غجرية / قصص قصيرة جدا
2009-08-02
1 -دلتا النهر
جمعتهما الصدفة, قالت:
- لا أحد يستحق اعتذاري..
سرح في مساحاتها,رأى غزالة خضراء انبثقت مع ضوء الفجر.. وا صلت واثقة:
أنا النهر..
استلقت على ظهرها, باعدت بين ساقيها, شهقت هواء المكان.. رآها عارية, لحمها ينبض, قلبها يضخ جيشا عرمرما, باتجاه الساقين, عند الخصر يقع الجيش في الارتباك, سنشق إلى جيشين يعبر كل منهما إلى ساق.. قالت:
- ماذا ترى؟
كانت الهزيمة فد لحقت بالجيشين عند أخمص القدمين..
- ...
- لا بأس ارض الدلتا ما زالت خضراء.
لوحت له,غزالة خضراء انبثقت مع ضوء الفجر, ما زال صوتها يتردد في المكان:
- لمن أعتذر
2– ذهول
على توجس سألت:
- كم من النساء عرفت؟
- كل النساء ما عداها..
صمتت على ذهول الدهشة.. فهتفت مع ذهول الانتصار:
- ليس لي من نساء الأرض سواها..
- من هي؟؟
- من تخبئني بين بياض العين, واحمرار الجفن المقرّح بالسهر..
كل ما جرى, أنها لم تتوقف عن الغناء, وأنني لم أتوقف عن الصهيل..
3- غجرية
- اعتذر عن الحضور, معزومة اليوم على خطبة صديقة ابنتي.
- اليوم ستكون ابنتكِ مثل صديقتها العروس.
رعشت لوحة الحاسوب.. رعشة تحذير
رعشت:
- اليوم أنا العروس, سأشتري فستان لم ألبس مثله من قبل, وأقص شعري, سيكون مكياجي وجه غجرية لعوب..
ماتت الكهرباء في غزة يا أنتِ فجأة.. وبقيت مع العتمة وحدي.. أقطع الليل..أرهف السمع لغناء يأتي من بعيد..
.. آخر الليل أتت, وأتت معها الكهرباء..ومضت على لوحة الحاسوب..آمرة تتدلل:
- هل أخذت حمامك.. وارتديت منامتك البيضاء..يا فتى
- أين أنتِ مني.. بيننا آلاف الفراسخ من ملح وماء؟!
كتبت على لوحة الحاسوب واثقة:
- ولو, سأعبرك الليلة عرو..
وانتصرتْ..
4– وجوه
أداته الفرشاة, وأداتها القلم.. التقيا في عتمة وقت.. نبتت بينهما حكايات لم تكتمل.. وعلى كثرة ما رسم من الوجوه, لم تر يوما وجهها بين النساء على الورق.. في كل مرة تقرر أن تسأله..
- هل نسيت وجهي؟
وفي كل مرة, يطلب منها أن تكون إلى جانبه, تملآ كأسه بالخمر, وتراقب كيف تنبت وجوه الأخريات على الورق..
وفي يوم فاجأته.
كانت بأبهى زينة, لم تملأ له الكأس, وراحت تكتب عن رجل بعيد يفصله عنها ملح وماء, يحضر كل ليلة على لوح الحاسوب.. كتبت في السطر الأخير
" هل يحق له استردادي في نهاية المشاوير!! "
ونامت مع عريها تحلم..
لم ترى صاحب الفرشاة, وهو يرسم لأول مرة وجه امرأة تشبهها..
5– غزالة
ربما تعارفنا عند العتبة الأخيرة من العمر.. ربما عند ما قبل الأخيرة..
فاجأتني الليلة في الحلم.. تنتظرني في بيت الأثير..,قالت يسبقها اللهاث:
- يا لحظي فيكَ.
صرتُ في الحلم فحلا.. رقدت في حضني غزالة..وتراضعنا حتى الثمالة, حتى ذرة الوجد فيها..حتى فاض الفيض فيَّ ..
صدقوني.. لا تأخذكم بي الظنون..
أني صحوت على وردة ضاحكة انطبعت على وسادتي,, وعلى شيء لا أخجل منه فاض تسلل إلى منامتي..
أغرقها بللا..!!َ
6- خاصرة
سألها:
- ما الوجد؟
- أن تسكن عيني وأنتَ بعيدا عني
- وما الهوى؟
- أن يرف القلب في الصدر لمن أوى..
فجأة حط بينهما غراب..
خبأها في خاصرته..شهقت مذعورة حتى الموت:
- يا إلهي كم يشبه زوجي..
7- عصفورها..
ألقت البصارة على الرمل حصوات الودع..
قلّبت البصارة الحصوات..راحت تدندن..
" .. يفصل بينهما رمل وماء..
تفصل بينهما بوابات موصدة.. "
حدثت المرأة نفسها
" ما الذي في جعبة البصارة..؟
ما الذي أخبرت به الحصوات.."
ضمت المرأة كفها على حصوة..أغمضت عينيها تقطع المسافات إليه...قالت البصارة:
-افتحي عينيكِ..افتحي كفكِ يا عاشقة.. لا تغلقي عليه ضوء عينيكِ..
صارت الحصوة عصفور يزقزق.. قفز إلى صدرها, وابتنى عشاً بين مفرق النهدين..
رقصت المرأة..
تهادت, على إيقاع نغم تحمله الريح..آتٍ من بعيد..
08-أيار-2021
14-نيسان-2018 | |
30-تموز-2015 | |
13-تشرين الأول-2012 | |
16-أيلول-2012 | |
18-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |