هل سنعيش سينما حقيقية؟ مهرجان دمشق السينمائي الدولي السابع عشر
2009-09-30
هل سنشاهد في مهرجان دمشق السينمائي الدولي السابع عشر الذي سيُعقد ما بين 31 أكتوبر و7 نوفمبر 2009 سينما تعيد الروح، باعتبار أنَّ الفنون عموماً -والسينما منها- هي واقعةُ روح..؟ وهل ستأخذ القدس -كونها عاصمة للثقافة العربية- جانباً من أعمال المهرجان، فتكون هناك تظاهرة للأفلام الفلسطينية -وهذا أضعف الإيمان- أو نشاهد فيلماً عن الحرب الصهيونية الأخيرة على غزَّة، ولاسيما أنَّ إسرائيل أو سينمائييها لايوفرون فرصة للاشتراك في المهرجانات الدولية بأفلام حتى لو لم تعبِّر عن وجهة النظر الرسمية الصهيونية..
فمثلا شاركت إسرائيل مؤخَّراً في مهرجان البندقية السينمائي السادس والستين بفيلم (لبنان) للمخرج «صموئيل موعاز» وضمن المسابقة الرسمية، وفاز بجائزة الأسد الذهبي، وهو عن واقعة -كما يقول مخرجه- حقيقية لجندي إسرائيلي شاركَ في الاجتياح/الاحتلال الإسرائيلي للبنان العام 1982 والذي تمَّ تصويره من داخل دبابة إسرائيلية، وفيه يقوم صموئيل موعاز بتصوير إنسانية الجندي الإسرائيلي(!!!) في تعامله مع المدنيين اللبنانيين، فيما يقدِّم المقاتل الفلسطيني كوحشٍ مفترس لأشقائه اللبنانيين الذين يستضيفونه على أرضهم التي تجتاحها إسرائيل!! كما يعرض في خطٍ موازٍ صورة مقاتل من القوات اللبنانية وهو يهدِّد جندياً سورياً وقعَ في الأسر لدى الإسرائيليين بالقتل والاغتصاب، وهو ما ترفضه القيادة العسكرية الإسرائيلية(!!!).
موت المهرجان وموت الثقافة
المهرجان على الأبواب، وإلى أي درجة يمكن أن نطرح من خلاله صوراً لثقافتنا وما وصل إليه عقلنا العربي، كعقلٍ صانعٍ للحظات الإبداع في الفنون والعلوم الإنسانية؛ إن في الأفلام التي صنعناها خصيصاً لذلك، أو في التظاهرات الفيلمية أو النقدية.. فهذا ما ستكشف عنه وقائع أعمال المهرجان. فنحن لا نريد أن نتحدَّث عن موت السينما في المهرجان أو موت ثقافتنا العربية، خاصة وأنَّ الناقد محمد الأحمد مدير المهرجان يدرك أكثر من غيره من السينمائيين المسؤولين في سوريا مدى قدرة العمل الفني –والمهرجان- على توظيف الحقيقة، وأنَّ الحوار في السينما أو في المسرح هو واقعةُ روحْ تذهب إلى التشابك الفكري وليس الاشتباك.
من وقائع أعمال المهرجان سيتمُّ عرض أهم عشرة أفلام في تاريخ السينما ومنها: غناء تحت المطر، ذهب مع الريح، صوت الموسيقا، العرّاب. كما أنَّ فيلم «الشريط الأبيض» للمخرج النمساوي مايكل هنكي سيكون فيلم افتتاح المهرجان، فيما سيكون فيلم «حليب الأسى» من البيرو للمخرجة كلوديا للوزا فيلم الختام.. والمهرجان فيه ثلاث مسابقات رسمية سينمائية؛ الأولى للأفلام الطويلة، والثانية للأفلام العربية، والثالثة للأفلام القصيرة.
سينما.. أم حدث عابر!
سوريا ستشارك بفيلمين في المسابقة الأولى؛ وهما فيلم «مرة أخرى» للمخرج جود سعيد، وفيلم»بوابة الجنة» لماهر كدو. إلى جانب أفلام: واحد صفر - مصر، العنبر رقم6 -روسيا، زهور عباد الشمس العمياء - اسبانيا، عشرون - إيران، امرأة الباسفيك - فرنسا، أصدقاء قهوة مارغريتا - إيطاليا، ملاك يطل على البحر - بلجيكا. ويرأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة المخرج الفرنسي ريجيس فارنييه، فيما يرأس لجنة تحكيم الأفلام العربية حسن م. يوسف، والأفلام القصيرة سيكون رئيس لجنة تحكيمها السينمائي السويسري مارتين جيرو. كما سيتم في المهرجان تكريم سينمائيين عرب وعالميين منهم: أورسولا أندرز، أكبر خان، هنري ساغان، والمخرج التونسي رشيد فرشيو، والمنتج الفلسطيني حسين القلا، والمخرج السوري مروان حداد والممثلتان يسرا ونجلاء فتحي إلى جانب الممثلة أمل عرفة من سوريا.
هل سنعيش سينما حقيقية..؟ هل سنعيش مهرجاناً هو تجربةٌ لحقيقة..؟ حدثٌ تاريخي..؟ حدثٌ عابر لصرف ملايين الليرات السورية..؟ تظاهرة ثقافية مليئة بالاشراقات الروحية وبالإشارات المرئية التي تكشف عن وحدة العقل العربي..؟
الأيام القادمة ستجيب عن تساؤلاتنا.
أوان الكويتية
2009/09/30
08-أيار-2021
23-أيار-2020 | |
14-كانون الأول-2019 | |
05-تشرين الأول-2019 | |
17-آب-2019 | |
04-كانون الأول-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |