قال لي صاحبي وهو يشير إلى ماتبقى
من أنقاض ٍ وخرائب
- أنظر .. لم يبق من الوطن الجميل
سوى الخراب
قلت له ياصاحبي ..
- وأنا لم يبق لي من الوطن الذي كان جميلا
سوى إبتسامتها الجميلة
لو شاءوا لوضعوا الغيوم في جيوبهم
شكرا لله أن جيوبي مثقوبة
لو أكلوا بدلا من الطحين الذهب
أو خاطوا نهر الفرات
قمصانا ً كي تستر أحلامهم
لو ناموا على أسرة من اللازورد
وسكروا من ماء زمزم
ليوسعوا لي الفضاء قليلا
ويمنحوني فيء شجرة منعزلة
وقرية وحيدة لاتسكنها سوى العصافير
لهم أوروك وغابات النخيل
وجنات مفصلة ٍ حسب أهوائهم
لي من البلاد وردة
أقطف منها في كل صباح إبتسامة
ليقولوا لي لماذا على أياديهم
إندثرت البلاد ُ وشاخت الوردة ُ
لماذا يبدو القتل ُ طقسا ً عاديا ً
ولماذا يؤسس القتلة لنا
ذاكرة ً من غبار ؟
لماذا وحدهم الموتى يضحكون
ولماذا أرى الجميع
مابين ميت ٍ ومذعور ٍ من الخوف
ولأجل من تبنون
في كل حي ٍ مقبرة ؟
لماذا المآذن منتصبة
ورؤوس العباد مطأطأة ً
ألا تنظرون إلى القبة
تأخذ شكل النهد
ألهذا تزخرفونها بالذهب ؟
لماذا تبدو صلواتكم
كأنها رجس ٌ من عمل الشيطان
لماذا يبدو الله غريبا ً بينكم
ولماذا قبوركم من تراب
وبيوتكم من مرمر ؟
شاعر من العراق مقيم في كاليفورنيا
[email protected]