إيروتيك / نوافذ
2009-11-04
خاص بألف
كان يثرثر بكلام كثير ولكن لم تكترث له..
وانتظرت بصبر فارغ أن يذهب لتوصد الأبواب و تعود إلى مطبخها فتقتعد الكرسي الوطيء مقرفصة وتحدق إليه من خلال نافذتها و تواصل حديثه
ماذا تريدون منى ؟ أصبحتم فجأة رجالا على حين غرة أين كنتم يوم كان بيتي خاليا من الرجال ؟
و عاودت النظر إلى السطح و كان لا يزال هناك منذ صلاة الفجر إلى لظهر فالعصر فالمغرب و العشاء فالفجر الجديد يشهر بعيد كل صلاة ذكره منتصبا في وجهها و يدعوها إليه فتزورّ بنظراتها حياء و تختفي ثم تعود إلى الظهور وهي تحاول أن تسترجع ذكرى آخر مذاق.
لقد تعففت طوال هذه السنوات و قد مات عنها زوجها ولم يطلبها للزواج ألا كل أشيب عجوز رغّبه جمالها فاقترب و رهبته كومة الأطفال في رقبتها فنفر
كان البشير نفسه يبيح لها النظر فلماذا يأخذها اليوم بتهمة النظر
عاودت التطلع إلى وجهها في بلور النافذة وفجأة شعرت بالحنقعلى خضرة عينها , ألم يكن من الأجدر أن ينطفئ هذا اللون أيضا كما انطفأت وجههاأشياؤه الجميلة
_ ما أقل حياءه , مازال يكرر أنني عجوز
أتراه قد نسي ما كان يصنع بي هو وكل الرجال يوم لم أكن عجوزا؟ أم تراه نسي زواجه الثاني وقد جاوز السبعين و أنني قد احتفظت بلقب أرملة و لماّ أجاوز العشرين؟
و عادت لتتأمل ساقيها النحيفتين و ركبتيها الناتئتين وبطنها المنتفخ في أعلاه المتهدل كبطيخة عفنة في أسفله تحجب ما تحته افتسخط من جديد على عينها التي مازالت تخزن صورة أخرى عن هذا الجسد,,, كثيرا ما كانت تلفه في غلالة سماوية هي كل ما استطاعت إن تحتفظ به من ملابس داخلية أعدتها في جهازها و لم تمهل المنية زوجها ليراها عليها, كانت تشعر بجسدها يرتطم بقعر البيت وحيطانه فيترنح ذات اليمين و الشمال و يصيبه الأذى ويتردد في حلقها أنين وعويل وتلوذ بأطفالها الذكور واحدا بعدواحد تغسل أجسادهم الصغيرة تدلكها
تداعبها تدللها ,, تجعل رأسها أسفل بطونهم فيبتسمون ثم يضحكون ثم يقهقهون و يفرون منها وسريعا ما يعودون أصابها مرة هوس و هي تلمّ بابنها البكر و كان أشبه الأولاد بأبيه فإذا هي تثرثر بكلام كثير و بدلا من يضحك الولد أحست آن بعض جسده
يشتدّ
يتصلّب
ينتصب
نظرت إليه في استحياء و عجب إنه لم يبلغ بعد الحلم. أقسمت في ما بينها و بين نفسها ألا تعود إلى هذا الصنيع. و لكنها عادت مرة ثانية و لما تهيأت للثالثة جاءها نعيه ذات قيظ قيل ما طابت نفسه للدرس يومها و قد ترك أمه وحيدة بالبيت بعد أن التحق أطفالها بالمدرسة, فعاد مسرعا إليها غير عابئ بسيارة عابرة كادت تدهسه في الطريق
للسنة السابعة و الثلاثين رأت ضوء سيارة الإسعاف الأزرق يملأ ظلمة مطبخها وهي تحمل جثة فتاها إلى المشرحة فالسيارة لم تصبه و لكنه خرّ ميتا على ناصية الطريق.
و امتلأ ت أذناها بحركة صامته و رجال واجمين.
فقامت تغير المكان.
أنت تعلم أن الجميع لن يتأخّر في تقديم جزء من شاته حتى لا تذهب كلها بل و قد كانت حريصة على أن تبقيها كلها فتستعد قبيل العيد وتشتري خصلات من أمعاء النعاج؟ فهي تعلم ان لحوم كل الحي ستتكدس في بيتها ذات يوم دفعة واحده حمراء طازجة تقطر اشتهاء و مذاقا رائعا ثم تختفي لتردد الذاكرة صورا و فحيحا و خواء.
كانت تجلس صبيحة كل عيد و قد شحذت سكينها و هيأت فرّامتها و انتظرت بمن سيكون البدء هذا الصباح ,تخمن صاحب المرتبة الأولى على ضوء ما تعودت من تناوبهم على نافذتها: قد يكون المبادر الأول" عزوز" الذي لا يخشى شيئا سوى عبث "الأطفال" خبر خبثهم تلاميذ فحذرهم، فهو لا يتراءى إلا إذا اختفوا في المدارس فيلوح بعضو حليق أبدا كلحيته إرهاص أول فثان فثالث فاستمناء ثم اختفاء.قامت تغيرالمكان
تمددت على سريرها الأحادي الجديد في غرفة خلت أبدا من الستائر و نظرت إلى النافذة الخلفية تشرف عليها سطوح أكثرمن جار كلهم كانوامجرمين. بتخفيهم و راء هذه النافذة كل في زمن معلوم...بنسائهم يهرعن نحوها ليلة كل سبت يقدمن بعضا من عشائهن فلا يعلو في نشيج. بحرصهم على خصها بفطرة العيد و حلوى العيد و جميعهم يعلم أنها الوحيدة الممنوعة من العيد . اللعنة عليهم وعلى أعيادهم أجمعين....
وتقلبت على جنبيها الأيسر و قد آذتها بعض النتوءات و أغمضت عينها لتستسلم لذكرى عيد الأضحى في نفسها
أو قد تكون المبادرة قضيب "بشرة" الذي يعمل بنظام الحصة الواحدة فلا يزور إلا و قد عاد الرجال إلى أعمالهم و لم يبق في الحي غيره فيتمدد على مهل مغتنما سأم نظام الحصتين فيخترق فتحة السروال و يقذف مرة و مرة ومرة و مرة حتى يشرف المساء على الانتهاء ؟؟
بل وقد تكون البداية بصاحب الليل ذلك الذي يشعل في بداية السهر سيجارته فإذا غفا الناس أشعل عود الثقاب حذو عميرة ما فتئ يجلده فترى الوهج و السعير و الفحيح
و لا تتأخر زوجاتهم في الحضورمزودات بأكتاف الأضاحي " زينة ,,, زيونه ,,, زيزات ,,, هذا نصيبك من العيد."
تتلقف الكتف تقطعها تفرمها تدعوأبناءها الذكور و احد يشد فرامه اللحم والأخر يلقمها اللحم و ثالث يضغطه حتى يغوص في حلقها تدير هي اليد يخرج اللحم من الطرف الأخر خيوطا دقيقة منقطة بالأبيض و الأحمر تجمعها كدسا صغيرا تملأ كفها فلفلا احمر حّريفا تدعك اللحم تعجنه تراه يفلت من بين أصابعها تعود فتجمعه و تحشوه في كف معدنية و تملأ به أمعاء النعاج فتسترسل من بين يدهاأصابع طويلة غليظة حمراء و بيضاء و بلون السمرة أحيانا ويبتهج أبناؤها و قد آن موعد الطعام فيستعدون للشواء ترتفع رائحة شواء النقانق في بيت زينة مختلفةعن جميع الروائح المرتفعة من بقية البيوت فيهرع الصغار إليها.
لم تكن زينة كريمة في الأصل و لكنها في ذلك اليوم تقدم خبزا و نقانق لكل الأطفال الكبار يلجون بيتها دون كبير استئذان و يسألون أبناءها في ابتسامات ماكرة:
ـ ماذا تأكلون فيرددون
" نأكل الزبّ مشويا "
و يقهقهون
و تردد زينة ترجيعتها الخافتة التي تحتكرها لعيد الأضحى
كما شواني اشويه ... " كما شواني اشويه " فهل من طاعمين" استوت من جديد على جانبها الأيمن و نظرت إلى كيس الدواء على منضدتها لقد حرم الطبيب عليها جميع المأكل الدسمة و قد أصيبت بارتفاع الضغط فلماذا يحرمون عليها متعة النظر الم يكرروا جميعا " كل شيء حباس إلا انظر يا ناس ؟
08-أيار-2021
20-كانون الأول-2010 | |
04-تشرين الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |