توضيح ظروف الوصول إلى منصب/(4):مزبلة الكرامة
خاص ألف
2009-10-14
في التوضيح السابق (رقم 3)، بيّنا ما وصلت إ ليه العلاقة بين الـ[IOU] International Organization Uncleanliness (المنظّمة الدوليّة للقذرين)، وبين الـ [USA] وقلنا: الوسخون في العالم قبل 11 أيلول غير الوسخين بعد 11 أيلول.
وقد كففت عن التوضيح لأنّ زوجتي شتّت تفكيري، وقطعت انسياب أفكاري بطلباتها المتكررة كي أغيّر جواربي، لرائحتها السيئة ـ بالنسبة لها ـ لأنّ أهلها سوف يأتون لزيارتنا.
ساعتها سألتها:
ـ ماذا لو غيّرت جواربي ولم يأت أهلك؟
لبّيت طلبها، و غيّرتُ جواربي استعداداً لاستقبال أهلها.
و كما توقّعتُ، لم يأت الضيوف، فخلعت الجوارب (النظيفة)، و لبست جواربي، و شرعت بالكتابة.
أذكر أنني وعدتكم بتوضيحٍ أشرح فيه حيثيّات زواجي من نظيفةٍ تتجرّأ على طلب تغيير جواربي، وكيف غيّر11 أيلول موقع القذرين على الخارطة، و جعلهم رقماً مهمّاً في معادلة العلاقات الدوليّة، تلمسون في هذه الأيام تحديداً آثارها.
و توقفنا عند طلب النّظيف الأكبر التعاون معه، وذلك في لقاءٍ أعدّ له (البروتوكوليّون) جيّداً، وعندما طرحنا موضوع (التعاون) ذاك على الاستفتاء القاذوريّ العامِّ، رفض معظم الوسخين تسليم أيٍّ منهم إلى الـ USA، وأنّبونا وقرّعونا: أنتم قادتنا ولستم مخبرين، أنتم وسخون ولستم عملاء.
ما وضع قيادة الـ [IOU] بين مطرقة جماهيرها الرافضة للتعاون مع النّظيفين، وسندان سطوة النّظيف الأكبر وقوّته.
غضب النّظيف الأكبر حين علم بموقفنا، بعد أن تبنّينا رأي جماهيرنا المعبّر عنه في الاستفتاء، واعتقلنا جميعاً، وساقنا إلى السجن، بتهمة سوء احترامنا لحقوق الإنسان، ولفّق أننا كنا متواطئين في قضية إعدام علي علعل التي شغلت العالم آنذاك، ومن كان شاهده في هذا؟ لن تتوقعوه، إنه أبو فلينة عميل النظيفين، الذي حضر وقائع محاكمة علي و إعدامه.
فقد اتضح أنّه لم يمت، وكل قصّة حرقه كانت تمثيليّةً أعدّتها مخابرات النظيف الأكبر لإخفائه عن وسائل الإعلام كي لا يخبر الناس بحقيقة إعدام علي علعل في المؤتمر الصحفي الذي قررته بعد عودته من الصين التي قال أنه ذاهبٌ إليها لتوقيع عقد صفقة استيراد لمبات محروقة.
لقد أخفوه لاستعماله خنجراً نظيفاً في خاصرتنا حين يحين وقت الحاجة إليه، وقد أزف هذا الوقت بعد 11 أيلول، واستخدموا بهتانه وكذبه في محاكمتنا الظالمة الملفّقة ( أقترح مراجعة التوضيح رقم "2" الموجود رابطه أسفل هذا التوضيح).
هكذا صارت الـ[IOU] (المنظّمة الدوليّة للقذرين) في حالة فراغٍ قياديٍّ في سدّة زعامتها القميئة، فتداعى الوسخون في العالم، وانتخبوا فوراً قيادةً بديلةً من الصفّ الثاني للمؤسّسين، وترأّس المنظّمة ذلك الحاسد الذي أثار قضيّة مسح مؤخّرتي في المؤتمر التأسيسيّ بهدف تشويه أصالتي القاذوريّة، ومن ثم تنحيتي عن منصبي ( عليكم مراجعة التوضيح رقم "1").
القيادة الجديدة ـ للأسف ـ خانت ثقة منتخبيها، وفرّطت باستقلال منظمتهم، وكثّفت التعاون مع سلطات النّظيف الأكبر، و وصلت عمالتها حدّ الطعن بالقيادة الشرعيّة المعتقلة (نحن)، و مشاركة النّظيف الأكبر اتهاماته لنا، وتقديم الأدلّة المركّبة في أقبية ودهاليزحقدها وسعيها إلى المناصب.
لقد أثبتت القيادة العميلة بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ وساختها شكليّةٌ، وعفنها لم يكُ إلا ادعاءً ونفاقاً، و رئيس المنظّمة الجديد الذي اعتبر هفوتي حين مسحت مؤخّرتي جرماً لا محيد عن معاقبتي عليه، أصبح يستحمّ كلّ سنةٍ مرّةً، و وفق بعض التسريبات: مرّتين.
المخلصون من أتباعنا سجنوا ظلماً، بتهمٍ لفّقتها لهم الـ USA لأنهم طالبوا بإعادة السلطة الشرعيّة، وإطلاق سراح القادة المعتقلين، و أدخلتِ القيادةُ الخائنة المخبرةُ جماهير الوسخين في جميع أرجاء العالم دوّامةً من الخوف والتّرهيب و القمع غريبةً عليهم ودخيلةً على تقاليدهم، وشيئاً فشيئاً ذوتْ همتهم، و خفتت الأصوات المطالبة بإعادة الشّرعيّة إلى المنظّمة، وأطيح بأهمّ ما تملكه: المصداقيّة القاذوريّة.
خنع القذرون.
وهنتْ قواهم، استسلموا للّذي لا قِبَلَ لهم بمواجهته، و أضحت قيمنا مهدّدةً في الصميم، وقدرتها على الاستمرار صارت الهمّ الذي ركب الأصيلين من مفكّرينا وفلاسفتنا.
لاحت بوادر الخطر على ثقافتنا وإرثنا القاذوريّ، وأخذت تتبدّى مظاهر تلاشيهما في تصرّفات بعض أتباعنا، فمنهم من أخذ يغسل وجهه صباحاً، و منهم من صار يستحمّ كلّ ستّة أشهرٍ، و سلكت الأجيال الجديدة غضة الانتماء وحديثة الولاء للوساخة طريق تقليد النّظيفين في بعض عاداتهم الشاذّة، من قصٍّ للأظافر إلى تسريحٍ للشعر، و وصل أمر بعض المضللين المعجبين بقيم النّظيفين حدّ التبوّل في أماكنَ خاصّةٍ بدل أن كانوا يفعلونها في فراشهم وما يكسيهم.
وسط هذا الخراب والتقهقر الشامل؛ حافظت فئةٌ قليلةٌ منهم على عفنها، و نظّمت صفوفها عاقدةً العزم على إعادة الأمور إلى نصابها، و تبنّت العمل السّرّيّ في نضالٍٍ نجسٍ لإنقاذ قيمنا ومنظمتنا، وهذه الفئة لم تكُ إلا: المقاومة القاذوريّة الشاملة.
بوساطة أحد حرّاس معتقلنا المتعاطفين مع قضيّتنا كنا نتواصل مع المقاومة القاذوريّة الشاملة، ونبثّها تعليماتِنا، و أوامرَنا، وعن طريق ذلك الحارس المقدام، كانت تردنا أخبار أولئك المخلصين الذين صمّموا على مقارعة عسف النّظيفين وسياساتهم، غير عابئين بظلمهم، متحدّين شراسة قمعهم. و أضحت نافذتنا الوحيدة على العالم هي ذلك الحارس العظيم المقدام، معقل رجائنا، وشعاع النور في ظلمة سجننا، وكما كان أبو فلينة عميلاً لهم ها هو ذاك الحارس يرد الصفعة، ويتعامل معنا.
توالت السنون ونحن قابعون في السجون، وفيها تحمّلنا ما لا يمكن تحمّله، وأُهنّا أيّما إهانةٍ، وكلّ ذنبنا: الحلمُ بعالمٍ قذرٍ، خالٍ من المنظفات و المعقّمات، والحفاظ على استقلال الوسخين وكرامتهم.
أ تتصوّرون أنّه كان علينا أن نغسل أيدينا كلّ يومٍ مرّتين على الأقلّ؟
والاستحمام، لا أذاقكم القدر ذلّ الاستحمام، لقد كان عذاباً لا يمكن لمن لم يجرّبه تصوّرَ شناعته.
لم يحترموا أنّنا منتخبون، وأوّل ما فعلوه بنا قتلٌ منهجيٌّ منظّمٌ لقطعان القمل في رؤوسنا، ونزع الصئبان منها بوحشيّةٍ لا توصف.
همجيّون، لم يحترموا أدنى خصوصيّاتنا، كانوا يدخلون زنزاناتنا ويعيثون فيها نظافةً، من رشٍّ للمعقّمات إلى أخذٍ لأغطية الأسرّة كي يغسلوها رغماً عنا...
لن نسهب وصفاً لأساليبهم في التعذيب صوناً لكرامة الوسخين، وخشيةً على الأطفال من الآثار النفسيّة المترتبة جرّاء اطلاعهم عليها، ويكفي ما عرضناه لتكوّنوا تصوراً عما قاسيناه.
برغم قسوة تلك الظروف صمدت قيادة الـ [IOU] ، وكانت من الصلابة بما يعجز عن تخيّله و وصفه أقذر الروائيين أو السينمائيين.
لقد سطّرت تلك القيادة بحروفٍ من قيءٍ يابسٍ سيراً من الصمود و الصبر نادرةً، و بإمكان القذرين في العالم أجمع الفخر بقيادتهم الأسطوريّة، و الزهوّ بها لتمسّكها بروحيّة ما تمثّل والرسالة التي نذرت نفسها لها.
ذات يومٍ جاءنا الحارس (العميل لنا) بخبرٍ مبهمٍ غريبٍ ما صدّقناه، لقد قال: " جماعتكم جهّزوا لكم وللعالم مفاجأةً كبيرةً، ستخرجون قريباً".
ما هي هذه المفاجأة؟ و كيف سنخرج قريباً ونحن أسيرو جبروت أعتى قوّةٍ نظيفةٍ عرفها العالم؟
كيف ذلك وأنصارنا في حالٍ من الخنوع و الخوف لا سابق لها؟
ما لبث أن عاد ذلك الحارس بعد فترةٍ قصيرةٍ، و كرّر وعوده، مؤكّداً قرب خروجنا.
أ نُعتقُ ولم تنظّم مظاهرةٌ واحدةٌ تطالب بإخراجنا؟
كيف نخرج من السجن وكلّ شيءٍٍ ضدّنا؟ كلّ شيءْ.
حتى الهواء أصبح خصماً لئيماً لنا لشدّة نقائه وخلوّه من الروائح التي نحبّ.
برغم لهفتنا للحرّيّة و شغفنا بها، و كلّ المحاولات و الظروف التي استهدفت قوانا العقلية، لم تستطع تلك اللهفة و ذاك الشغف و جميع موجبات اضمحلال عقولنا أن تجعلنا مجافين للعقلانية و المنطق، وإن كنا نمنّي النفس بمعجزةٍ، فإن هذا لم يمنع إدراكنا حقيقة وضعنا.
خروجنا من السجن؛ استحالته كاستحالة ذهابك إلى المريخ و العودة منه إلى الأرض خلال ربع ساعةٍ مستخدماً عربةً محمّلةً بالزبل يجرّها حمارٌ هرمٌ أجربٌ عششت في عينيه ومؤخّرته مستعمرةٌ من الذباب، فتبطئ حركته بسبب اضطراره المستمر هزّ جسمه في مسعىً منه لطردها.
خروجنا من السجن حدثٌ لن يحدث إلا إذا حاصرت حاملات الطائرات الصومالية شواطئ الـ USA مهددةً إياها بقصفٍ نوويٍّ إن لم تطلق سرحنا.
قال قريني في الزنزانة:
ـ أمن الممكن أن يكون كلام الحارس صحيحاً؟
ابتسمت ساخراً، ورمقته بنظرته عتب، وقلت:
ـ نخرج من السجن عندما تدفع مجلة سورية اسمها (ألف) لكتابها استكتاباتٍ بالدولار، وحين يكون وضع الدولار مهزوزاً في الأسواق توزّع عليهم نفطاً كما شاؤوا و بالكمية التي يريدون، أجل، هكذا .. بينما يكون الكاتب جالساً يكتب مقالته أو قصته، يقرع جرس الباب، ويطلب منه موظفو مجلة ألف القادمون مفاتيح خزانات النفط التي حفر لها في حديقة قصره، و من ثم يعبؤون فيها ما شاء من نفط، يعبؤون ويعبؤون ويعبؤون .. حتى يحتج جيران الكاتب مللاً وضيقاً من صوت محركات الضخ، فيكفون عن التعبئة.
ما حصل هو أنّ أخبار ذلك الحارس العظيم صدقت، أطلقونا.
أجل، بان أن للمعجزات سبيل لتفصح عن نفسها في هذا العصر، ولتعلن بثقةٍ: أنا موجودةٌ، ومن ينكر وجودي يهين قدرة الصوماليين.
وكلّ الفضل في ذلك يعود إلى نضالات تلك القلّة المؤمنة التي اتخذت نهج المقاومة السريّة، وما بدا لغزاً عصيّاً على الحلّ و الفهم حين سمعنا باحتمال تحريرنا؛ تكشّف عن إعجازٍ قامت به المقاومة القاذوريّة الشاملة.
إنجازٌ لا مثيل له في التاريخ.
لقد أقام أولئك المكافحون قرب حدود الـ USA ( في المكسيك) وفي إحدى مزارع الخنازير ورشة عملٍ دؤوبٍ لا يعرف الكلل لاستحضار سلاحٍ عزّ نظيره، أثبت نجاعته، وأجبر النّظيف الأكبر على الانصياع لمطالبهم.
في مزرعة الخنازير تلك استحضروا بقذارتهم المبدعة و الخلاقة فيروس H1N1، ولأنها مقاومةٌ شاملةٌ، سموا هذا الفيروس " فيروس التحرير الشامل"، وقد فشا في الـ USA ومن ثمّ في العالم كلّه؛ حينذاك لمس مجتمع النّظيفين لمس اليد فعاليّة السلاح التدميريّة الشاملة، ساعتها أعلن أنصارنا المناضلون مطالبهم، وكانت:
1ـ إطلاق سراح قيادة الـ [IOU] المنتخبة (نحن) من معتقلات النّظيفين.
2ـ عدم التدخّل في شؤون الوسخين في العالم، واحترام نتائج انتخاباتهم وخياراتهم.
مُهدّدين بفيروسٍ آخر يعدّون لنشره أشدّ فتكاً إن لم يلبّ النّظيف الأكبر هذه المطالب.
ها نحن أحرارٌ، بفضل فيروس الحرية H1N1.
أمّا القيادة الخائنة لقضايا القماءة فرميناها في غسّالة التاريخ، بعد أن مُرّغ أنفها بمعقّمات النّظيفين وصابونهم.
بكينا كثيراً لحظة وداعنا الحارس العظيم (عميلنا)، و أكّدنا له أنّ رسوخه في وجداننا رسوخ رائحة الروث في اسطبلٍ لم ينظّف لقرنٍ كامل.
(المجد لفيروس الحريّة، ترا للم للم دج بف حع، سحقاً للقاحات)
بذا استقبلنا أنصارُنا، وهذا ما صار مطلع و لازمة نشيدنا القاذوريّ المقدّس.
ومنذ ذلك اليوم الأغرّ، صار اسم مزبلتنا الكبرى: مزبلة الكرامة.
ومنذ ذلك اليوم، صار العالم قبل H1N1 غير العالم بعد H1N1.
بقي أن أخبركم كيف تزوّجتُ بنظيفةٍ، لكنني لن أستطيع، فطَرَقاتٌ سريعةٌ متلاحقةٌ تناديني لفتح الباب.
ترى من القادم؟
هل غيّر أهل زوجتي رأيهم وأتوا لزيارتنا؟ أم أنّ القادم ...أنظفْ؟
أيعقل أن أضطرّ مجدّداً لخلع جواربي ولبس جوارب (نظيفةٍ)؟
أخبركم بذلك في التوضيح القادم، لأنّ عليّ الآن التوجّه إلى الباب كي أُخرس هذا القرع الوقح المتوتّر عليه.
للاطلاع على التوضيحات الثلاثة السابقة، إليكم الروابط التالية:
التوضيح (1):http://aleftoday.info/?option=content&view=article&id=4869&catid=12
التوضيح (2):http://aleftoday.info/?option=content&view=article&id=4901&catid=12
التوضيح (3):http://aleftoday.info/?option=content&view=article&id=4948&catid=12
نائب الأمين العام للـ IOU
رئيس اتحاد الوسخين العرب
حسّان محمّد محمود
[email protected]
08-أيار-2021
05-أيلول-2020 | |
23-أيار-2020 | |
04-نيسان-2020 | |
21-أيلول-2019 | |
هكذا تكلم أبو طشت ـ الجزء 5 كورنيش الشمس لدعم النقد الأجنبي. |
14-أيلول-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |