هيدغر بقلم : مايكل إنوود ترجمة:
2009-06-09
هيدغر بقلم : مايكل إنوود ترجمة:
صالح الرزوق
ما هي " الدايزين ( 1 ) " ؟.
الدايزين هي طريقة هيدغر في الإشارة إلى كل من الوجود البشري و طبيعة الوجود التي يتحلى بها الجنس البشري. و مصدر المصطلح الفعل dasein ، و هذا يعني " أن توجد " أو " أن تكون هناك ، و أن تكون هنا ". و يتبنى الاسم دايزين فلاسفة آخرون ، منهم كانت على سبيل المثال ، للدلالة على وجود أي كائن. و لكن هيدغر يعتقد أنه من خصوصيات الكائنات البشرية. و هو أيضا يلح على جذر معنى الاسم ، و بالتحديد " أن تكون هناك " أو " أن تكون هنا ". و يمكن بسهولة ترجمة Da باللغة الألمانية أحيانا بكلمة " هناك " و أحيانا " هنا " ، بالاعتماد على السياق. ( و يقترح هيدغر في بعض المناسبات أن " هنا " ( hier ) تعني حيث أكون أنا ، المتكلم ، و " هناك " (dort ) تعني حيث يكون هو أو هي ، الشخص موضوع الكلام ، و da هي حيث تكون أنت ، المشار إليه بكلامي ( انظر كتاب هيدغر xx. 343 ) ( 2 ) . و لكنه لا يفكر بالعادة في دايزين بموقع أنت المخاطب عوضا عن أنا المتكلم. و الكلمة sein تعني " أن تكون " ، و ، صيغة الاسم منها ( Sein ) " الوجود " بالمعنى التجريدي. و أحيانا ، و لكن ليس دائما ، يرمّز هيدغر المفردة ، 'Da-sein' ، للتأكيد على معنى " أن تكون ( هـ ) ــناك ".
لماذا هو يتكلم عن الوجود البشري بهذه الطريقة ؟. إن وجود الكائنات البشرية يختلف على نحو دراماتيكي عن تلك الكيانات الأخرى الموجودة في العالم. " دايزين كيان هو ، في وجوده ، يقوم على أساس أن الوجود قضية " . و بعكس الكيانات الأخرى ، ليس له جوهر محدد : فجوهر الدايزين متوفر في حضوره. و بناء على ذلك ، تلك المواصفات التي يمكن لها أن تتوفر في هذا الكيان هي ليست " مواصفات " حاضرة – و – مفهومة لدى بعض الكيانات التي " تبدو " بين بين ، و لكن هي نفسها حاضرة – و – مفهومة على الدوام. إنها في كل الحالات أساليب ممكنة و بها تتحقق لتكون موجودة ، و لا شيء غير ذلك.. . و هكذا حينما ندل على هذا الكيان بمصطلح " دايزين " ، نحن نعبر ليس عن ما " هو عليه " (هل هو طاولة أو بيت أو شجرة) و لكن على وجوده .
إن وجود الدايزين قضية لأنها تعتمد ، جزئيا ، على حقيقة أن هذا الوجود هو " في كل الحالات يخصني " ، و إن الدايزين بحاجة لأن تكون مشارا إليها بالضمير الشخصي ، " أنا " أو " أنت ". و إن وجود الكيانات الحاضرة بشكل مجرد في الذهن و التي لا نشير إليها على نحو مناسب بـ " أنا " أو " أنت " هي موضوع بلا أهمية عندهم. و بما أنهم ، مثل الدايزين ، لايستطيعون أن يتحملوا مسؤولية وجودهم الخاص ، هم بحاجة، لو أنهم شيء على الإطلاق ، إلى " ماهية " محددة. و لكن الوجود البشري هو أي شيء يقرر أو أنه قرر أن يكون : " الدايزين هي إمكانيته ". فالدايزين تخترق أنطولوجيا أرسطو من جهتين : أولا ، هي ليست مادة لها طبيعة جوهرية و مواصفات أو " حوادث " ( 3 ) . ثانيا ، كمون الدايزين أو إمكانيته يسبق حقيقته : فالدايزين ليس شيئا محددا ، و لكنه إمكانية و احتمال لعدة أشكال من الوجود.
" أن تكون أو لا تكون ، ذلك هو السؤال "
من الطبيعي أن يرد هاملت على الذهن. و الدايزين كيان بوسعه أن يقرر أن يكون أو لا يكون. و لكن هاملت لم يذكر أن الإنسان ليس إلا عبارة عن شيء بوسعه أن يقرر هل يكون أو لا يكون ( 4 ) . و لماذا لا يمكن بالإضافة إلى ذلك أن يحوز ( مثل طاولة ، بيت ، أو شجرة ) ، على طبيعة محددة ؟. حقا يجب عليه أن يمتلك مواصفات أخرى غير قدرته على تقرير كينونته أو عدمها. لا شيء جوهريا يمكن أن يتكون ، في تلك المساحة ، بما يزيد عن قدرته على حيازة وجود على أنه هو مواصفاته الجوهرية. و في كل حال الإنسان لا يمتلك قدرة غير محدودة ليقرر بها هل يكون أو لا يكون. بوسعه أن يختار الموت ، و لكن ليس بمقدوره أن يختارالولادة ، أو أن يولد في حالة غير حالته. و كما يقول هيدغر : إنه " ملقى " في العالم. و لكن ما أن تلقى الدايزين حتى تسيطر على وجودها الخاص في هامش صغير مثل اختيار الانتحار لو أنه ليس مثل ما هو عليه ( هيدغر لم يذكر الانتحار في < الوجود و الزمن > ، و لكن هذا واضح ... فهو يعتبره استجابة غير مناسبة أو غير أصلية يرد بها على احتمال الموت ).
لذلك إن ما أقرره هو ليس تماما من قبيل هل أكون أو لا أكون ، و لكن كيف أكون. هنا لدينا استعمال مختلف للتعابير مثل " كيف هو " ، و " اتجاه ، طبيعة ، أو أسلوب لوجود". حتى الآن نحن نفترض أن الكيان له أسلوب وحد ، واحد فقط ، من الوجود ، و لكن لآن بمقدورنا أن نلاحظ أن أسلوب الدايزين يتضمن قدرة على الاختيار من بين عدة أساليب محتملة في الوجود. بوسعي أن أختار أن أكون قسيسا ، طبيبا ، أو فيلسوفا. و الجواب المناسب للسؤال " ماذا أنا ؟" لا يأخذ شكل تعليق غير مثير للاهتمام عن نفسي ، و لكن شكل قرار عن كيف أنا أكون ، حتى لو أنه تأكيد فقط على قرار اتخذته فعلا. و يشير هيدغر لهذه الصفة الخاصة بقوله : الدايزين وحدها ، من بين جميع الكيانات ، هي التي توجد أو هي التي لها وجود حاضر. و الفعل existieren و الاسم Existenz ، مثل مرادفاتها الإنكليزية ، تنجم من كلمات لاتينية تعني بالحرف الواحد " أن تحيا " و" الحياة ". الدايزين تحيا ، و تخلق أساليبها في الوجود ، بطريقة لا يؤديها أي كيان آخر. و هذه الصفة للدايزين حاسمة جدا حتى أن هيدغر يقر إنه عوضا عن الكلام عن " شرائح " ، كما نفعل حينما نصف وجود كيانات أخرى ، علينا أن نتكلم عن " وجودانية " ( Existenzialien ) لتعيين الصفات الأساسية لوجود الدايزين ( 5 ) .
إنه ليس مبالغة أن نقول إن الدايزين لا تتضمن " ماذا " ، و لا حتى " صفات نوعية " ، و لكنها تتألف بكلها من " احتماليتها" ؟. و ربما بعد ذلك أكون غبيا جدا لو أصبحت قديسا ، طبيبا أو فيلسوفا. و قد أصبح أصلع، ليس باختياري و من غير احتمال بعودة نمو شعري. إن لمعظم الكائنات البشرية بنية جسدية و بيولوجية معينة ، وهذه تختلف بشكل ملحوظ من تلك التي تجدها المخلوقات الأخرى و لديهم احتمالات ضئيلة بتغييرها. و بعض الفلاسفة يعزون طبيعة الإنسان المميزة إلى العقلانية ، و لذلك عرّفوا لاإنسان بأنه حيوان عاقل. لم يذكر هيدغر ، طبعا ، أن الدايزين تصبح بالإمكان كل ما تريد. فالظروف تضع حدودا لما يمكن أن أقوم به : و " الوجودانية تتحدد دائما بحقائقها ". ولكن ظروفي و حالتي هي ليست ببساطة " صفات – حاضرة – و – مفهومة " إذ : بوسعي دائما الاستجابة لها بعدة أساليب. لو أصبحت أصلع ، قد أرفض قبول أنني أصلع ، و أواصل الإصرار على أنه لي رأس بشعر غزير ، و قد أنتكس من صلعي ، و أسمح له بدفعي إلى اليأس ، و قد أرتدي شعرا مستعارا ، و ربما ببساطة أتجاهل الأمر ، أو بحبور أتقبل صلعي ، و أحتفل به ، و قد أجعل منه أساسا لمستقبل مهني ناجح كعاشق أو ممثل. و إن أي اختيار أتبناه لا ينطلق جوهريا من صلعي ، و لكن أنا أنتقيه بملء حريتي الشخصية.
غير الأصيل و الـ " هم "
و لكن هل أنا انتقيته بمحض حريتي ؟ حقيقة أن الصلع صفة شخصية ذات معنى و هي غير متفق عليها ، في نفس الوقت إنها تفرض استجابة خاصة تعتمد على تقاليد اجتماعية ليس لي يد في مبادئها الأولى ، و هذا هو شأن الاستجابات المناسبة التي نرد بها عليها. ارتداء شعر مستعار استجابة مقبولة ، و لكن أن أحلق رأس كل شخص آخر حتى لا أكون استثناء من الجو فهو غير وارد.
" لا أحد يقوم بهذ الإجراء " ، كما أعتقد ، و هذا أمر مستبعد من اختياراتي ، و أنا لا يمكن أن أفكر به ، و لو على سبيل الاحتمال. أنا أرفض التفكير بهذا الاختيار و ذلك لأن " هم " ، " أحدهم " ، أو " نحن " لا نفعل ذلك ، وهذه الحالة تدخل تحت اسم " غير الأصيل " و ليس " الأصيل " ، و أنا أتراجع عن ذلك و أربط قراري بـ " الآخرين " أو بالأحرى بـ " هم " المجهولين.
يستعمل هيدغر ليدل على " الأصالة " كلمة " eigentlich " و هي تعني باللغة الألمانية العادية " حقيقي " أو " فعلي ". و منها يشتق كلمة " Eigentlichkeit – أصالة " . و غير الأصيل تقابل Uneigentlichkei – و هي تعني بالعادة " غير حرفي ، رمزي " و منها غير الأصلي التي تقابل Uneigentlichkeit. و الدايزين أحيانا تكون أصلية و أحيان غير أصلية. هل يريد هيدغر أن يقول: إن الدايزين الأصلية هي فقط الدايزين الحقيقية ، و هي حقا الكائن البشري ؟. و تلك الدايزين غير الأصلية هي ليست جنسا بشريا مقبولا ؟. كلا. فهو يربط eigentlich بالصفة eigen ، " خاصتي " ، و التي تستعمل في سياق مثل " يمتلك غرفة تخصه له وحده " ، " له عقلية خاصة به" ، و " هو سيد نفسه ". أن تكون أصليا يعني أن تكون منسجما مع ذاتك الشخصية و الخاصة ، و أن تقوم بأداء و إنجاز أشيائك الخاصة.
ما هو غير الأصلي إذا ؟. أية ذهنية أرضخ لها ، ( 6 ) أي شخص أتقمص دوره و أكونه ، هذا إن لم أكن متميزا ، و ممتلكا لزمام نفسي ؟.
" خاصتي " بالعادة تتعارض مع " خاصة " الآخر ، و eigen تتعارض مع fremd ، " غريب ، متعلقات آخر ". ربما أتشابه مع شخص أومجموعة أخرى – هيدغر ، شريكي ، أو زملائي في الحياة الأكاديمية – فأنا أفعل و أفكر مثلما يفعلون أو يفكرون. و لكن غالبا ، كما يعتقد هيدغر ، أنا أخضع لما يفعل و يفكر به الـ " هم ". و هنا هو يشتق ضميرا ألمانيا بسيطا ، man ، " شخص " ، على سبيل " شخص يدفع ديونه ، و لكن اللغة الإنكليزية غالبا ما تستعمل " نحن " ، " هم " ، " أنتم " ، أو " شعب " في نفس الموضع الذي يستعمل فيه الألمان كلمة شخص ما man ( 7 ) . و قد قلب هيدغر هذا الضمير إلى اسم معرّف ، das Man ، الـ " واحد " ، أو الـ " هم ". ضمير الـ " هم " يقابل الآخرين ، و لكن أيضا يتضمن نفسي بكل ما أقوم به ، و أفكر فيه ، و أتلمس ما " هم " يفعلون ، و يفكرون ، و يلمسون . إن تسميته بالآخرين غير محدد ، إنه كل شخص و لكنه ليس أحدا. أنا أكتب باللغة لإنكليزية ، لأن هذا هو ما يفعله أي شخص. أنا أحزن في الجنازات لأن هذا ما يفعله " أي شخص " . و كلما اندمجت مع الـ " هم" ، لا أكون أنا ذات نفسي الشخصية و الخاصة ، و لكن الـ " ذات - هم " : " إن دايزين ذات كل يوم هي الـ ذات – هم ، و التي نحن نميزها من الذات الأصلية. الدايزين غير أصلية ، فهي تنجز الأشياء ببساطة لأنها هي ما يفعله أي شخص. و هي أصلية كلما عزم الشخص على رأيه الخاص ، إنها الشخص الخاص فعلا ، أو إنها حقيقة بالنسبة لذاتها الخاصة. و لكن الأصالة لا تتضمن ، طبعا ، الغرابة . الغرابة تكون غير أصلية ، بينما الاتفاق مع الخبرات القياسية هو وحده الذي بوسعه أن نختاره بشكل أصلي ( 8 ) .
و إن غير الأصلي هو بكل السبل حالة غير مقبولة. و هو الظرف الطبيعي لمعظمنا في معظم الأوقات، و من دونه ليس بوسعنا أن نتخذ قراراتنا على الإطلاق.ليس بمقدوري أن أتخذ قرارا بخصوص تأليف كتاب ، لأنني لا أمتلك زمام اللغة ، اللغة الإنكليزية مثلا. و لو أن جمهوري من الأنغلوفون ، لن يخطر لي أن أكتب بالإغريقية القديمة عوضا عن الإنكليزية ، أو أن أكتب من اليسار إلى اليمين بدل من اليمين إلى اليسار ، أو أن أستعمل كلمة " خير " بمعنى " شر ". و من جهة أخرى ، بما أنني يجب أن أكتب بالإنكليزية فهذا لا يورطني في محنة تكرار بعض الجمل و العبارات التي يستعملها غيري ، مثل " الكليشيهات و التعابير الجاهزة " ، و لو قمت بذلك ، من غير أن أبدع أفكاري الشخصية أو أن أجد تعابير تناسبهم ، إن لم تكن شائعة ، فإن لا أصالتي ليست صحيحة و تكون خارج المكان ( السياق ) . علاوة على ذلك ، لو أن لا أصالتي غير مناسبة أو عكس ذلك ، ينجم عنها السؤال التالي : هل بمقدوري ، باعتبار أنني غير أصلي ، أن أقوم بتحقيق وجودي الشخصي الخاص بي؟. و رد هيدغر كالتالي : لو أنني غير أصلي ، لو أنني ألقيت أعباء قراراتي على الـ " هم " ، أكون بوضوح ، قد قررت أن أفعل ذلك. و في أية حال ، من الممكن لي أن أطالب باختياري ، و لكن من غير الضروري أن هذا الأمر يسير ، و لكن على الأقل هذا محتمل. و لوأنه بمقدوري أن أقرر الفرار من غير الأصلي ، فإن فشلي في ذلك يعتمد على قرار ، مها كان واضحا فهو لا يسهل لي هروبي. الدايزين غير الأصلية لا تعني ، إذا، إن الدايزين غير " موجودة "، و مهدورة من وجودها الخاص...
الدايزين و الروح
لدى هيدغر سبب معقول ليبدأ مع الكائنات البشرية من نقطة أنها دايزين ، آخذا بعين الاعتبار أنها تستفسر و تبحث عن اختيار ، و هي منتجة للذات. و هذا ، في النهاية ، هو المكان الذي منه ننطلق كلنا ، سواء كنا بيولوجيين أو مؤرخين أو أصحاب حرف و مهن. و لكن ربما نعترض بقولنا : الدايزين هي فقط جانب واحد من جوانب الكائنات البشرية بالتوازي مع مسائل أخرى ، ليس البيولوجية فقط ، و لكن أيضا السيكلوجية و ما يقول عنه الفلاسفة الألمان غالبا " الروح " Geist أو " الروحي - العلوم ، النظريات ، الأعمال الفنية ، و حتى البنيات الاجتماعية و السياسية التي نختلقها. هل أهمل هيدغر ذلك كله ؟. كلا. كل ذلك موجود ، و لكن كأساليب تعبر عن وجود الدايزين. هيدغر لا يعترف بفضاء سيكلوجي داخلي صاف ، و لا بأي فضاء مثالي للكيانات المنطقية و الرياضية. و كلامه عن " وجود " الدايزين يستند على واقعية قاسية تحل ، إن لم تحذف مثل هذه القوانين الصارمة و الرقابية : كالمنطق و السيكلوجيا و الإبستمولوجيا. الديزين ، حتى في أعمق طبائعها و عواطفها ، هي دائما مشغولة بالعالم و فيها كيانات ضمنية. إن النظريات العلمية ، و حتى حقائق المنطق و الرياضيات ، هي دائما طرق تعبّر وجود الدايزين الموجودة في العالم.
هوامش المترجم :
1- دايزين مفردة يمكن تعريبها ، و لكن من المتعارف عليه ترجمتها بمفردة " الآنية ".
2- هذه المصطلحات الأنطولوجية ، يمكن دائما تبسيطها ألسنيا بأطراف التواصل ، و هي : المخاطب ، و المتكلم ، و الرسالة أو موضوع الكلام.
3- في كتابه ( الوجودية ) يبين جون ماكوري ، و بترجمة الأستاذ إمام عبد الفتاح إمام، أن الحوادث هي ما يدل على الشيء العرضي القابل للتغير. وعلى العقل برأي أرسطو أن يبحث عن عالم الجواهر التي لا تتغير مثل : الأسماء و الصور. و هذا يعني ضمنا أن وجودنا غير حقيقي ، و لكنه واقعي.
4- يقول هابرماز ( و بترجمة عن أصل إفرنسي موثق لفاطمة الجيوشي ) : الوجود الإنساني يفهم نفسه انطلاقا من إمكان أن يكون ذاته أو لا يكون. فهو موضوع أمام خيار لا مفر منه بين الصدق و اللاصدق. إنه وجود إنساني ( دايزين ) موجود ما عليه" أن يوجد " وجوده. إن على الوجود الإنساني أن يدرك ذاته انطلاقا من أفق إمكاناته. ص 230 من كتاب : الخطاب الفلسفي للحداثة ، ترجمة فاطمة الجيوشي ، 1995 .
5- وجوداني : تترجمها فاطمة الجيوشي بأنطولوجيا الوجودية. و بما أن الوجود دائما له قيمة أنطولوجية ربما تعني هذه الكلمة ماهية الوجود ، أو صواب الوجود. بعبارة أخرى : وجود ذات.
6- وردت العبارة في الأصل كما يلي : Whose mind might I have, whose person might I be, if not my own?.
7- Man كلمة ألمانية و تعني بالإنكليزية ( أنت you ) ، ( شخص ما someone , somebody ) ، أو واحد one ( و هو التعبير البلاغي الذي يرد في المكاتبات الرسمية ). انظر قاموس إنكارتا 2009 .
8- لماذا يتحتم على الدايزين أن تكون الوجود هناك ؟. نفهم من هيدغر أن المسافة بين الموضوعي و الذاتي هي التي تفرض ضرورات السياق و الأصالة. فالوجود بحد ذاته سهم أسود موجب ( أو أنه أصيل) ، و لكن " هناك " هي لضرورات السياق. و يفرضها الآخر ، المعارض و غير الأصيل ، و الذي يقوم بتحويل التواصل إلى حصار ضد الذات ، و ربما لإنكارها و تدميرها ، ثم تمهيدا لموت الإنسان الأول. و من هنا إن معضلة أن نكون أو لا نكون هي مسألة أونطولوجية ، و لكنها تحت اختبار من الاختلاف المؤجل ، أو الآخر الذي هو أنا.
المصدر :
Source: Inwood, Michael. Heidegger. Past Masters series. 1997. Oxford University Press.
صالح الرزوق - 2009
08-أيار-2021
مقتطفات من : كافكا في المحاكمة الأخرى بقلم : إلياس كانيتي ترجمة : |
17-نيسان-2021 |
03-تشرين الأول-2020 | |
12-أيلول-2020 | |
22-آب-2020 | |
20-حزيران-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |