حين تأتين إلي (2) لمجيئك رائحة
2009-10-10
أقلّب آخر الأوراق ماقبل مجيئك
فأزداد ألف حيرة..
و هلوسة..
و إرتجافة..و أمل.
...
حين تأتين إلي..
عبر الهاتف
أشعر أنّ الموبايل سيرتجف تلعثماً
و فرحاً..برسالتك أو رنّتك المفضّلة
فألتقطه ملتهباً بآخر أخبارك العاجلة بنشوة الأطفال
...
حين تأتين إلي..
فراشة ملوّنة
تأخذيني إلى حدائقك
لأصير فيها الرياح..
لأمارس التحليق
لأمارس العربدة بين الأشجار المورقة
و الأعشاب البريّة برائحتها الزكية
لأصير الماء..أفيض كالسيل
كالطوفان..فوق الجسد الظامئ
لأصير حبّات العرق..
لأمتصّ ملح الأودية و التلال
لأصير الجداول و الأنهار و السهول و طراوة الأعشاب
و أنكفئ آخر المطاف غيمة ملّها الرعد و البرق..
و ما ارتوت..
...
يا إلهي..
لمجيئك معجزة..
لاتقاوم..
حين تأتين إلي..
من همسك أغيب عن المكان
من كهرباء جسدك أخرج من سجن العالم
و أدخل مجرّات هذا الجسد الملتهب
فألد للحلم نبؤة من سلالات سماوية
...
حين تأتين إلي..
بلمسة من أصابعك تزول الأبجدية
و يهرب اللسان
يسقط في وادي التلعثم و الإنبهار.
أبحث عنه كالأعمى
و أبدء رحلة العوم الخرساء
بلمسك..
بلمستك..
بقبلتك..
باحتضانك..
تبدء المعزوفة و تتوقف الحياة
حينها لا حاجة للكلام
...
حين تأتين إلي..
يلوذ المكان بعيداً
يضمحلّ..
يغيب..
يذوب كالثلج..
و تصبحين أنت أرضي و سماءي..
...
حين تأتين إلي..
تسبقك رائحتك و تأوّهاتك
و حرارتك الأنثوية
تُلهبين جلدي بحمّى النشوة..
تغورين في شرائيني كالخمر حتى أفقد الوعي
تلملميني شظايا رمادية تتطاير زهواً بريحك العاتي
...
حين تأتين إلي..
يحمرّ السرير
و تبدء رحلته الشبقيّة مع جسدك..
بكلّ غاباته السريّة
و نموره و أسوده المفترسة
و أزقّته و براكينه
و شلّالاته الشاهقة
تخطف الأنفاس..
فيبدء رحلة الكشف من جديد.
...
حين تأتين إلي..
يستعدّ الفنجان و الكرسي
و الطاولة و الغرفة
و المرآة و الأمشاط و قارورة العطر
و النافذة و شراشفها
و قميصي المفضّل لديك..
ترتدينه دائماً بعد الإنصهار
بعد التوحّد
بعد الإرتواء
و تستعدّ حتّى وسادتك البيضاء لمجيئك كقطة مدلّلة.
...
حين تأتين إلي..
كغيمة تسبق المطر
أفترش تراب هذا القلب بذوراً عطشى
لتبدئين لعبة الهطول بتلذّذ المنتصر..
و أبدء متعة الإرتواء..
فيتحوّل فصل الحبّ إلى طقوس شبقية ما بعد الخيال
...
حين تأتين إلي..
كسرب حمام
كنسمة بحر
كحصان تائه
كضوءٍ أخضر
كلحظة المخاض بقصيدة
أتلذّذ بهطول رائحتك
و أتهيّأ للإنبهار..
للجنون..
و أغزل الموعد حتّى قبل أن تصلي
كي لا أتلعثم بقصيدتك التي سأقرءها لك
لكنّني ككلّ مرة..
سأتكسّر زجاجة..
و مرآة حتى قبل أن يلمسني برق شفتيك
و أنفاسك المكهربة تشلّ كل حواسي
و ذاكرتي..
و قراراتي الحاسمة دائماً
...
حين تأتين إلي..
تساورني خلسة صوفية
أخرج من جلدي..
أصير بحراً
و تسبحين في هذياني سمكة
تقهقهين تارةً..
و تارة تعتريك رعشة الحمّى الشقبية
فأسقط فاقد الوعي بعد أن إمتلأت بك حدّ الفيضان
...
حين تأتين إلي..
يا أروع زوبعة عشق..
عاصفة عشق..
زلزال عشق..
سأكون مستعدّاً لنشوة الهلاك
و التشذّذ
بين صروح حضورك
و ابتسامتك تقطر الشهد
و الخمر
و الرصاص
و أنا أمارس كل طقوس الإرتواء بلاوعي..
في شرنقة حضورك الجبار..
***
الشاعر الأهوازي عادل الصياحي
البريد الإلكتروني
[email protected]
08-أيار-2021
05-آذار-2012 | |
06-كانون الثاني-2012 | |
25-تشرين الثاني-2011 | |
08-تشرين الثاني-2011 | |
17-أيلول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |