     
  
				          
				      
			 
		                    في رَحْم ِ كُلِّ طَيفٍ قاصِر ، حَيوانٌ مَنَويٌّ مُنْتَحِرْ
2009-10-20
 
 
 
أيَّتُهَا الأُمُّ , لا تَخْجَلي مِن خَطَايا وَلدِك , اسمَعي فَقَط ,
سَتُنْشِدُ المَلَائِكَةُ خَجِلَةً أفْعَالَهُ : 
كَانَ يُضَاجِعُ المَسَاءَ وَأنْتِ نَائِمَة , يُطْفِئُ التَّلفَازَ ويُشْغِلُهُ بِخفَّةٍ آنَ يَسْمَعُ خُطَاكِ هَابِطَةً السَّطْحَ إلى المِرْحَاض,
كانَ يَبْتَسِمُ لِتَأوّهَاتِ الأُنثَى الصّغيرة وَهيَ تُضَاجَعُ مِرَارَاً في الّليلِ مِن شَبَحِ زوجِهَا الحَطَاب , 
 ثُمّ صَبَاحَاً مَعَ رَغيفٍ ساخنٍ يولَدُ تَأويلٌ مُغَايَرٌ لِمَغْزَى الصّوت :
(( جَارَتُنَا الصَغيرَة لَمْ تَنَمْ , إنّها الزَّائِدَة الدوديّة , مِسكينَةٌ , طبيبٌ والِدُهَا , أوّاهُ يا لَلبُخل ..))
كَانَ يَخْتَلِسُ النقودَ مِن مِحْفَظَةِ شَقيقِهِ ثَمَنَاً للجعّةِ الرّديئة , يَكذِبُ لَيلاً نَهَارَاً , وَاضِحَاً كَالشّمس , 
يُحْرِقُ سَاعَاتَ الّليلِ الأَخيرة مَعَ السّجَائِرِ مُضَاجِعَاً أَطْيافَ بَنَاتِ الحَيِّ القَاصِرَات , في رَحْمِ كُلِّ طَيفٍ قاصِرٍ حَيوانٌ مَنَويٌّ مُنْتَحِرْ .
يَسْتَدينُ دونَمَا اكْتِرَاثٍ للوَفَاء ( الوفاءُ صَنيعُ الحَمْقَى ) , هَكَذَا دوَّنَ بحبرِ الخَيالِ ذاتَ خَريفٍ , 
_ إبْنُكَ مُحْتَالٌ _ هَمَسَ أحَدُ البَاعَة في أُذُنِ شَاهِد قَبْرِ والِدِهِ مرةً وَهوَ يَبْصِقُ ,  
يَلعَنُ الآَلِهَةَ دونَ مُبَرِّرٍ , يُنْفِقُ المَالَ خَاصَّتَكِ ,
 كّانَت العَائِلَة تَنْعَتُهُ بالمَجنون, سِواكِ : لَيْسَ مَجنونَاً , ( وَلَدي شَارِعٌ ) عِوَضَاً عَن ( وَلَدي شَاعِرْ ) ,
يَتَوارَى إذْ  ( هَاتِفُكُم مَفْصولٌ لأسبابِ مَاليّة ) أو ( أخي المُشترِك بَادر للإستِفَادَة مِن مَرسوم الإعفاء عَن الغَرَامات ) , وَلَدُكِ أغَلى غَرامة , كُوني مُتَيَقِّنَةً الأمْرَ .
كَانَ يُحَرِّرُ عُضوهُ لِرَسْمِ أبيهِ المُضْحِك , يَبْحَثُ في خِزَانَة ابنَةِ عَمَّتِهِ الضّخمَة عَن سوتيانٍ لائقٍ بِثدي حَبيبَتِه النّحيلَة . لايَكُفُّ عَن إعدامِ الظِلالِ رَشْقَاً بنُصُوصٍ رَديئَةٍ .
أيَّتُها الوَالِدَة :
       مرحَى لَكِ . لِرحمِكِ .
2
فيمَا مَضَى , ارتَابَ بَجدوَاي . هُنَا . في المَاضي . " الآنَ تَيَقَّنْتُ" 
أُديرُ كَلامَاً بينَ بَابٍ عَطوفٍ ونَافذَةٍ لاتَمْلِكُ غيرَ هَواءٍ حَزين , بينَ مَقعَدِ روحي الذي أمْقُتُهُ وَدربٍ يُحيلُ العُبورَ مَوتَاً
3
الآنَ مُبْتَعِدَاً, أُمَسِّدُ شَعْرَ دُميتي الفِضّيّ, أُحَيّيِّ وَبِخفَّةٍ لا تُجَارَى الرَّغيفَ الذي نثَرَهُ صَاحِبُ الّلحيةِ السّودَاء قِبَالَةَ الفُرْنِ ليَبْرُدَ,
أُحَطِّمُ الرُّقَيمَ الثّابِتَ عَلى سَطْحِ الكُوخِ العَميقِ في التراب .
أُبَدِّلُ ذِكرَى الميِّتِ ثُمَّ وِلادَتَهُ.
4
" لَكن, مَا هَذهِ الأعدَادُ الغَامِضَةُ, مَحْفورَةً, أعلَى الجُمْجُمَة, أيُّها الطَّيف ؟ "
هَل تَرَاءَت الوِلادَة , لِتَنْحَتَ المَوتَ بِأنَامِلِ طِفل؟
أَوَ , لَم أتَمَرَّن كِفَايةً عَلى الغيابِ ؟ صَرَخْتُ .
5
الآنَ فَقَطْ , بَاتَ بِوسْعِي اسْتِدعَاءَ الشّيطَان إلَى الحُجْرَة ,
قَابِضَاً عَلَى قِرنِهِ اليُمْنَى , جَارَّاً وَرَاءَهُ مَلائِكَةً مُبْتَعِدَة عَن النُورَانيّة ,
لَنْ أفْعَلَ أمْرَاً إنّمَا أُتَابِعُ الشّيطَانَ حَالاّ السوُتيانَ الأَحْمَرَ خَيطَاً فَخَيطَاً , شَادّاً الفُصُولَ مِنْ أعْمَاقِكِ فَصْلاً , فَصْلاً , إنْتَبِهي , لَنْ أَهِبَكِ فَاصِلاً كَمَا تَفْعَلُ المُذيعَةُ السَخيفَة وَ لَن أَتَأَثَّرَ بِالعُنف , بَل سَأقُولُ بِكُلِّ فَخْرٍ : طُزّْ ....
 
                                                 عـامـودا
 
 
								08-أيار-2021
| 23-كانون الثاني-2021 | |
| 29-أيلول-2018 | |
| 17-حزيران-2017 | |
| 17-آذار-2015 | |
| 18-أيار-2012 | 
| 22-أيار-2021 | |
| 15-أيار-2021 | |
| 08-أيار-2021 | |
| 24-نيسان-2021 | |
| 17-نيسان-2021 | 
