طريق أقصر للموت
2009-07-28
رؤية عن رواية شرق المتوسط للأديب الكبير عبد الرحمن منيف
يرمقني الليلُ على عجَل ٍ
فيعود إليَّ ويسألني :
ـ كلُّ النجمات غفتْ ..
وتظلُّ تشقُّ طريقك للفجر وحيدا ًفي وحشتكَ ..
أما زلتَ تحبُّ ...؟!
ـ ظمآنٌ .. مازلتُ على قيد الحبِّ
و وطني مستلـَبُ ....!
" أشيلوس "! قد غرقتْ يا وطني
فالهاربُ من هذا المستنقع لا يمكنه الهربُ
أحيانا ً .. كان يصلـِّي بالكفر !
؛ يثيرُ استفزاز الله قليلا ً
كي يقلبَ عاليها سافلها
ـ في بعض الكفر صلاة ٌ تـُحتسَبُ ـ
أحيانا ً .. كان يخون العهدَ
ليخرجَ من ألم الزنزانة مربوطا ًبهموم ٍ
لا يعلمها إلا اللهُ ومَن يحرسُ أسرار الأحياءِ
؛ يقرر إنْ كانتْ تصلـُح للموتِ .. وإلا ...!
إنَّ الأسرارَ على رقعة هذا الشرق إذا شاؤوا تغتصَبُ
أحيانا ً .. كان يحرِّك ندبة ماضيه الطاهرةَ
ليذكر حقدا ً في دمه يعرفه
فيثور .. ويطحنه الغضبُ
ويظلُّ الهاربُ من زنزانته منتصبا ً
كالعلم يرفرفُ
يدرك للشمس حدودا ً أكثر ذبحا ً..
يكتشف طريقا ً أقصر للموت ..
فقد أعياهُ التعبُ
أحيانا ً.. كان يسجِّل أسماءَ القتلى
ممَّن خان الموتُ دقائق أيام ٍ
لم يقضوا فيها وقتا ً أبدا ً
لكنْ ..
حين اختار الموتَ،
وخان حياة الذلِّ ..
نسوهُ .. وما بادره العتبُ
للموتِ طريقٌ آخرُ ..
لا نعرفه نحن .. ويعرفه رجبُ
يرمقني الليل على عجَل ٍ ..
فيعود إليَّ ويهمس في عمق ٍ :
ـ " أشيلوس " قد غرقتْ
لا ماءَ يخلـِّصكم للطرف الآخر بعد اليوم
ترى ..! هل ينقذكم بعد اليوم اللهبُ
08-أيار-2021
06-أيلول-2009 | |
28-تموز-2009 | |
09-تموز-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |