أصدرت مجلة الـ "تايم" مؤخّراً تقريرها السنوي عن المائة شخصية الأكثر تأثيراً في العالم، وجمع التقرير شخصيات عالمية في تبويبات تضمّنت القادة والثوريون، مبدعون ومحسنون، الفن والتسلية، أبطال وأيقونات، علماء ومفكّرون. كان نصيب العالم العربي في هذا التصنيف شخصيتان فقط، هما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزيرة التربية والتعليم السعودية نورا الفايز وكلاهما ضمن تبويب القادة، وإن لم يكن حديثنا هنا عن استعراض القائمة كاملة والتعليق عليها، فهي قائمة ضخمة بإسهاب مبتكر، حيث يتحدّث عن كل شخص فيها شخص آخر لا يقل أهمية عنه، لتصبح بمثابة بورصة شخصيّات سنوية!!
لمقاربة ما يهم القارئ، نفرد هنا ما استطعنا إيجازه من تبويب "الفن والتسلية" مع إقصاء ما وضعته القائمة الأساسية خارج هذا التبويب حتى وإن كان من "الوسط الفني" (أُدرج براد بيت مثلاً ضمن تبويب مبدعون ومُحسنون، وأوبرا وينفري وجورج كلوني ضمن تبويب أبطال وأيقونات)، مع العلم بأن القائمة لم تتبع ترتيباً رقمياً أو أبجدياً في التصنيف، أي أن جميع الأسماء الواردة فيها تتمتع بنفس القوة في التأثير على العالم، لكن في مجالات مختلفة.

راش ليمبو: مذيع راديو أمريكي
يكتب عنه غلين بيك
عندما يريد راش ليمبو التحدث لأمريكا فما عليه سوى الجلوس أمام الميكرفون، إذ أنه يستطيع اجتذاب عدد لا نستطيع تخيّله باستخدام صوته فقط!! مهما برزت وسائل إعلامية جديدة فلا شيء منها يضاهي حميمية الراديو، ولن نجد أحداً يُبدع فيه كما يفعل ليمبو الذي يمتلك الثبات والصدق والبصيرة التي يتمنى السياسيّون امتلاكها. أنقذ ليمبو كلمة الراديو من الاضمحلال، مهّد الطريق للآلاف من مؤسسي محطّات البث (وأنا أحدهم)، إنه فعلاً حالة نادرة.
معلومة سريعة: يقول ليمبو بأنه يحب بدء يومه بتدخين سيجار قوي.
غلين بيك هو مُضيف ومُقدّم برامج إذاعيّة وتلفزيونيّة، والاسم الأول على قائمة "نيويورك تايمز" للكُتّاب الأكثر مبيعاً.
ميا: مغنية وفنانة تشكيلية بريطانيّة
يكتب عنها سبايك جونز
من الطريف أن تكون ميا شخصية مؤثرة، لأنني لا أعتقد بأنها تهتم بذلك. الجميل فيها هو أنها لا تمشي وفقاً لـ "خطة عالمية"، فهي إن سمعت قرع طبول في أنغولا، أو مجموعة من السكان الأصليين في أستراليا يؤدون أغنية ما، لن تتردد للحظة أن تستقل طائرة لتذهب وتُقنعهم بأداء قطعة موسيقية معها. ميا التي كانت لاجئة سيرلانكية لم تلفظ كلمة انكليزية واحدة قبل بلوغها العاشرة، تُصرّ على أنها ليست مُغنّية، فهي تتمتع بتعدد بديع في المواهب؛ وأتذكر في الصيف الماضي عندما كانت تستعد لعرض في فيلادلفيا، وجدت مجموعة من المحاربين القدامى كانوا متجمهرين لمعارضة الحرب على العراق، فطلبت منهم أن يفتتحوا عرضها الموسيقي لإيمانها بنصرة المظلومين.
معلومة سريعة: في معرض ميا التشكيلي الأول عام 2001، كان الممثل جود لو من أوائل المُشترين للوحاتها.
سبايك جونز هو مخرج ومنتج أفلام وموسيقى.
سام و دان هاوزر: مُبتكري ألعاب فيديو بريطانيّين
يكتب عنهما مات سيلمان
أوه! ما الذي فعلته لعبة "غراند ثيفت أوتو" بالعالم، وجعلت من لاعبيها يعيشون في مجتمع من قاذفات اللهب وملاحقة رجال الشرطة وعدد -علمه عند الله- من العاهرات في مدنها الافتراضية؟؟ الشغف الذي وضعه الأخوان هاوزر في لعبتهما جعلها بعيدة عن تقليد صانعي الألعاب لها، وفكرتهما في إعادة سرد تاريخ عصابات لوس أنجلوس بطريقة ذكية تُغني عن كتب التاريخ. بدلاً من قراءة كتب توم وولف، أفضّل أن أتجوّل في شوارع "ليبرتي سيتي" الافتراضية لسرقة بضع دبابات!!
معلومة سريعة: في اليوم الأول الذي طُرحت فيه لعبة "غراند ثيفت أوتو 4" بالأسواق، بيع منها 3,6 مليون نسخة بقيمة 310 مليون دولار.
مات سيلمان هو المنتج المُنفّذ لمسلسل "سيمبسونز".
كيت وينسليت: ممثلة بريطانيّة
يكتب عنها بيتر جاكسون
عملت لأول مرة مع كيت عندما كان عمرها 17 عاماً في فيلم "مخلوقات سماوية"، وسألني الجميع حينها: "هل تعتقد بأنها ستكون نجمة سينمائية؟". نعم، رأيت ذلك فيها، والجميل في كيت هو معرفتي وعائلتي بها على مدى سنوات، وما يشدّني إليها بأنها لم تُصب بمس الجنون الذي يلف الوسط السينمائي، فهي دائماً كيت المُحِبّة والمتواضعة والتي لا أستغرب رؤيتها جالسة على الأرض لتلعب مع الأطفال.
بيتر جاكسون هو مخرج ثلاثية "ملك الخواتم" وحاصل على 3 جوائز أوسكار.
فيرنر هيرزوغ: مخرج ومنتج سينمائي ألماني
يكتب عنه روجر ايبيرت
قدّم هيرزوغ فيلماً عن مجموعة من الروس الذين يعتقدون بوجود ملائكة تعيش في قاع بحيرة متجمّدة، فيزحفون فوق الجليد الهشّ لرؤيتهم. قلت لهيرزوغ: "إنه فيلم وثائقي فوق العادة!!"، فقال لي: "لقد اخترعت ذلك كله. الخيال عندي وثائقي، والوثائقي خيالي". إنه أسطورة في السينما، رُشّح فيلمه هذا العام لجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي، ولطالما قال بأن عالمنا نهم للصور. المخرج الأمريكي الشاب المميّز رامين بحراني أخبرني مرة: "إن استطعت لقاء هيرزوغ، فسأزحف إليه على ركبتيّ".
روجر ايبيرت هو ناقد سينمائي يكتب لجريدة "شيكاغو صن".
ويليام كينتريدج: فنان تشكيلي ومُصوّر جنوب أفريقي
يكتب عنه لو ريد
لطالما تساءلت، إذا كانت الصورة تساوي ألف كلمة، فما هو ثمن الأغنية؟ ما الذي يمكن الحديث عنه في مقال حول الأحاسيس والمشاعر والأضواء الفلكيّة في رسومات الجنوب أفريقي ويليام كينتريدج المُدهشة؟؟ صرّح كينتريدج ذات مرّة أن الصورة أو اللوحة هي انعكاسات داخلية لشخصيّة الفنّان الذي يجب أن يضع أعمق جزء من روحه وعقله في اللوحة قبل عرضها للعالم.
لو ريد هو كاتب ومُصوّر وموسيقي من مدينة نيويورك.

بينيلوبي كروز: ممثلة إسبانيّة
يكتب عنها السير بين كينغسلي
إنها سيدة رائدة، وما بين الـ "آكشن" والـ "قطع" تنغمس كروز في شخصيتها بالتحمّل والتقنية والذكاء كمتسابقي الماراثون. تضع الشخصية دائماً في المرتبة الأولى، وذاتها في المرتبة الثانية. لن ترى تكراراً في أدائها بين أي فيلمين من الأفلام التي قامت بتمثيلها، ورأيت بأم عيني انقسام الضعف والقوة في عينيها وهي تعيش الشخصية على بُعد إنشات معدودة عني. إنها بحق سيدة رائدة!!
معلومة سريعة: كروز هي الممثلة الإسبانية الأولى التي تحصل على جائزة أوسكار، وكانت تتدرب لتصبح راقصة باليه قبل أن تعمل في التمثيل.
سير بين كينغسلي هو ممثل حائز على جائزة أوسكار، وبطل فيلمي "شاتر آيلاند" و "برينس أوف برشيا".
لانغ لانغ: عازف بيانو صيني
يكتب عنه هيربي هانكوك
منذ عامين تقريباً، ذهبت للاستماع إلى فلهارمونية لوس أنجلوس تؤدي عملاً لسترافنسكي في قاعة "ديزني"، وللاستماع لظاهرة جديدة اسمها لانغ لانغ الذي بدا مذهلاً في أدائه، وأجبرني ذلك الأداء على ملاقاته في الكواليس بعد الحفل. كان دافئاً وظريفاً، الأمر الذي فاجأني لاعتقادي بأن الموسيقى الكلاسيكية تجعل من الشخص جاداً إلى مدىً بعيد. بعد مدة وجيزة كنّا نؤدي سويّة خلال حفل جوائز الـ "غرامي".
هيربي هانكوك هو مؤلف وعازف بيانو حائز على جائزة الـ "غرامي" العالميّة.
جون ليجيند: موسيقي أمريكي
يكتب عنه كوينسي جونز
أعتبر نفسي محظوظاً للتعاون مع فنانين شباب في بداية مسيرتهم المهنية، ومشاهدة مواهبهم تأخذهم نحو النجوميّة. أوبرا وينفري، مايكل جاكسون، ويل سميث، ليزلي غور والأخوين جونسون على سبيل المثال هم من الأشخاص الموهوبين بشكل لا يُصدّق، والذين يتحلّون بصفة مشتركة هي الإيمان بأخلاقيّات العمل الذي يقدّمونه، وبلا شك، جون ليجيد هو ضمن هذه الفئة. أقول دائماً: "يجب عليك أن تعلم دائماً من أين أتيت وإلى أين أنت ذاهب"، وما أحبّه في جون هو إدراكه لهذا الأمر، روحيّاّ وموسيقيّاً.
معلومة سريعة: سجّل ليجيند وجونز مؤخّراً أغنية شعبيّة اسمها "تومورو"، ستكون ضمن ألبوم جونز القادم.
كوينسي جونز هو عازف ومُنتج موسيقي، له رقم قياسي في الترشيح لجائزة الـ "غرامي" الموسيقية بـ 79 مرّة.
إليزابيث ديلر و ريكاردو سكوفيديو: مهندسَي عمارة أمريكيّين
يكتب عنهما ديفيد روكويل
في معهد بوسطن للفن المُعاصر، صمم المهندسان معارضاً تحوم في السماء، تاركان مجالاً للعموم في الأسفل على الأرض المواجهة للماء. وصف المهندسان العمارة العالميّة ذات يوم بأنّها "بطيئة ومُتعَبَة"، الأمر الذي يطابق العمارة في كل مجال إلا ما يقومان بتصميمه. الزوجان المعماريّان يقومان بتصميم أبنيه تتحدّى التصنيف، وانتشار اسميهما في العمارة العالمية هو شيء جدير بالاحتفاء.
معلومة سريعة: "بناء الغشاوة" الذي صممه الزوجان هو عبارة عن غيمة عائمة فوق بحيرة سويسريّة.
ديفيد روكويل هو المؤسس والمدير التنفيذي لمجموعة روكويل العالميّة.
غوستافو دوداميل: عازف كمان وقائد فرقة موسيقية فنزويلّي
يكتب عنه بيتر غليب
اجتمعت بغوستافو دوداميل للمرّة الأولى في أوبرا برلين منذ 4 سنوات، حيث كان طالباً متدرّباً هناك. بالرغم من أنه كان في الرابعة والعشرين حينها، وُصف بالموهبة المُثيرة التي لم يُشهد مثلها منذ سنوات طويلة، وعلمت بعد فترة وجيزة أن جيمس ليفين وكلاوديو كان لهما الرأي ذاته، وهما من كبار الموسيقيين في العالم!! ذو موهبة موسيقيّة وحضور غير محدود، يتميّز أداؤه بنشوة لا يستطيع الجمهور مقاومتها، يُشيع جوّاً من الفرح وتنتهي حفلاته عادةً بعناق أفراد الاوركسترا لبعضهم البعض. بدأت موهبة دوداميل عندما نشأ في فنزويلا وشارك ببرنامج رعاية موسيقيّة لسكّان المناطق الفقيرة، الأمر الذي يُطبّقه الآن في الولايات المتّحدة.
بيتر غليب هو المدير العام لأوبرا "متروبوليتان".
جيف كيني: مؤلف روايات للأطفال
يكتب عنه فورست سيمبسون
"هيييه!!"، صاح أخي الصغير عندما عدت إلى المنزل حاملاً معي الجزء الجديد من "مذكرات طفل رعديد" التي يؤلفها جيف كيني. ترى الأطفال يقرؤونها في كل مكان، ومن الطبيعي أن تسمع في مدرستي الجميع يثرثر حول يتحدثون عن المشاكل التي تصادف غريغ هيفلي، الشخصية الرئيسية في تلك المذكرات، حتى أصدقائي الذي يكرهون القراءة تراهم يعيدون تمثيل مشاهد رائعة من تلك المذكرات!! إنها قصص رائعة، يقدمها كيني بنصوص وصور متألقة تبدو وكأنها مرسومة بيد طالب ابتدائي.
فورست سيمبسون هو طالب في الصف السادس الابتدائي في مدرسة ريفرديل - نيويورك، وهو مراسل مجلة "التايم للأطفال".
تافيز سمايلي: صحفي ومُضيف برامج حوارية أمريكي
يكتب عنه تشارلي روز
تافيز!! نعم، إنه أحد الأسماء التي لا تحتاج ذكر كنيتها لتعرف من هو الشخص المقصود. فكّر معي: أوبرا (وينفري)، تايغر (وودز)، إلفيس (بريسلي).. أوه، و باراك (أوباما)!! نجلس على نفس المقعد خلال برنامج "ذا ليت نايت" حيث يفتتح أحدنا البرنامج ويُنهيه الآخر؛ قد نفعل ذلك بطرق مختلفة لكن مسعانا واحد. يذهب تافيز إلى جهات أبعد من حياته للبحث عن القصّة الجيّدة، قصة الخروج من دائرة الفقر مع الغاية، غاية ليست بأن يكون إعلاميّاً أو رجل أعمال فقط، بل قائدٌ وبانٍ. قضيته في دعم حقوق المواطنين السود لم تنتهِ بعد، لذلك بذل جهداً كبيراً في سبيل إيصال أوباما إلى مرحلة الكفاءة التي يراها المُشاهد؛ كل هذا، وما تزال أجندته مليئة.
تشارلي روز هو محرر ومُضيف في برنامج "تشارلي روز".
مضيفات برنامج "ذا فيو" (الرأي)
يكتب عنهم مايكل بلومبيرغ
هو البرنامج الذي يتحدث الجميع عنه، لكن لماذا؟؟ السبب بسيط: جميع المشاهدين يحبون السيدات الخمس اللاتي يقدّمنه!! في عصر برامج "تلفزيون الواقع" المُفتعلة، هذا البرنامج حقيقي تماماً، وعندما تكون ضيفاً عليهم فستشعر بسعادة غامرة وبأنك محور اهتمام العالم وأنك شخص هام جداً (حتى إن لم تكن)، وكذلك يشعر الملايين من متابعي البرنامج عندما يشاهدون إليزابيث و ووبي وباربرا وجوي وشيري، خماسي السيدات الذكيات اللاتي يقدّمن البرنامج.
معلومة سريعة: جميع مُضيفات البرنامج هن أمّهات، ولديهن ستة أطفال جمعاً.
مايكل بلومبيرغ هو رجل أعمال والعمدة الحالي لمدينة نيويورك.
زاك ايفرون: ممثل ومغني أمريكي
تكتب عنه كلير دينيس
عندما اجتمعت مع زاك لتصوير فيلم "أنا و أورسون ويليس" على جزيرة مان، تحولت المنطقة إلى جزيرة المراهقات مع وصول زاك إليها. ما إن ظهر زاك في مقهى محلي، حتى امتدت أيادي المعجبات لتحيته بلمسة أو أكثر، وتطلب الأمر إعادته إلى الفندق بسيارة شرطة نظراً لحشود المراهقات اللاتي تسابقن بعد الخروج من المدرسة للسهر أمام الفندق أو النوم حتى مع صرخات: "نريد زاك.. نريد زاك.." التي لم تتوقف. لم أعمل في حياتي مع معبود كهذا الشاب الذي ذكرني بعملي منذ عقد من الزمن مع ليوناردو دي كابريو، ولربما كان زاك متفوقاً بكونه موسيقياً إلى جانب عمله السينمائي، الأمر الذي يبشّرنا بنوبات الإغماء القادمة مع مستقبل هذا الشاب!
كلير دينيس هي ممثلة أمريكية حاصلة على جائزة الغولدن غلوب.
تينا فاي: كاتبة وممثلة ومنتجة أمريكية
يكتب عنها آليك بالدوين
إنها ذكية، طريفة وجميلة، هذه الصفات التي تستحقها تينا عن جدارة. عندما تعمل مع شخص ما وتبقى بجواره لفترة طويلة، تطفو العديد من الأمور على السطح؛ تعرّفت على أخيها ووالدها الذي تثق به تلقائياً عند مقابلته. زوج تينا هو المسؤول عن الموسيقى في مسلسل "30 روك"، وهما يُشكّلان ثنائيّاً رائعاً في العمل المشترك لسنوات طويلة. ابنة تينا تبدو جميلة كدمى الأطفال، وبالرغم من انغماس تينا في العمل من تأليف وتمثيل وإنتاج فهي تجد الوقت دائماً لممارسة أمومتها مع الطفلة الرائعة. ذكية، طريفة، جميلة، مكرّسة، شديدة ومُحترمة، لو أنها تعمل على تحسين جلستها فقط!!
آليك بالدويل هو ممثل حاز على جائزتي الغولدن غلوب ونقابة فناني التلفزيون عن دوره في "30 روك".
جاي لينو: مُضيف برامج تلفزيونية أمريكي
يكتب عنه جيمي فيلون
عندما بدأت العمل كمُقدّم لبرنامج " ليت نايت" مرر لي أحدهم نصيحة حول تقديم الكوميديا تناقلتها أجيال من مُقدّمي "ليت نايت". قيل لي: "عليك أن تعمل بجد يا رجل، الأمر ليس سهلاً. عليك أن تعمل بتفانٍ"، وعندما أفكّر بالتفاني في العمل، أفكّر بجاي لينو على الفور. من الأمور التي تثير الإعجاب في جاي هو حبّه الواضح لعمله، حبّه للحديث مع الناس وجعلهم يضحكون؛ قد لا يطلق على نفسه لقب أكثر مُقدّمي البرامج الحواريّة تفانٍ في العالم، لكن ثق بي، هو يستحق ذلك اللقب.
جيمي فيلون هو مو ممثل كوميدي ومُضيف برنامج "ليت نايت ويذ جيمي فيلون".
توم هانكس: ممثل أمريكي
تكتب عنه ميغ رايان
إن قُدِّر علي أن أسجن في الزمن فسأختار توم هانكس لأُسجن معه، ولن يهمني ما الذي ننتظره وكم من الوقت سنبقى، فصُحبة توم رائعة. أخبرني توم مرةً بأننا يجب أن نسكن في بيوت متجاورة ووافقت، فلا شيء أجمل من الجلوس مع توم على أرجوحة كبيرة في شرفة المنزل، مع مشروب بارد في ظهيرة يوم ضجِر. إنه ممتع لأنه مستمتع، وهو يسأل أسئلة رائعة وينتظر منك الإجابة. كنا نتناول العشاء ذات مرة ونتحدث عن الفن؛ سأل أحدهم: "ما هو الفن؟"، فأجاب آخر: "هو كل ما يعطيك الشعور بأنك لست وحيداً". إن كان هذا هو الفن، فتوم هانكس فن قائم بحد ذاته لأنه يمنحني الشعور بأنني لست وحيدة، وأنا واثقة بوجود الكثيرين غيري ممن يُعطيهم توم الإحساس ذاته.
ميغ رايان هي ممثلة شاركت توم هانكس فيلمي "عاجز عن الكلام في سياتل" و "وصلك بريد".
إيه آر رحمن: مغني ومؤلف موسيقي هندي
يكتب عنه بامدا لاكشمي
في الهند، دولة المليار مواطن، حيث تجتمع السينما مع موسيقا البوب، استطاع رحمن السيطرة على المشهد الموسيقي بتقديمه موسيقى تصويرية تمثّل جيلاً كاملاً. نشأ رحمن على عشق الأفلام الهندية والموسيقى، واهتم بالصوفيّة على وجه الخصوص، ويتضح الأمر جلياً في موسيقاه التي استطاع أن يجمع فيها الأصناف لما هو مألوف وجديد في آن واحد. إنه رجل هادئ وخجول، لكن موسيقاه قويّة ومُعبّرة، جعلته يفوز هذا العام بجائزتي أوسكار وجائزة غولدن غلوب، إضافة لجائزة البافتا البريطانية، وكل ذلك عن الموسيقى الرائعة التي ألّفها لفيلم "المليونير المُتشرّد".
معلومة سريعة: أغنية "جاي هو" التي ألّفها وغنّاها رحمن لفيلم "المليونير المُتشرّد" هي الآن الأغنية الرسمية لحملة حزب الكونغرس الهندي في الانتخابات القادمة.
بامدا لاكشمي هي ممثلة ومؤلّفة ومُضيفة لبرنامج "توب شيف" على محطة برافو.
جوديث جاميسون: راقصة تعبيريّة ومخرجة فنيّة أمريكية
تكتب عنها سارة إيباثا ميركيرسون
في عيد ميلادي السادس عشر، حظيت بهديّة ما زالت أذكرها كواحدةً من أزهى وأجمل ذكريات حياتي، إذ اصطحبتني أمي إلى مسرح "آلفين ألفي للرقص" في ديترويت. كنا في ضيق من المال يومئذ، وأنا على يقين بان أمي قد ضحّت للحصول على بطاقات ذاك العرض يوم عيد ميلادي. خفتت الأضواء المسرح، وتغيّر عالمي كلّه حينها. كانت عيوني مُسمّرة على تلك المرأة السمراء وهي تقف كالوتر المشدود، مُجسّدةً الرحمة والروح والنغم. جوديث جاميسون، بطلتي التي ترأّست مسرح "ألفي" لمدة 20 عاماً، رفعت فيها تركة الراحل آلفين ألفي إلى القمّة.
سارة إيباثا ميركيرسون هي ممثلة حاصلة على جائزة الغولدن غلوب عن بطولتها الموسم الخامس عشر من مسلسل "لو آند أوردر".

النشر الورقي شرفات الشام