( أ )

هلْ علـَّمتـْكَ مدائنُ الزيتِ
المُعبـَّأ في زجاجاتِ الحليب .. الضَّحكَ في وضَح ِ البكاءْ ...؟! ...؟!
هلْ متَّ يوما ًَما بمحْض ِ إرادتكْ ...؟! ...؟!
.....؟!
.....؟!

أوُلدتَ يوما ً ما بمحْض ِ البوْح ِ .. والتـُّفاحْ ...؟!
... حينَ استفاقَ بكَ الحصانُ ، وكنتَ دربا ً
ليس يفضي للطريق ِ، وكنتَ تبحث عن مَلاذٍ آمن ٍ للبوح ِ.. للأسرار ِ
ثمَّ خسرتَ حربَ الليل ِ.. ثمَّ قبـِلتَ بالحلِّ المُتاح ِ .. وبالسواءْ

أوُلدتَ يوما ًما بمحْض ِ اللـَّوز ِ .. والتـُّفاح ِ ...؟!
حيثُ فراشة ٌبيضاءُ توقظ ُ فيكَ أوجاعَ الوطنْ ......
فتـَرى بعينيها ارتباطا ًبالسماءْ

أوُلدتَ يوما ًما بمحْض ِ فـُصامكَ الأزليِّ .. والتفاح ِ...؟!
حيثُ فراشة ٌ شقراءُ ذكرى للخطيئةِ .. حينَ تـُبتَ ولم تـَتبْ
فقـُتلتَ يوما ًما بمحْض ِ إرادتكْ ...
وسقطتَ تغلي كالزبدْ ... ... ورأيتَ أنـَّكَ لا أحدْ

( د )

أسرعْ قليلا ً كي تراكْ ... واصعدْ كثيرا ً كي نراكْ
تلوي ذراعـَكَ ذكرياتٌ مِـنْ ضبابْ ..
وعلى شَفير ِ الوردِ تغفو .. ثمَّ يأخذكَ الغيابْ
...
...
لا مِن هنا دربُ الحقيقةِ يا فتى .. فاجمعْ إلى خَطوي خُطاكْ

ها قدْ أدلـُّكَ للجسور ِ..على الجسور ِ تنامُ أمنية ٌ لنا ..
هي في انتظاري وانتظاركْ .. فاجمعْ إلى خَطوي خُطاكْ
وعلى الجسور ِ .. الذكرياتُ السُّمرُ .. أحلامُ القـُدامى بالرجوع ِ
، ولحظة ٌ لتلاوةِ القرآن ِوالإنجيل ِ، والبوح ِالمُقدَّس ِللحبيبه ..
لحبيبةٍ لم تأتِ يوما ً كي تودِّعَ شاعرا ًحَملَ الحقيبه ..!
وعلى الجسور ِ خلاصُنا .. فاجمعْ خُطايَ إلى خـُطاكْ
... إنْ أعلنَ الجسرُ انحسارهْ .. فانحسرْ
لا دربَ إلا الجسرْ ... لا دربَ إلا الجسرْ ...

نخطو قليلا ً .. ثمَّ ينقطعُ الطريقُ وراءَنا .. لا عَودَ بَعدَ اليومْ
لا موطنُ الزيتِ المُعبَّأ في زجاجاتِ الحليبِ مكاننا .. لا موتَ بَعدَ اليومْ

ج

... إنْ أعلنَ الجسرُ اختصارهْ .. فاختصرْ
لا دربَ إلا الجسرْ ... لا دربَ إلا الجسرْ ...

أغمضْ عيونكَ .. كي نرى ما قد يكونْ
أطلقْ نسورَ الضوءِ في دمكَ المُدجَّن ِ كي تحُومْ
واحلمْ بعيداً ..
لامِسْ وجوهَ عجائز ِ الحيِّ القديمْ .. لامسْ حجارَ البيتِ .. أطرافَ النجومْ
وانفخْ بها ما شئتَ مِن روح ٍ .. واجعلْ عيونا ً للغيومْ
واعبرْ بعيداً .. هارباً مِن وحشةِ الأنفاق ِ .. مِن حُفر ِالضلاله ..
وارحلْ طويلا ً .. كالحمامةِ حاملا ً فيكَ الرساله ..
يا أيُّها القمرُ المسافرُ .. ذاتَ يوم ٍ سوْفَ يعتنقُ اكتماله ..
والليلُ يوما ً ما سيرتكبُ اشتعاله ..
وتقولُ يوما ًما لموتكَ " لا " ...
... إنْ أعلنَ الجسرُ انكسارهْ .. لا تنكسرْ
لا دربَ إلا نحن ... لا دربَ إلا نحن ...

فاجمعْ إلى بعض ٍ خـُطانا ... واحرصْ طويلا ً أنْ نرانا ....
.....
.....
.....
عبد الله موسى الحريري