رتابةُ الحركات
2009-07-10
لم يكُنْ مولدي
فوق ظهرِ حصانٍ
يّخِبُّ ولا ناقةٍ
أرجَحتْ لي سريري
بمشية نبرِ فعولن ..فعولْ
نشأتُ بغرفة شاحنةٍ
في أزيز طريق
الصحاري السريعة
كان أبي سيد النغمات هناك
يُدوزِن إيقاع أذني
بكدِّ الوصولْ
وكان الزجاجُ يُريني الرمالَ
ويُخفي لُهاثَ الصحاري
وزحفَ الرمالِ البطيء
- هنالكَ نبتةُ شيحٍ
أشارَ أبي لي وهذه قيسومةٌ ..
ثمّ قال:
النباتُ القليلُ هُنا وهُناك
يُساوي رُبى الشجراتِ الكثيفات
فهو يُداوي السقيمَ
بتعليمه الصبرَ
لا بخَصائصِه يا ولدي
ويُعلِّمُكَ المستحيلْ
وفي الليلِ كنتُ أعودُ إلى البيتِ
وكان الرتيبُ الوحيدُ
خلافَ ضجيجِ صباحي
بفوضى المُحرِّك والمركباتِ
يجيءُ من النَبَضاتِ
التي صاحَبتْ قلبَ أمي
لدى حضنِها في الإياب
فعولُن ..فعولْ
وكان عليَّ بأن
أتبعَ الحركاتِ بصوت الرياح
وأن أتبَع الزحفَ والسكناتِ
وكانَ على جسدي
أن يُحاكي التتابع
كي أبلُغَ النغَمَ الأزليْ
في حِداءِ القوافل يمضي
رتيباً .. رتيباً
على وقعِ شمس الضحى
كي أٌحرّرَ أذني من الصَخَب
الدائريِّ وفوضى الصدى
لا لأملأ دربَ الفراغِ ضجيجاً
أوالِفُ فيه الطريقَ الطويلْ
ولكن ليحضُرَ في هدأتي المتنبي
ويُلقي قصيدته بوضوح الرتابة
حين مَشتْ ناقةٌ مِشية الهيدُبى
ومَضتْ في طريقِ القُفولْ
على الموجِ أن يتدرّجَ
في جسدي دفقةً، دفقةً
وعلى البحرِ أن تمتطيهِ
قوافيَّ .. مدّاً وجَزْراً
لأُصبحَ ساحلَها ..
وتُخزِّنني الصدفاتُ صدىً
حينَ يخسرُ إيقاعَه الشعرُ
بالانحياز لنثريةٍ
ما لقائِلِها صوتُ أنفاسِه
تتأرجح في نهدةِ العربيِّ
يفتِّشُ عن أثرٍ
دارسٍ في الطُلولْ.
· شاعر أردني
08-أيار-2021
10-تموز-2009 | |
06-تموز-2009 | |
01-تموز-2009 | |
23-حزيران-2009 | |
10-حزيران-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |