أوجينيو مونتالي * الجزء الأول من "كسانيا" ١٤ قصيدة ترجمة
2009-09-01
١
أيتها الحشرة العزيزة والصغيرة
سمّوكِ ذبابة لا أدري لماذا.
مساءً حين هبوط الظلام
لما قرأتُ إشعيا الثاني
ظهرتِ ثانية بجانبي
لكن لم تكن لكِ نظارة
ولم تتمكني من ملاحظتي
ولم أتمكن انا من دون إشعاعاتها
التعرف عليكِ في العتمة.
٢
بدون نظارة بدون لوامس
حشرة مسكينة, كانت لكِ أجنحة
فقط في الخيال.
كتاب مقدس مهترئ تقريباَ, معبأ
كلياً. سواد الليل
برق, رعد وبعدئذ
ولا أية عاصفة, وربما
خرجتِ مسرعة جداَ بلا
كلام؟ ولكن ساخر التفكير
بأن مازلت لك شفاه.
۳
بسان جيمس بباريس بطلب
غرفة لشخص واحد. وهم لا يحبذون
زبائن عزّل وهكذا أيضاً
في بيزنطية المتخيلة لفندقك
بالبندقية. سأنزل هناك إلى الكشك
الخلفي للهاتف. حيث
زميلاتك القديمات. للتحدث والذهاب
بعد تفريغ التوتر الآلي
والإرادة أن تكوني لي ثانية ولو
فقط في حركة واحدة. أو بالعادة.
٤
متوجهون للمكان الآخر تعلمنا
صفيراً. علامة تعرف متبادلة
أوحاول التدرب عليها متأملاً
أن جميعنا قد توفينا من دون علم.
٥
لم أفهم ولا مرة إذا كنتُ أنا
كلبكِ الأمين والقابل للمرض
أو أنتِ.
للآخرين لأ. كنتِ حشرة قصيرة النظر
تائهة بين لغط
المجتمع الراقي. هم لم يكونوا ساذجين
هؤلاء الأذكياء. ولم يعلموا أن في نظركِ
هم أنفسم كأوزرات شرك تتقلقل
وكونهم مكشوفون حتى في الظلام. عراة
بواسطة ظلام لا يخطيء. بواسطة راداركِ
الخفاشي.
٦
ولا مرة لم تفكري ترك أثر
خلفكِ. بكتابات شعر أو نثر. وهذا
كان سحرك. ثم وبعد قرفي من ذاتي
وأيضا سقوط الرعب علي من ان
تبعثيني إلى وحل نقيق
الحداثيين.
٧
شفقة ذاتية. لا نهاية عذاب ورعب
لمحب هذه الدنيا, يكتوي ويأمل
ثم (من يجرؤ القول إلى الدنيا القادمة)
"شفقة غريبة" "أزوتجينة. الفصل الثاني".
٨
كلامك متثعر جداً وبلا مبالاة
لوحده يكفي.
ولكن الشّدة تتحرك واللون يتغير
أتعود سماعكِ أو حلّكِ
بتكتكة التلبرينتر
في ريساغو. بدخان سيكارتي اللولبي.
٩
كان الإستماع الوسيلة الوحيدة لرؤيتكِ.
فاتورة الهاتف تقلصت تقريباً إلى لا شيء.
۱۰
"إبتهلت؟" "أجل إبتهلت لسانت أنطونيو
كي تجد شمسيات مفقودة وأغراض أخرى
بغرفة اللبس في سانت أرميتو"
"فقط لأجل هذا؟" أيضاً لأجل موتاها
ولأجلي.
"هذا يكفي" قال القس.
۱۱
ذكرى بكائكِ ( أنا بكيتُ ضعفي ذلك )
لا تنسيني إنفجارات ضحكك
المبشر بيوم الدين الخاص بكِ
واللي خسارة عدم قدومه إلى الدنيا.
۱۲
صرصر في ستراسبورغ الليلية صَّرْصََرَ
بفتحة جدار الكاتدرائية:
الطباخ والخّمار الذي صفّى باسكو
روجيرو الأعرج والسكير قليلاً
غشاش دونما وطن, نقر الأخبار والسَّلطات
تركيا خانته (خشمه تورد
من العيب. وجهه تشوه لما رأى
الفاتورة التي لم يتمكن التهرب منها)
تجلت آنذاك أمامك! او أشياء
أكثر تفاهة. لكنك قلتِ فقط:
خذ حبة للنوم." كلامك الأخير
الموجه إلي.
۱۳
أخوكَ الصغير توفى. انتِ كنتِ
طفلة مشعثة الشَّعر تتطلع فيَّ
"بوقفة" من دوار الصورة.
كتبَ موسيقى لم تنشر ولم تعزف
لحتى اليوم مدفونة في حقيبته. أو إنتهت
كعجين ورقي. ربما يبتكرها أحد من جديد
دون التعرف إليه. ان كان ما كتب موجود.
أحببته دون التعرف به.
ما عداك أحد لم يتذكره.
لم أُعِد التفتيش: لا منطق لذلك الآن
من بعدك ظلت الوحيد
لأجله كان يعيش. ولكن ربما
تفهمين محبة الظل. إذ نحن أنفسنا ظلال.
۱٤
يزعمون إن أشعاري
تختص بعدم الإتباع.
ولكن إذا كانت تخصكِ. فهي لأحد
تابعة لكِ أنتِ التي لستِ شكلاً وإنما جوهراً.
يزعمون إن الشّعر لما يكون في ذروته
يجلل كل ما يهوي
ينفون إن السلحفاة
أسرع من البرق.
انتِ الوحيدة التي تعرف إن الحركة
لا تختلف عن الإستقرار.
إن الفراغ مليء كرمل السماء
إنه أخف الغيوم.
هكذا أفهم أكثر سفركِ الطويل
سجينة ضمادات وجبصين
ومع ذلك لا تمنحني هدوءاً
المعرفة. أن معاً او لحدى نحن شيء واحد.
*شاعر ومحرر ومترجم إيطالي ١٨٩٦ -١٩٨١.
حاز على نوبل الآداب عام ۱٩٧٥.
08-أيار-2021
13-أيار-2017 | |
18-شباط-2017 | |
06-كانون الثاني-2015 | |
22-كانون الأول-2014 | |
04-كانون الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |