إعلانٌ له علاقة بالمازوت
خاص ألف
2009-10-25
اتفقنا مع موقع (ألف) على نشر سلسلة (توضيح ظروف الوصول إلى منصب) في الخميسين الأول و الثالث من كلّ شهرٍ، وهذا شكّل ورطةً، ورطةٌ جميلةٌ تلزمني بإعداد التوضيح وتأليفه في موعدٍ ثابتٍ لا مجال فيه للتسويف و التأجيل، وإلا ... شرشحونا، أولئك الدقيقو المواعيد، المواظبو قراءة توضيحاتي.
في حالةٍ كهذه، تصير مسؤولاً، أمام نفسك وأمام قارئيك (حتى لو كانوا واحداً)، لتفي بالوعد في الموعد.
وأكثر ما يقلقك؛ اجتراح الأفكار، وما صوغها بشكل توضيحٍ إلا مسألة وقتٍ، قضيّةٌ تقنيّةٌ تضيف إليها بعض الأحاسيس، فيصير لك توضيحٌ، ثم ضغطة زرٍّ من عندي ومثلها من عند سحبان السواح فيتجلّى لكم التوضيح المنتظر في الخميسين الأول و الثالث من كلّ شهر.
ومن أين تأتي بالأفكار؟
من حياتك، من محيطك، من صديق، أو جارٍ، أو سوقٍ، أو حتى من المرحاض.
وتلك مصادر ثرّةٌ، لا تنقطع،دائمة العطاء، و التدفّق.
لكن المشكلة هي في عراقيلَ تظهر لك من حيث لا تحتسب، تمنعك من الوفاء بالوعد، مثلاً:
انعدام للمازوت، فبردٌ شديد، فتجمّدٌ بالأصابع، فانعدام قدرة العزف على لوحة مفاتيح الحاسوب، فلا توضيح في الموعد، فشرشحةٌ وانعدام مصداقيّة.
لكن لا، لأصدقنّ بوعدي حتى لو أشعلت الجلّة، وسبّبت لي روائح الزبل ألف علّة.
تعرفون؟ لطالما تساءلت عن الجرائم التي نرتكبها بحقّ أبنائنا.
نحن نقتلهم دون أن ندري.
نربّيهم على شيءٍ نعرف سلفاً أنهم قد يضطرّون لمخالفته عندما يكبرون.
أيّ تمزّقٍ نسببه لأبنائنا حين يصارعون ما نغرسه فيهم؟
رُبَّ عادةٍ تقتل صاحبها، حين لا يستطيع إليها سبيلاً.
أنا من الناس الذين اعتادوا الدفء، وحين كبروا، وصار سوقهم اجتماعيّاً، عزّ عليهم ما كان رخيصاً، فعانوا، وعانيت:
أصطكُّ برداً و النار في أحلامي أرنو لكـازيّاتهم باستسلامِ
لو كنتُ أعـلمُ ما مآلُ مدافئي لجعلتُ لَـمَّ الزبل جُـلَّ مرامي
ولما اشتريتُ مدافئ المازوتِ في يـومٍ وما أسـرفت في أوهامي
لا دفء بعد اليوم من مازوتهم بئسَ الدفيئة إن أتـت بالإعدامِ
فتكوكعوا وتحزّموا وتلحّـفوا ولتفـركوا الأقـدام بالأقدامِ
وليعذرني الشاعر منذر الشيحاوي، لقياسي في البيتين الأولين على ما قاله في ديوان طفريّات:
ما زلت أركض و الرغيف أمامي مذ أعلنت أمّي قـرار فطامي
لو كنت أعـلم ما مصير شهادتي لهربت من كتـبي ومن أقلامي
ألا ينبغي على ضوء الدروس المستقاة من تلك القصّة الواقعيّة إعادة النظر بتربيتنا لأولادنا، حتى لا يعتادوا ما قد يفقدونه حين يكبرون؟
ماذا لو اعتادوا الدفء، ثمّ فقدوه؟ ماذا لو تمرّسوا في الشبع من أثداء أمّهاتهم؟ ماذا يحلّ بهم بعد الفطام؟
انتبهن يا أمهات!! فلا تشبعن أطفالكنّ، فيعتادون ما ليس بيدهم عليه سلطانٌ حين يكبرون.
تصوغ المعاناة شعراءها، وفقدان الدفء أرعبني، وتوضيحي القادم الذي سيكون رقمه /5/ في الخميس الأول من الشهر القادم، الواقع في /5/11/2009 ( لاحظوا كثرة الخمسات!!) اخترت له عنواناً من واقع بزوغ شاعريّتي التي قرأتم بعض مخاضاتها، سيكون عنوانه (شاعرٌ تجلّى).
حسان محمد محمود
[email protected]
08-أيار-2021
05-أيلول-2020 | |
23-أيار-2020 | |
04-نيسان-2020 | |
21-أيلول-2019 | |
هكذا تكلم أبو طشت ـ الجزء 5 كورنيش الشمس لدعم النقد الأجنبي. |
14-أيلول-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |