رطوبة
2009-10-05
ألواني لا تغضبني،
تتشاجر وتتصالح بعيدا عني،
تتحول في النهاية إلى لوني المفضل،
تناديني وإياك لننام سويا
في حضن غابة خضراء.
***
الغابة بلا سقف،
بأيدينا نصنع سقفا،
يدخل المطر أعيننا
نغمضها هانئين.
***
تغص الغابة بتأوهاتنا،
لم يعد هناك هواء لتنفس الأشجار
ولا لنزهات العصافير.
***
نتلاصق،
نرتفع عاليا.. عاليا،
ثم نهبط فجأة،
ترتجف الغابة،
تصّفر..
تخَضر..
تحّمر..
وتتدفق شلالاتها هاربة.
***
تداعب خصلات شعري،
من كثرة غيرتها تقوم الغابة وتقعد،
يعم الإضراب فيها،
تركض الأشجار وراءنا،
وترشقنا بالأخضر.
***
تنشطر الصخور،
تتدحرج، تلاحقنا، تكاد تصيبنا
حين يفاجئها عرينا،
فتحيد عنّا وبكل الخجل تغادرنا.
***
نسمع خطا ذئب يتبعنا،
تداري نفسك بورقة شجر،
أختبئ وراءك،
إنه رجل يلملم أعشابا غريبة،
لسوء حظه لم يرنا.
***
لم يعد في الغابة من زينة سوى
نور عينيك الذي علق بزهراتي
الندية وأنت تتفرس بها ملياً.
***
لم تشرق علينا شمس،
ولا قمر أضاء لنا،
أرسلا لنا دنانير ذهبية وفضية،
تتراقص الدنانير من حولنا لتغوينا،
نظل بلا حراك
ملتحفين أنفاسنا،
غير آبهين بالتقاط أي منها.
***
أعجبه أن كون شجرة،
أراد أن يزرعني لأنمو وأكبر هناك،
وقبل أن تنضج فكرته،
صرخت أشجار الغابة:
لا نريد ملوكا جددا علينا.
خاف عليَّ فأسرع وهربني
من الفكرة
***
سكنت الأشجار،
نامت طيور الغابة،
وهدأت وحوشها،
وبقينا وحيدين نمجد جسدينا على مهلنا.
حفاة نتسكع على الأعشاب الندية بثقل،
ونحن نتبع الأسهم علّنا نجد كوخ الساحرة العجوز.
***
كلما تعبنا،
أشجار الحور تتآمر معنا،
تخبئنا وراءها تارة،
وفي حضن الزنبق البري تارة،
فيعبق سكون الغابة برطوبة بيضاء من تلامسنا،
وينطلق الهواء محملا بزخمنا
نحو الكُوى المفتوحة بين الأشجار
إلى الأعلى وتشهق السماء من كثرة رطوبتنا.
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |