حزب الله انتصر آه ...حزب الله انهزم و نص
2006-09-30
بعد انتهاء الحرب العدوانية السادسة التي شنتها اسرائييل على لبنان، دخلت الأقلام الصحفية في مواجهة مفتوحة لحسم الجدل الكبير حول نتائج هده الحرب، ولمن تؤول. و تضاربت بذلك المواقف؛ فالبعض، و الغالب على جانب المقاربات العربية التي تتدحرج جنبا الى جنب مع المواقف الشعوبية، يجزم بأن حزب الله قد أحرز انتصارا نوعيا على الجيش الاسرائيلي، محطما بصموده الأسطوري لطيلة شهر في وجه ماكينة عسكرية جهنمية مدعومة بالصمت الدولي و التخادل العربي. معادلات التفوق التكنولوجي و أسطورة الجيش الدي لايقهر. و هو ما أكده زعيم الحزب حسن نصر الله بخروجه أمام الجماهير الغفيرة المحتفية بهذا الانتصار بالضاحية الجنوبية ببيروت مفندا بذلك كل المخاوف باستهدافه من قبل العدو الاسرائيلي حيت لم يفته أن يذكر في خطابه بأن قرار خروجه في أول ظهورعلني له و منذ ابتداء الحرب اتخذ بنصف ساعة عن موعد مهرجان النصر.
البعض الأخر من أقلام المواقف النخبوية، و التي لا تخفي تحيزها الى بعض الرؤى السياسية ومعها دابليو بوش، ترى وعلى العكس من ذلك، بأن حزب الله انهزم في حربه الأخيرة ضد العدوان الإسرائيلي، بل تم توريطه في المسؤولية عن حجم الدمار الذي ألحقه العدوان الاسرائيلي على لبنان. اضافة الى الخسائر الانسانية، و الاقتصادية الفادحة، و بصورة أدق، يتمحور هدا الرأي حول سؤال عتابي؛ وهو كالآتي: ألم يكن هناك خيار سياسي بديل أمام حزب الله عن جر الوطن لفقدان ألف ضحية و ابقاء عشرين ألف عائلة بدون مأوى وتحويل الجنوب الى حقل الغام يحوي مليون قنبلة عنقودية لازالت تتربص بالأقدام ؟ وفي هدا الجانب تأتي الاجابة ممزوجة ببعض الندم في جواب صادق و على لسان حسن نصر الله في تصريح تلفزيوني ردا على هدا السؤال لو كنا نعرف حجم رد الفعل الاسرائيلي في الحرب ما قمنا بعملية اختطاف الجنديين . دعونا نمحص في نتائج و تداعيات الحرب جيدا فعلى مستوى البناء النظري للخطط العسكرية الاسرائيلية كشفت نتائج هده الحرب لأركان الجيش الاسرائيلي ، هشاشة المفهوم الاستراتيجي الدي ظل تابتا لدى القيادة العسكرية الاسرائيلية لسنين عديدة ومفاده أن حزب الله يقبض على رقبة اسرائيل بقوة ردعية تتمتل في ترسانة الصواريخ التي يمتلكها الحزب ، و حسب هذا المفهوم الرادع كان من غير المفروض أن يشن الجيش الاسرائيلي حربا ضد لبنان، لأن الجبهة الاسرائيلية الداخلية ستكون في هده الحالة وحسب هده النظرية معرضة لتهديد صواريخ حزب الله. وها هو تبين العكس تماما. اسرائيل شنت حربا على لبنان رغم التهديد الكلاسيكي. وميزان الرعب اهتز ليرتب نتائج جديدة على الأرض لم تكن ظاهرة للعيان وظهرت بالتالي مقاربة جديدة للجيش الاسرائيلي يمكن تلخيصها بالشكل الآتي شن الهجوم ممكن مع مراجعة طريقة وشكل الانتشار العسكري و تحصين الملاجئ و نقل المفاعلات و المعامل الكيماوية بعيدا عن مدى استهداف صواريخ حزب الله و هي دروس سيبتدا تطبيق نتائجها حتما في الكيان الاسرائيلي مستقبلا ادا ما افترضنا أن الحرب السادسة التي شنتها اسرائيل على لبنان هي حرب اختبارية مصغرة للمواجهة المرتقبة بين أمريكا و ايران في سياق احتدام تفاعلات الملف النووي الايراني الدي اصبح يمضي الى الباب المسدود .
فضلا على أن حرب تموز أو الحرب السادسة بلغة الأجندة و كما يعتقد الخبراء الاسرائيلين قد أظهرت تقاطبات سياسية جديدة بلبنان وعززت المعارضة الداخلية ضد حزب الله محرر لبنان لأول مرة مند تأسيسه ونزعت عنه توب القداسة و كشفت فظلا عن دلك العديد من المواقف العربية التي صبت اللوم العنيف على حزب الله و التي لخصها بيان الوزراء العرب الصادر في غمرة اشتداد القصف على لبنان واصفا عمل المقاومة اللبنانية بالمغامرة الغير المسؤولة . العامل التالت الدي يعزز موقف انتهاء الحرب لصالح اسرائيل هو ما يسميه الخبراء بالنتائج الغير المباشرة للمواجهات العسكرية وهي تحسم في الغالب خارج الميدان العسكري وتكون سياسية وغير متوقعة فقد جائت الحرب وقبل أية مفاوضات محتملة بين الطرفين بخمسة آلاف جندي من القواة الدولية الى جنوب لبنان يجولون برا و بحرا داخل السيادة اللبنانية و الأكتر من دلك أن هده القواة سيكون لها دور رادع في أية مواجهة لاحقة و هو ما سيجعل أي رد فعل مستقبلي من طرف حزب الله ضد اسرائيل التي لا زالت تحتل مزارع شبعا بمتابة اعلان حرب ضد العالم وفي مواجهة الميتاق الأممي .
و ادا قفزنا على كل هده المعطيات الدامغة و قررنا وضع الصفر في لوحة الحصيلة لصالح اسرائيل و الرقم واحد أمام خانة حزب الله في النتائج النهائية من المواجهة فانه من غير المنطقي القفز على مدى الكسب الديبلوماسي الدي نجحت اسرائيل في جنيه بعد الحرب لتعويض خسارتها . وهو يبتدأ من قرائة متأنية للقرار الأممي 1701 الدي لم يدن العدوان الاسرائيلي على لبنان فعليا بل أبدى تعاطفا حرفيا ومبطنا مع قصفها الهمجي للأبرياء من المدنيين الضحايا وتدمير البنية التحتية لدولة دات سيادة وسمى في المقابل عمل المقاومة اللبنانية بالهجمات وخلص القرار الى ضرورة نزع سلاحها بينما أسمى العدوان الاسرائيلي الهمجي على لبنان بمجرد أعمال عسكرية الشيئ الدي يتناسب مع المقولة الفضفاضة لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ويقلب مفهوم حق المقاومة المشروعة للاحتلال رأسا على عقب . و ينتهي التمحيص في الكسب الدبلوماسي الدي حصدته اسرائيل بعد الحرب كدلك من قرائة رزينة لحجم تداعيات نتائج المواجهة الأخيرة على تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي ومواقف الدول العربية من الحرب . وها نحن أصبحنا نعيش هده الأيام وفي عز الشمس غزلا غير مسبوق بين الدولة العبرية و دول عربية فتحت أبوابها مشرعة لرياح التطبيع. أولمرت معجب بشخصية الملك عبد الله السعودي الدي يعتبر حزب الله دراعا متقدما لايران النووية مستقبلا و الدي بات يقلقه تواجدها في المنطقة بل هناك احتمال وحسب العديد من المصادر أن تكون قد جرت مباحتات عالية المستوى سرية الأسلوب جمعت بينهما في الظل هده الأيام الأخيرة. و البحرين أصبحت مستعدة بكل ما أوتيت من قوة لاستقبال التطبيع الشامل مع اسرائيل و ها نحن أصبحنا نسمع كدلك بلقاء سري للغاية له صبغة تنسيقية جمع مؤخرا بين مندوبون سوريون من القيادة الوسطى بشخصيات اسرائيلية و الجانبين طرحوا في المباحتات أفكارا للشروع في حوار مباشر بين الطرفين للوصول لتسوية سياسية تنهي الصراع السوري الاسرائيلي وهو ما تلخصه ا تصريحات الأسد مؤخرا بأن سوريا تريد سلاما مع اسرائيل الا ان المشكل لديه و كما قال أنه لا يفهم فقط ما ينبغي له أن يعمله كي يقنع اسرائيل باستئناف المسيرة السلمية وذلك على حد تعبيره .
في خضم هدا وداك يبقى لبنان يكابد لوحده جراحاته الغائرة و سيف الغدر العربي و يستمر حزب الله في مواجهة الاعصار لوحده كما واجه الحسين أعدائه في كربلاء و بين قائل حزب الله انتصر و مجيب آه و بين قائل حزب الله انهزم و مجيب اه ونص وربما بفعل فاعل يبقى السؤال معلقا الى اشعار آخر هل انتصر حزب الله حقا؟؟.
08-أيار-2021
05-كانون الثاني-2007 | |
20-تشرين الثاني-2006 | |
30-أيلول-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |