لعينيك : أكتب " سلطانات الرمل "
خاص ألف
2009-07-05
الكاتبة في قصر ابن وردان
طفلة مغرمة بجونكر ودايسكي وببيرو والقرصان سيلفر زعيم العصابة التي تبحث عن كنز . .أيضا كنت مغرمة بقصر ؟ !
أخرج من كشكول ذلك الزمن , أنهض برأسي , أشرئب بكامل فضولي: لأستقبل بعيني قنطرة قصر ابن وردان الفريدة . .
قصر روماني يتخلل أمداء البادية , أحاذيه في سيارة "أوبل"بيضاء تعبر غبرة الدروب الترابية لبلوغ الدرب الوحيد المعبد في بادية ذلك الزمن ويمر الطريق من قرب" حبيبي" قصر ابن وردان ومثلما أحلم أن ألتقي قرصان على كتفه ببغاء أحلم أن يتحول القصر الوسيم إلى أمير . .فكرت أن أقبله مثلما يفعلن أميرات الحكايا وهن يقبلن الضفادع لتتحول إلى أمراء وسيمين. .
أو أن أكون واحدة من البجعات المسحورات أتحول في وقت مسحور محدد إلى بجعة أزور قصري سراً وأتودد إليه لعله يعترف لي بسره . .
ربما لم يخطر في بال أبي وهو يجعل القصر محطة استراحة قبل بلوغ ضيعتنا النائية ويصب القهوة من الترمس ويدخن المالبورو وأغافله وأختلس "سحبة" من سيجارته على مبدأ "كل ممنوع مرغوب" وأسمع حكاية القصر الغريبة أنني سأقع بغرام ابن وردان وهو يحكي: بناه ملك تنبأ له عرافه أن ولده الوحيد سيموت بلدغة عقرب . .
وأشار عليه ببناء قصر معجون طينه بماء الورد لأن العقارب تهاب العيش وسط رائحة الورد . . وهذا ما حدث بُني هذا القصر بماء الورد لكن القدر كان أكثر حنكة من كل أحاييل البشر وعلى ظهر ناقة تسللت العقرب إلى ذراع الابن الذي عاش محبوسا بين جدران القصر وأسيرا لشرفة تطل على البادية وخطر له مرة أن يلاطف ناقة ترعى تحت شرفته فلامس سنامها وهناك كان القدر متربصا . .
يحكي ولفرد تيسغر الرحالة الانكليزي عن القصر الذي لم يعرف اسمه قط ويذكر أن ثمة دليل أخذ ت.أ. لورنس إلى القصر وجعل يدور معه بين نوافذ القصر ويقول له :شم هنا إنها رائحة بنفسج , وعند نافذة أخرى يقول له: شم هنا . . رائحة زهر . . وأخيرا قاده إلى نافذة بعينها وقال له : شم هنا إنها أجمل رائحة . . رائحة الصحراء .
يقال أن "ابن وردان" ليس اسمه الحقيقي , أخذ هذا الاسم من أحد أمراء البدو الذين كانوا يجولون المنطقة وجعلوا هذا القصر ما يشبه عاصمة رمزية لديرة الشمبل "ديرة" شهدت لسنين طويلة حرب عشيرتين غنامتين : حرب الموالي والحديدين , وذلك في مطلع القرن العشرين . .
كبرت وأصبح بطل فيلم العراب –الجزء الثاني- "آندي غارسيا" يحتل خلفية شاشة توقف كومبيوتري وموبايلي ونسيت ببيرو وجونكر . . سيلفر لم أنسه تماما لكن ابن وردان ظل يجذبني عن بعد بقنطرته الفريدة التي تشبه رأس أمير متعال مسكون بسلام زمني أزلي .
يطول الحديث عن أثر الأمكنة التي في ذاكرتنا لكن "ابن وردان" أشعل ذاكرتي و"حدثت" روايتي القادمة : " سلطانات الرمل "
للأمكنة عيون وآذان وأحلام . .
08-أيار-2021
11-كانون الأول-2009 | |
06-تشرين الثاني-2009 | |
23-تشرين الأول-2009 | |
05-تموز-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |