جن الليل في غيابي
سقط الصمت في حنجرتي
وخيوط الحنين تخيط
بقع المكان...
ولأن صوتي ضعيف
يقودني إلى المدى
كي تطير مني كل الأسماء
وأموت بين ذراعي الوطن.
أسكن ظل الظلال
وفيه نرجس وغراب .
ولأني أحمل معي آهات السكارى
فقد اخترت الجرح والاغتراب.
أسكن ماهية دنياك وأوقظ فيك عنف الكلام.
ولأني حبلى بالحمام والسلام أخرج من الماء بريقا.

٢-

ولأني أمارس البوح والاحتضار
تشدني أنشودة النهر عند غروب الوديان
وفي غفلة مني تساقط الصوت في متاه الغاب
وعند شقوق الحنجرة يزحف الكلام هادئا
يوقظ زحمة الخيال.
ولأنك تشد خطوط الوجه عند انفلات السحر
ولأن العمر يتدحرج من يدي كئيبا في الهواء
ولأني خرجت من الماء ..وفي يدي مساء مبلل..
يقفز بالأسرار,والنهايات... ولأن الضياع يتقاسم معي..
أمواج الظلام.وحفنا من التيهان أعزل الكائنات عن طريقي..
وأسد رمق الماء عن العطش.

٣-

ولأني كنت أسكن وطنا بلا مساء
ولا نوافذ ،ولا هواء؛ ولأني أنا من رتبت النبض
فوق الفصول
ووقفت بين شرايين القلب
صفحة أعلق أجراس الصمت
وهي تئن فوق مدائن الدهر
ولأن العشق مرآة الروح والوعود فأنا في الحكاية أولد.

❊❊ دمي مليئ بالأغنيات والأغصان
تطوقه أنامل الأيام وكل المساءات
مخبأة في جيبي، وكل مدني ضاعت
داخل الأوتار.
ألا أيها الليل المدجج بالغياب كُنْ لي ..
وقل ما لم تقله من قبلي.!
نجوى المجاهد بوسطن/و.م.أ