مآلاتنا الدّولاريّة
2009-09-07
كثافتُنا تقلّ.
فشا الدولار في العالم، فتفشّينا.
نتباعدُ، مثل غابةٍ يُفرّق أشجارها احتطاب الحطّابين.
نتناثر رذاذاً مِنْ فيه رشّاشٍ.
كالضّوء، يغادر بؤرته، منثورٌ في المدى.
تُبدّدنا الرّيحُ، كعطرٍ يترك مُستقرَّه.
كحجرٍ يُطحنُ، تذروا طحنَهُ نسمةٌ.
و الشّمس تُذيب جليدَنا، تُحيله ماءً.
ننتشر انتشار الضباب.
نتبعثر،كوهجٍ تخطفه من جذوة النار عاصفاتٌ.
نتفرّق، مثل جمهورٍ إثر انتهاء المسرحيّة.
كحجيجٍ بعد العيد.
في كلّ برهةٍ تنأى المسافات بيننا، وبيننا وبين كلّ شيء.
نتشتّت، مثل سكّان قرية فلسطينيّةٍ هاجمتها (الهاغاناه).
نفترق، كتوأمٍ بعد مغادرة الرّحم.
ننفضُّ انفضاضَ ثلّةٍ داخَلَها مخبرٌ أو امرأةٌ أو ذهب.
نتغجّرُ.
نحن؟ نحن حبرٌ أزرقٌ تلاشى في بحيرةٍ، ما فتئ يخدع نفسه بأنّه أعطى البحيرة لونها.
نُهرقُ.
نتفجّرُ.
نتشظّى في لحظةٍ، ننتهي إذ نبدأ.
نَهِمون، نعبّ لفافة تبغٍ إثر سابقتها، يتعلقم فمنا، فنخسر لذّة طعمها، و يملّنا التّدخين فيبعدنا عنه مرضاً أو قتلاً.
نشرب الخمر كؤوساً مترعةً و قاروراتٍ كأنّنا في سباقٍ، حتى إذا داهمنا الغثيان؛ صرنا كالميتين، ونثابر سُكراً حدّ تشمّع الكبدِ.
شبقون، يخاف منّا (أيرنا) كلّما أخرجناه، ويكاد يناجينا: ليت ما تبغيه مني تبوّلاً وليس فعلاً...متعباً. متيّمون، نموت إن نأى الحبيب، وبُعَيْدَ وصله نشتهي سواه، ثمّ نهجره إن تزوّجناه.
في مهرجانات الإباء لنا جوائزٌ، و في السر مذلولون.
وَفْرتُنا عارضةٌ، عوزنا دائمٌ.
أصنامنا سمينةٌ، صلواتنا هزيلة.
ألواننا فاقعةٌ، نظراتنا باهتة.
أشجارنا باسقةٌ، ثمارنا ذابلة.
معارفنا كثرٌ، أصدقاؤنا قليلون.
كلامنا طوفاناتٌ، إصغاؤنا شحيح.
أحلامنا مزهرةٌ، أفعالنا ذاوية.
زوجاتنا أربعٌ، نريد الخامسة.
مكتباتنا عامرةٌ، قراءاتنا نادرة.
عويلنا صدّاحٌ، حزننا خافت.
أموالنا مكدّسةٌ، ومفلسون.
أسلحتنا أكوامٌ، والقدس تُصَهْيَنْ.
ما يشغلني، يؤرّقني، يشتّتني:
3ـ لوصف الضّعف في سمعنا نقول: سمعيَ خفيفٌ، ونقول: سمعيَ ثقيلٌ.
برغم أنّ (خفيفٌ) نقيض (ثقيلٍ) يدلان على معنىً واحدٍ هو ضعف السّمع. ترى لماذا؟
2ـ الممثّلون، صُنّاع انطباعاتنا، الذين يمثّلون في عشر مسلسلاتٍ، أيجدون وقتاً ليكونوا بمستوى الأمانة؟ أمانة أن يكونوا مثقّفين؟ متى يقرأون؟ متى يَعدّون دولاراتهم وليراتهم؟ ألا يسلبهم التصوير وقت القراءة و وقت عدّ النقود؟
1ـ إنِ انكمش الدّولارُ، هل ننكمش؟ أنستعيد بعض الكثافة؟
في خضمّ (طقوس الإشارات و التّحوّلات) أيبقى تناثرنا هادئاً؟ أيمكننا التكثّف دون دهس؟
فالدّولارُ مأزومٌ، و الويلُ من أزمةِ الدّولارِ.
حسّان محمّد محمود
[email protected]
08-أيار-2021
05-أيلول-2020 | |
23-أيار-2020 | |
04-نيسان-2020 | |
21-أيلول-2019 | |
هكذا تكلم أبو طشت ـ الجزء 5 كورنيش الشمس لدعم النقد الأجنبي. |
14-أيلول-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |