شاحنة العم أوتو / قصة : ستيفين كينغ : ترجمة
2009-09-22
الخلاص بالنسبة لي أن أكتب.
لم أرقد بشكل جيد منذ شاهدت العم أوتو ميتا ، و هناك ساعات كنت أتساءل فيها : هل حقا بلغت حد الجنون .. أم أنني سوف أجن لاحقا. ربما لسبب ما كان من الأرحم لي لو لم أحمل إلى غرفة مكتبي ذلك الشيء بالذات ، كنت أنظر إليه ، أو أحمله بيدي ، و أتحسسه كلما رغبت بذلك. لم أكن أحب هذا. كم أكره لمس هذا الشيء . و لكن أحيانا أفعل.
لو أنني لم أحمله عندما هربت من بيته الذي يتألف من حجرة واحدة ، ربما كان بوسعي أن أقتنع أن ما جرى عبارة عن هلوسة .. تداعيات عقل مجهد مضغوط عليه. و لكن ها هو . له كتلة ، و يمكن حمله باليد.
لقد حصل ذلك ، كما ترون.
معظم الناس الذين يقرأون هذه المذكرات لن يصدقوا ذلك ، مالم يمروا بالتجربة شخصيا . و أنا أعتقد أن مسألة قناعاتكم و خلاصي شيئان متكاملان و متزامنان. على أية حال ، سوف أسرد عليكم الحكاية طواعيا. و صدقوا ما تريدون.
لأية حكاية غريبة حيثيات أو أسرار. و لقصتي الجانبان. لأبدأ بالحيثيات .. و سأخبركم كيف أن العم أوتو ، الذي كان غنيا بمقاييس مقاطعة كاستل ، قد أنفق آخر عشرين عاما من حياته في غرفة واحدة من غير مغاسل و تقع على الطريق الخلفي لبلدة صغيرة.
ولد أوتو عام 1905 ، و هو أكبر الأولاد الخمسة لعائلة شينيك. و ولد أبي عام 1920 و هو أصغرهم. و أنا أصغر أبناء الوالد ، و قد ولدت عام 1955 .و لذلك كان العم أوتو يبدو لي طاعنا بالسن.
و توفيت جدتي عام 1925. كان العم أوتو في العشرين من العمر حينما تلقى الميراث بكامله بعكس باقي الأبناء. فانتقل إلى كاستل روك و شرع بالعمل في مجال العقارات . و في السنوات الخمسة التالية جنى مبلغا من المال نتيجة التعامل بالأراضي و الخشب. ثم اشترى بيتا واسعا في كاستل هيل ، و أصبح لديه خدم ، و استمتع بحياته و هو في أوج شبابه. كان وسيما نسبيا ( أقول نسبيا .. لأن له عوينات ) و عازبا يرشحه وضعه لمستقبل مشرق. لا أحد له أي مأخذ عليه. و لكن مجال هذا لاحقا.
و في عام 29 .. لحق به ضرر من جراء حادث .. ضرر محدود ، و لكن الجراح هي الجراح. فاعتكف في بيت كاستل هيل الشاسع حتى عام 1933 ، ثم باعه ليكسب صفقة أرض بساتين وصلت إلى السوق بسعر مرهق ، و كان يرغب بالحصول عليها بشكل يائس. كانت الأرض من أملاك شركة ورق نيو إنغلاند. لا زلت شركة ورق نيو إنغلاند قائمة حتى يومنا هذا ، و لو رغبتم بشراء أسهم فيها أنصحكم بعدم التردد. و لكن في عام 1933 كانت الشركة تقدم قطاعات من أرضها بسعر بخس كمحاولة أخيرة للتعويم.
كم تبلغ مساحة الأرض التي كان عمي يسعى وراءها ؟. لقد انمحت الصورة الأصلية و المريحة ، و اختلفت الحسابات ، و لكن في جميع الأحوال كانت المساحة تزيد على أربعة آلاف فدان معظمها في منطقة كاستل روك ، و تمتد حتى ووتيرفورد و هارلو أيضا ، و حينما أعلنت الصفقة ، كانت شركة ورق نيو إنغلاند تعرضها لقاء دولارين و خمسين سنتا للفدان... إذا رغب الشاري بالحصول عليها جميعا.
بلغ السعر الإجمالي حوالي عشرة آلاف دولار . و لم يتمكن العم أوتو من تحصيله ، لذلك لجأ إلى شريك.. و هو يانكي يدعى جورجي ماكوتشين. و ربما سمعتم بالاسم شينك و ماكوتشين في حال أنكم تقطنون في نيو إنغلاند ، لقد تم بيع الشركة منذ عهد بعيد ، و لا تزال مستودعات شينك و ماكوتشين قائمة في أربعين مدينة من نيو إنغلاند ، ثم هناك باحات أخشاب شينك و ماكوتشين التي تمتد بين سنترال فولز و حتى ديري. كان ماكوتشين مجرد رجل له لحية سوداء غزيرة ، و هو مثل عمي أوتو ، يضع العوينات ، و كذلك مثل العم أوتو ، ورث مبلغا من المال . و لا شك أنه مبلغ محترم.
و هو مع العم أوتو كسبا الصفقة من غير مضاعفات. كان تحت جلد كليهما قرصان ، و لذلك تعايشا بسهولة. و استمرت الشراكة مقدار إثنين و عشرين عاما حتى العام الذي ولدت فيه . في الواقع ، لم يعرفا خلال تلك الفترة غير الرخاء و الازدهار.
لقد بدأ كل شيء بشراء الأربعة آلاف فدان ، و أعقب ذلك القيام برحلة لاكتشاف الأرض بشاحنة ماكوتشين ، فمشطا الطرقات و خطوط الأشجار بينما علبة السرعة على العيار الأول ، ثم ع
08-أيار-2021
مقتطفات من : كافكا في المحاكمة الأخرى بقلم : إلياس كانيتي ترجمة : |
17-نيسان-2021 |
03-تشرين الأول-2020 | |
12-أيلول-2020 | |
22-آب-2020 | |
20-حزيران-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |