قصتان قصيرتان
2009-10-14
" سـائق المـخـدة "
كان هذا يحدث كل يوم ، ودونما انقطاع ،
- يجب أن أعاود النوم مرة أخرى !
قال الرجل لامرأته ، فأجابت جازمة :
ولكنك استيقظت قبل قليل !!
- كنت متعباً ولم أستطع التعرف على الشيء الذي صدمته أثناء النوم.
كان الظلام دامساً ، وكنت أراني أقود مسرعاً ؛
رفعت المرأة يديها إلى الأعلى في حركة اندهاش وهي تهز رأسها قائلة:
- هذا يعني المزيد من حوادث النعاس!!
تسلل الرجل إلى غرفته دون أن يسمع الجملة الأخيرة ...
كان يلبس ثياب المنزل ، نزع نعليه ودلف تحت الأغطية التي كان قد غادرها قبل حواره الأخير ، طوق المخدة بيده اليسرى ، وكأنه يمسك بعجلة القيادة لشاحنة كبيرة ، وغط في إغفاءة عميقة ثانية .
" مناخ لمناخ المدن "
اقتحموا عليّ الغرفة ، كنت نائماً ، وكانت الغرفة بسيطة ، وسحبوني إلى الخارج من قدميّ ، وانهالوا عليّ بأشياء لا أعرفها ، كان النوم في عينيّ ، ولم أدر ما يجريَ حولي َ ، لم أكن أعي شيئا ً ، كان اللغط كبيراً ، وكانت الفوضى في كل مكان ، ضربوني دون أن أعرف سببا ً واحداً لذلك ، بأرجلهم وبأيديهم وبآلات حادة ، وبهراوات كبيرة ، ولم يتركوا مكانا ً في جسمي إلا وضربوه .
وتركوني ملقى كجثة الكلب المقتول ، لم تكن هناك أنفاسٌ ، ولا حركات أقوم بها ، كان عليّ أن أبقى هكذا ... مع أنني لم أفعل شيئا ً.. لم أقم بعمل مخالف للقانون ، ولم أشتم الساسة .. كما أنني لا أتنفس أكثر من المعتاد .... غير أنهم كانوا قد اقتحموا عليَ الغرفة ، كنت نائما ً كالكلب ، وكانت الغرفة بسيطة ومرتبة ، وسحبوني إلى الخارج من قدميَّ بعنف وخشونة ، وانهالوا عليَّ بثقيل الآلات والأيدي ، كان النوم في عينيَّ ، ولم أدر ما كان يجري حولي َ وسط الضوضاء والصخب ، إذ إنني لم أكن أعي شيئا ً ، بل إنني ما عدت أعي شيئا ً، كان اللغط كبيراً كتظاهرة ، وكانت الفوضى والخراب في كل مكان ، ضربوني دون أن أعرف سببا ً واحدا ً لذلك ، بأرجلهم وبأيديهم وبآلات حادة جارحة ، وبهراوات ناتئة كبيرة ، ولم يتركوا مكانا ًً في جسمي إلا وضربوه أو مزقوه .. وتركوني ملقى كجثة الكلب المقتول الشوهاء ، لم تكن هناك أنفاس بعد ُ تذكر في جسدي ، ولا حركات أقوم بها أو ترى عليَّ ، وكان عليَّ أن أبقى هكذا ، وحيداً عارياً من المساعدة والآخرين ، مع إنني لم أفعل شيئا ً يؤذي حتى حملا ً .. لم أقم بعمل مخالف للقانون أو الدولة ، ولم أشتم الساسة أو الأنبياء ، كما أنني لا أتنفس أكثر من المعتاد ، لأنني أفكر بالآخرين قبل كل شيءٍ ، وكانت الدماء تنزف بغزارة من جسدي .. حتى إنني ما عدت أشعر بسريانها فيه .
وبدأت أسراب الذباب تحوم حولي وتحط على جسمي .. حيث أن الذباب يعشق رؤية الجثث ورائحتها ، وحتى النمل بدأ يأتي أفواجا ً ، ويصعد على جثتي ، حيث لم تبق في جثتي من الدماء سوى قطرتين ، قطرة لكم ، وقطرة لي ، لأكتب بها هذه القصة ، لأنني أفكر بالآخرين قبل كل شيء أولا ً ، وكانت الدماء تنزف بغزارة من جسدي كالينابيع ، حتى إنني ما عدت أشعر بسريانها فيه بتاتا ً ، وبدأت أسراب الذباب تحوم حواليَ وتحط على جسمي ، كالطائرات الحربية المقاتلة ، حيث أن الذباب يعشق رؤية الجثث ورائحتها النتنة ، وحتى النمل بدأ يأتي أفواجا ً ويصعد على جثتي كالسلالم المتحركة ، حيث لم تبق في جثتي من الدماء سوى قطرتين، قطرة لكم ، وقطرة لي ، لأكتب بها هذه القصة دون رتوش
08-أيار-2021
14-تشرين الأول-2009 | |
09-تشرين الأول-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |