(«اسرائيل ولبنان وفلسطين»)
2006-08-11
كتبت مرة بعد مرة عن أسوأ انواع التطرف الفكري المؤيد لإسرائيل الى درجة التواطؤ في الجريمة معها، غير اننا لسنا من دون اصدقاء، وأصدقاؤنا حول العالم افضل سمعة شخصية وفكرية من عصابة الشر الإسرائيلية.
أقدم للقارئ اسماء طارق علي وجون بيرغر ونعوم تشومسكي وإدوارد غاليانو ونعومي كلاين وهارولد بينتر وأرونداتي روي وخوسيه ساراماغو وهوارد زين. وأسأل هل يمكن ان يقارن امثال هؤلاء بوليام كريستول وفرانك غافني ودانيال بايبس ومايكل ليدين وآلان ديرشوفيتز وكن أدلمان والمتطرفين الآخرين من الاعتذاريين الإسرائيليين.
أرجو قبل أن أكمل ان يلاحظ القارئ عدد اليهود في القائمة الأولى، فاليهود في اسرائيل وحول
العالم، خصوصاً الولايات المتحدة، معتدلون وسطيون وليبراليون يريدون حلاً سلمياً، وأمثال المتطرفين بينهم قلة، إلا انها عالية الصوت، ومنذ مطلع 2001 وهي تدير السياسة الخارجية الأميركية، وتوجهها لخدمة اسرائيل.
تشومسكي ورفاقه اصدروا بياناً بعنوان «اسرائيل ولبنان وفلسطين» حمّلوا فيه اسرائيل المسؤولية كاملة عن القتال والقتل في الأراضي الفلسطينية، وقالوا ان النزاع الأخير بدأ بعد ان خطفت القوات الإسرائيلية طبيباً وأخاه في غزة، من دون ان ينشر الخبر في أي وسيلة إعلام باستثناء الصحافة التركية. وخطف الفلسطينيون في اليوم التالي جندياً إسرائيلياً لمقايضته بسجنائهم في اسرائيل، حيث هناك منهم حوالى عشرة آلاف رجل وامرأة.
وقال الموقعون ان حادث الجندي هو خطف، ولكن الاحتلال العسكري غير الشرعي وسرقة الموارد الطبيعية، خصوصاً الماء، من واقع الحياة، وهذا ازدواجية في المعايير تتجاهل معاناة الفلسطينيين.
كنت قرأت البيان على موقع تشومسكي الإلكتروني، ثم قرأته مترجماً الى الفرنسية في «لوموند»، وهو ينتهي بإدانة الاحتلال، وباتهام اسرائيل بمحاولة تصفية الشعب الفلسطيني.
هل سمع القارئ باسم بول كريغ روبرتس؟ هو وكيل سابق في وزارة الخزانة الأميركية شارك في تأليف كتاب «طغيان النوايا الحسنة»، وقرأت له ثلاثة مقالات متتالية تقريباً، تعكس إحساسه بالظلم الواقع على اللبنانيين والفلسطينيين، وحرجه لدور بلاده الولايات المتحدة في الجريمة الإسرائيلية.
كان احد المقالات بعنوان «العيب في ان يكون الإنسان أميركياً» اتهم فيه اسرائيل بتطهير إثني في جنوب لبنان، ثم عدّد جرائمها ضد لبنان كله، كما نعرف جيداً، وزاد مخاطباً الأميركيين انهم لا يعرفون لأن الإعلام الأميركي لا يغطي جرائم اسرائيل. وهو عطف على الإدارة ومجلسي الكونغرس اللذين وقفا الى جانب الهجوم الإسرائيلي، والمقال يستحق ترجمة حرفية لأنه إدانة من مواطن اميركي شريف، لا طرف في النزاع مثلنا.
وكان المقالان الآخران من المستوى الفكري الراقي نفسه، وعنوان احدهما «شريك اسرائيل في الجريمة»، وهو إدانة صريحة مع الأدلة لإدارة بوش، والآخر «هل سينضم الأميركيون الى العراقيين واللبنانيين والفلسطينيين كضحايا للمحافظين الجدد». وإذا اعتقد القارئ بأنني أُكثر من الحديث عن هؤلاء المتطرفين فما عليه سوى ان يطلب مني مقال روبرتس عن خطرهم على بلاده والعالم.
ايفون رايدلي كتبت مقالاً بعنوان «الدفاع عما لا يدافع عنه» ردت فيه على انصار اسرائيل الذين يبررون جرائمها، وأعتقد بأنها قدمت «مرافعة» تقبل بها أي محكمة محايدة، تثبت ان اسرائيل دولة إرهابية قامت على الإرهاب ولا تزال تمارسه.
في لندن كتبت ياسمين اليبهاي – براون، وهي كاتبة معتدلة هاجرت صغيرة الى بريطانيا من أوغندا، مقالاً تتهم فيه اسرائيل بممارسة عنصرية معادية للعرب ولا شيء غير ذلك، في حربها على الفلسطينيين واللبنانيين. وهي أعادت الى الأذهان كلام عالم يهودي عظيم هو هيو بلاشكو الذي احتضنها صغيرة، وحزن لقيام اسرائيل لأنه رأى انها ستجعل من اليهود وطنيين متطرفين.
بيتر لينش رد على قول المتطرف لاري كودلوف في «ناشونال ريفيو» المتطرفة مثله «كلنا اسرائيليون الآن» بمقال عنوانه «لا، لسنا كلنا اسرائيليين الآن» وفنّد فيه دعايات كودلوف الممجوجة عن اسرائيل والعرب، وألقمه حجراً... في رأيي على الأقل.
وقال ستيفن غلوفر انه صديق لإسرائيل، إلا انه مضطر ان يقول للإسرائيليين «ان اكبر ضحية لهذه الحرب سيكون بلدكم»، وحذرهم من المبالغة مصراً على ان «حزب الله» وسورية وايران معه، لا يهددون وجود اسرائيل، اما جوناثان ستيل فكتب مقالاً بعنوان «حزب الله وحده يستطيع الدفاع عن لبنان ضد غزو اسرائيلي» وقال ان محاولات فرض قوة دولية تهدد بتدمير لبنان وعودة الحرب الأهلية.
وقال جون بيلجر، وهو من أبرز الكتّاب البريطانيين، في مقال بعنوان «حرب الإمبراطورية والبروباغندا» ان دور الولايات المتحدة في دعم الهجوم الإسرائيلي على لبنان يمثل الطغيان الامبراطوري حيث تعاد كتابة التاريخ ليناسب حاجات اميركا فيما تقف اوروبا ذليلة جانباً...
كنت أعرف وقد بدأتُ الكتابة اليوم ان حجم الزاوية سيضيق عن اصدقائنا حول العالم، او اصدقاء الحق والحقيقة، وأريد ان أختتم ببعض الكتّاب الذين لا أصنفهم اصدقاء، فنحن لا نحتاج الى اصدقاء بقدر ما نحتاج الى إنصاف، فالكاتب المنصف، سيقف حتماً الى جانب الفلسطينيين واللبنانيين وكل العرب.
ديفيد اغناشيوس وريتشارد كوهن في «واشنطن بوست» من افضل من قرأت لهم، والأول دعا الى التفاوض مع ايران واقترح وسائل لإنقاذ ثورة الأرز، والثاني كتب عن ثقل التاريخ على اسرائيل وأن تأسيسها كان غلطة، وغلطة شريفة او غير مقصودة نقلت اليهود الأوروبيين الى بلاد حيث لا تريدهم شعوبها. وربما استغرب القارئ ان أزيد هنا اسم دنيس روس، منسق عملية السلام السابق، فهو افضل كثيراً من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي ترأسه، ويكتب باعتدال، فأختلف مع بعض آرائه، إلا انني أقبل بعضها، وأنتظر مقاله المقبل، وهذا كان رأيي في اقتراحاته للخروج من الأزمة في قطاع غزة.
الحياة - 12/08/06//
08-أيار-2021
02-تشرين الثاني-2006 | |
11-آب-2006 | |
08-آب-2006 | |
26-تموز-2006 | |
18-تموز-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |