Alef Logo
أدب عالمي وعربي
              

قصائد ل فرناندو بيسوا *

فرج بصلو

2009-09-30


ميلاد

في تلك الأيام التي احتفلوا بيوم ميلادي
كنت سعيداً لأن أحداً لم يتوف
ففي البيت القديم حتى يوم الميلاد كان تقليداً ابن مئات الأعوام
والفرحة للجميع. وفرحتي استجابة لوصايا دين ما.

في تلك الأيام التي احتفلوا بيوم ميلادي
تمتعت ببصمة غريبة لشخص لا يدرك شيئاً
لايدرك أن أحدا من طرف العائلة كان حكيماً
ومن أنه لم تكن لدي تفاؤلات نماها الآخرون عندي
بعد ذلك عندما نظرت إلى الحياة ضاع مني مذاقها.

أجل ! مما كنت كخيال ذاتي
ممن كنت بقوة القلب وقرابة العائلة
ممن كنت في مساءات ريفية تقريباً
ممن كنت لأن الذين أحبوني حين كنت طفلاً
ممن كنت, ياالله! ممن فقط الآن أدرك إني كنت..
ما أبعده!
(حتى إنني لا أجده)

في تلك الأيام التي احتفلوا بيوم ميلادي
الشخص الذي أنا هو الآن كما رطوبة في نهاية البهو بآخرة البيت
ينمو من الجدران...
الشخص الذي أنا الآن , للبيت, لمن أحبوه يرتجف من خلال دموعي
الشخص الذي أنا الآن هو الفرصة أن يبيعوا البيت
أن يموتوا جميعاً
وأحيا بعد ذلك كمثل ثقاب بارد..

في تلك الأيام التي احتفلوا بيوم ميلادي
أي حب يوجد في أيام كتلك كما أن للمرء
توقا ماديا للروح لتتواجد هناك ثانية
بواسطة رحلة روحية ومادية
بإزدواج الأنا مع ذاتي...
أن ألتهم الماضي كما يلتهم الجوعان الخبز بلا وقت لتماهي
الزبدة بين الأسنان!

ثانية أرى الماضي بوضوح يعميه عما هو موجود هنا
المائدة المحضرة لمتغذين إضافيين, الأواني ذات الرسومات
الأكثر جودة, كؤوس إضافية..
المونة مكدسة حتى أطرافها, حلويات, فاكهات. والباقي في ظل
الدرج –
العمات العجوزات, الأعمام على إختلافهم. كل شيء كان لأجلي
في تلك الأيام التي احتفلوا بيوم ميلادي.

قف أيها القلب!
لا تفكر. دع التفكير للذهن!
ياالله, ياالله, ياالله!
اليوم ولا مرة ليس لي يوم ميلاد.
صعب
الأيام تتراكم فيَّ. سأصل الشيخوخة حين أكون عجوزاً
هذا كل ما في الأمر
من المزعج جداً عدم إتياني بالماضي معي. كخلسة موجودة في الجيب
تلك الأيام التي إحتفلوا بيوم ميلادي.


١٥/١٠/١٩٢٩


*
خلعت القناع ونظرت إلى نفسي بالمرآة
كنت الطفل من قبل سنين عديدة جداً.
لم أتغير أبداً.
إنها مزية بأن تعلم خلع القناع
أنت دائماً ذات الطفل.
الماضي الذي كان طفلاً.
خلعت القناع ومرة أخرى لبسته.
هكذا أحسن
هكذا بلا قناع
لأعود ثانية لشخصيتي كما إلى المحطة النهائية.

*
طبعاً أنا تعبان
ففي هذه المرحلة من الحديث سيكون المرء تعبان
من ماذا أنا تعبان لا أدري:
ولو كنت أدري لم يكن لذلك جدوى.
لأن التعب لن يتغير
الجرح يوجع لأنه يوجع
دونما رابط إلى سبب نغره.
أجل أنا تعبان
والمضحك قليلاً
في التعب ربما هو هذا:
شهوة للنوم في الجسد
رغبة ألا أفكر نفسياً
وعلاوة على كل شيء, شفافية صافية
من إمكانية فهم مسبق...
وشهوة لا مثيل لها تستفيق من نقص الأمل؟
إنني ذكي جداً
رأيت كثيراً وفهمت ما رأيت.
وهناك أيضاً لذة محدودة في التعب تتسبب بذلك
اللذة من أن في نهاية الأمر هناك فعالية في الرأس.


فرناندو بيسوا ١٩٣٥- ١٩٨٨ أعظم شاعر برتغالي. ومن أعظم شعراء القرن الغشرين
قي أوربا. كتب وألف تحت أسماء متعددة. منها: ريكاردو رييش , ألفارو دو كامفوس,
الدوق دا طييبا ألخ. القصائد التواجدة هنا مأخوذة من قصائد الفارو دو كامفوس.

ف. ب






تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مهرج الأعياد المحترف...

13-أيار-2017

: والآيسكريم مذاق ثغر من تحب !!

18-شباط-2017

مهرج الأعياد المحترف...

06-كانون الثاني-2015

على جذع هذه الشجرة أرى وجوه الحياة

22-كانون الأول-2014

لا نقيس المسافات بغير نبض القلب

04-كانون الأول-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow