Alef Logo
ابداعات
              

قصتان قصيرتان

محمد ممدوح

2009-10-14


" سـائق المـخـدة "

كان هذا يحدث كل يوم ، ودونما انقطاع ،
- يجب أن أعاود النوم مرة أخرى !
قال الرجل لامرأته ، فأجابت جازمة :
ولكنك استيقظت قبل قليل !!
- كنت متعباً ولم أستطع التعرف على الشيء الذي صدمته أثناء النوم.
كان الظلام دامساً ، وكنت أراني أقود مسرعاً ؛
رفعت المرأة يديها إلى الأعلى في حركة اندهاش وهي تهز رأسها قائلة:
- هذا يعني المزيد من حوادث النعاس!!
تسلل الرجل إلى غرفته دون أن يسمع الجملة الأخيرة ...
كان يلبس ثياب المنزل ، نزع نعليه ودلف تحت الأغطية التي كان قد غادرها قبل حواره الأخير ، طوق المخدة بيده اليسرى ، وكأنه يمسك بعجلة القيادة لشاحنة كبيرة ، وغط في إغفاءة عميقة ثانية .

" مناخ لمناخ المدن "

اقتحموا عليّ الغرفة ، كنت نائماً ، وكانت الغرفة بسيطة ، وسحبوني إلى الخارج من قدميّ ، وانهالوا عليّ بأشياء لا أعرفها ، كان النوم في عينيّ ، ولم أدر ما يجريَ حولي َ ، لم أكن أعي شيئا ً ، كان اللغط كبيراً ، وكانت الفوضى في كل مكان ، ضربوني دون أن أعرف سببا ً واحداً لذلك ، بأرجلهم وبأيديهم وبآلات حادة ، وبهراوات كبيرة ، ولم يتركوا مكانا ً في جسمي إلا وضربوه .
وتركوني ملقى كجثة الكلب المقتول ، لم تكن هناك أنفاسٌ ، ولا حركات أقوم بها ، كان عليّ أن أبقى هكذا ... مع أنني لم أفعل شيئا ً.. لم أقم بعمل مخالف للقانون ، ولم أشتم الساسة .. كما أنني لا أتنفس أكثر من المعتاد .... غير أنهم كانوا قد اقتحموا عليَ الغرفة ، كنت نائما ً كالكلب ، وكانت الغرفة بسيطة ومرتبة ، وسحبوني إلى الخارج من قدميَّ بعنف وخشونة ، وانهالوا عليَّ بثقيل الآلات والأيدي ، كان النوم في عينيَّ ، ولم أدر ما كان يجري حولي َ وسط الضوضاء والصخب ، إذ إنني لم أكن أعي شيئا ً ، بل إنني ما عدت أعي شيئا ً، كان اللغط كبيراً كتظاهرة ، وكانت الفوضى والخراب في كل مكان ، ضربوني دون أن أعرف سببا ً واحدا ً لذلك ، بأرجلهم وبأيديهم وبآلات حادة جارحة ، وبهراوات ناتئة كبيرة ، ولم يتركوا مكانا ًً في جسمي إلا وضربوه أو مزقوه .. وتركوني ملقى كجثة الكلب المقتول الشوهاء ، لم تكن هناك أنفاس بعد ُ تذكر في جسدي ، ولا حركات أقوم بها أو ترى عليَّ ، وكان عليَّ أن أبقى هكذا ، وحيداً عارياً من المساعدة والآخرين ، مع إنني لم أفعل شيئا ً يؤذي حتى حملا ً .. لم أقم بعمل مخالف للقانون أو الدولة ، ولم أشتم الساسة أو الأنبياء ، كما أنني لا أتنفس أكثر من المعتاد ، لأنني أفكر بالآخرين قبل كل شيءٍ ، وكانت الدماء تنزف بغزارة من جسدي .. حتى إنني ما عدت أشعر بسريانها فيه .
وبدأت أسراب الذباب تحوم حولي وتحط على جسمي .. حيث أن الذباب يعشق رؤية الجثث ورائحتها ، وحتى النمل بدأ يأتي أفواجا ً ، ويصعد على جثتي ، حيث لم تبق في جثتي من الدماء سوى قطرتين ، قطرة لكم ، وقطرة لي ، لأكتب بها هذه القصة ، لأنني أفكر بالآخرين قبل كل شيء أولا ً ، وكانت الدماء تنزف بغزارة من جسدي كالينابيع ، حتى إنني ما عدت أشعر بسريانها فيه بتاتا ً ، وبدأت أسراب الذباب تحوم حواليَ وتحط على جسمي ، كالطائرات الحربية المقاتلة ، حيث أن الذباب يعشق رؤية الجثث ورائحتها النتنة ، وحتى النمل بدأ يأتي أفواجا ً ويصعد على جثتي كالسلالم المتحركة ، حيث لم تبق في جثتي من الدماء سوى قطرتين، قطرة لكم ، وقطرة لي ، لأكتب بها هذه القصة دون رتوش

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

قصتان قصيرتان

14-تشرين الأول-2009

قصتان ( يا حريتي قولي للآخرين : - إنني أنـا )

09-تشرين الأول-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow