوق الجبين
و أزرعها على خطى الطريق لكي تتحقّق
و أزرع نظرتك لكي تصير سنبلة
فأقتات منها لأُطيل العزم
و أنت تلفّين طموحاتي طلاسم و ايات على ذراعك و بين خصلات شعرك
لتصبح وردة بيضاء فوق الأُذن تختالين بها بين رفيقاتك
و تقفين قائد السفينة.. فوق المنصّة
و محارباً توصليني إلى برِّ الأمان
...
أن نكون عاشقين..
أُردّدك أُغنيتي الوحيدة
أكتبك قبل نومي حلمي الدائم
أقرأُك قبل الفجر ترنيمة صباحي الأولى
أشمّ عطرك نبيذي المفضّل
و ساعة دفئي اللذيذة
...
أن نكون عاشقين..
تسرّحين شعرك الفضّيّ بمشط أصابعي
و مرايا عينيَّ
و تضعين عطر أصابعي على الخدّين
و تحت الأُذنين
و بين النهدين..
و تمرّقين أثر شفاهي الساخن الخمريّ على كرز شفتيك الساخنة دائماً
و تلبسين فستان ذراعيَّ ليحميك من البرد..
و الرجفة..
و العريِ..
و الوحدة..
و خطى الأيام التي لاترحم أنوثتك
...
أن نكون عاشقين..
تتعرّين من ساعات يومك الضجرة..
في آخر الليل
و تهربين تحت معطف همسات صوتي خلف الموبايل
على سريرك..
و تلتحفين بقصيدتي التي سأُهديها لك كلّ ليلة..
لتنامي على ذراع شعري
و تأخذك غيمة الغفوة حيث جبلي
و هناك تُكملي حلمك اللذيذ
و قرفصتك الشهيّة بين ذراعيّ حتى الصباح..
فنتسابق بالإتصال و الرسائل و القبلات الصباحيّة..
...
...
...
أن نكون عاشقين..
لافرق بيني و بينك
أكونُ..أنت..
و تكونين..أنا..
***
الشاعر عادل الصياحي
من الأهواز
البريد الإلكتروني
[email protected]
08-أيار-2021
05-آذار-2012 | |
06-كانون الثاني-2012 | |
25-تشرين الثاني-2011 | |
08-تشرين الثاني-2011 | |
17-أيلول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |