القدس حنّاء على كفّ الغمام
2009-08-21
سرى بجنحين
والدّرب حناء على كفِّ زيتونة
وأنت مهابة الرّوح
أنت جلجلة النار وتوأم الماء
وأنت الطريق إلى بحر التائبين
أومأت يدي :
هنا مرّ الغزاة
هنا بعض من رماد الفاتحين .
******
وتمدّين حرير روحك للقادمات من الأمهات
للقادمين من الشّهداء
للقادمين من قانا والجليل . .
للقادمين . .
قباب تسوق وجع المآذن
والنواقيس تدقّ
يتأوّه الأقصى
هي ذي زهرة الزيتون تؤجّل
بعضاً من ربيع .
******
الدّرب حنّاء على كفّ شهيد
هدهدات تبلسم جراحك
ترانيم لكهان غائبين
وبعض من حكايا القرون .
*******
تتزاحم الأضداد فيك
يتزاحم الغرباء
هنا مرّ الغزاة
هنا بعض من رماد الفاتحين
هنا بيت لغزالات
تسرّح نومها في أقصى الجنوب .
******
ويشدو الحمام على ضفاف القباب
هنا كان رجع الصّلاة
هنا أوقف الليل خيله
هنا ضيّع الصبح مفاتيح ضوئه
هنا نهرك الفضي
يصل الأرض بالسماء
هنا كم توسلت إليك ! !
كم شددت على يد البحر
وآهٍ ! كم أبعدوا البحر عني !
آهٍ كم أيقظ شدو المؤذّن فيَّ الحنين !
******
الدرب حناء على جنح طير
أمدّ صوتي
من يوقظ فيءَّ نشوة الروح ؟
من يعيد لي : " هذا دمي فاشربوه " ؟
أمدّ يدي : هنا مرّ الغزاة
هنا بعض ما ترك الوقت
وما زال للنوم عتب عليك .
*****
الدرب حِنّاء على كفّ الحرائر
والحرائر هائمات يدرن حول المسجد الأقصى
قبة تنوح من ألم الغروب
وأنت . . تطوف سبعاً
تطوف حروباً
تطوف هزائم
تطوف . . تطوف
ثم تعود
تجند لهم بأحلام نومك
أتنام ؟ !
أي نوم يرد حمام الكنائس ؟
كيف انقضى وقتك ؟
أأدمنت السكوت واختبأت
تحت عباءات الكلام
أدر وجهك
ماذا جنيت من طوفان الحروف
ومن ناصية الهروب ومن شعوذات
الحاكمين ؟
كيف انطلت عليك وعودهم ؟
كيف لم تؤجج نار حزنك درب الرجوع ؟ ! !
******
الدرب حناء على كفّ الغمام
هنا مرَّ الغزاة
هنا ترك الطغاة آثامهم
وهنا بقايا غبار .
مددت يدي أعد النجوم
ماذا جنينا من طوفان أصواتنا ؟
هل أعاد لنا التخوم ؟
ماذا عن الزحف والفاتحين
والراكبين خيول الهواء ؟
هي ذي القدس تفتح كرنفال أمومتها
وتقول اقترب وكن حبيبها الجسور . .
هي ذي القدس مفاتيحها لم تعد بين يديك
جلبابك كفن بلا جيوب
دع نبوءات الوعود
ودع مجاهل الرمل
وتعاويذ المغيّبين
التمائم لن تعيد لك الأقصى .
دقّت النواقيس خجلى
بُحّت حناجر المآذن
ولا من يجيب ! !
******
مددت يدي :
مددت صوتي هنا ، حزن على الشرفات
أعدني للمدى العذب
أعدني . . فنهر قيامتي بين يديك
أعدني لليمام
للزغاليل من طيرك
أعدني ، وتقدم صوب محرابي
أبارك فيك رجوع الطير
أعدني . .
هذي الغرانيق تدق ناقوس الشتاء
أعدني إلى رحلة الحياة
حينها أسميك فتاي الجميل
حينها تشهد الدار أنك أهل
لسكنى مدينة الإسراء .
أعدني وهذا ماء روحي فاشربوه . .
هذا نهر دمي ماء زلال فاشربوه .
دمشـــق
صيف / 2009
Email :
[email protected]ُ
08-أيار-2021
21-آب-2009 | |
11-آب-2009 | |
13-تموز-2009 | |
07-تموز-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |