خاص ألف
لك أن تتخيلي هذه البداية
التي أشرقت عيناي عليها.
وعليك أن لا تتوهمي
أنني غفوت عنها.
وها أنت ترين كل مايلفني
لتعرفي أنني مازلت في الطريق اليك.
كم من الأحذية نفقت
وكم من الآلام اعترى قدمي.
كم من عِمّة وطربوش . .
وبزاتٍ كثيرةٍ ارتديت.
قواميسَ ومصطلحاتٍ رددتها
مثل أوردة الصالحين والنساك
كي أصلَ إليكِ
وأركعَ على ترابك وفي جوامعِك وكنائسِك
وأعلنّ أنني مؤمنٌ، . .
وأحب الله الذي سخر كل شيء للعالمين.
أيتها السيدة الطاغية، ..
أيتها الجبروت الذي يحب عذاب الآخرين:
ما الذي يجب عليّ فعله للفوز برضاك وحبك؟
أنت لا تشبيهن أحداً، . .
ولا تريدين الاقتداء بأحد.
وأنا أكثرُ المغفلينَ البلهاءَ الذين
يصرون على أن يكونوا حرسَك وجنودَك.
وأنت تصدين وتمانعين وتنسابين رويداً رويداً . .
نحو مغتصبيك وقواديك وسارقي شرفك.
كم سيمهلني الوقت كي أنزف أكثر على أرصفتك،
وكم تبقـّى لي من الأسنان لأعضَّ على النواجذ؟
أخاف أن أكتشف وأنا على حوافي هذه القبور
أنك كذبة بيضاء وجميلة
رددها لنا أباؤنا وأجدادنا ومعلمونا
حينما كانوا يرصفوننا مثل حجارة سجونك.
بلادي.. بلادي.. بلادي!!


محمد زكريا السقال
برلين /7/ 11 / 2009

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف