نحن بحاجة إلى الفن أكثر من حاجتنا إلى المهرجانات
خاص ألف
2009-11-10
تضامنا مع الذين قاطعوا مهرجان دمشق السينمائي
كان علي أن أشارك في السجال الذي كنت قرأته على صفحة السفير الثقافي ولاحقا ألف ، مشكورة ، بين المخرج عمر أميرلاي ومابين السيد مدير المؤسسة العامة للسينما – إضافة إلى وظيفته - وهذه الجملة الاعتراضية ما هي إلا التأكيد إلى أنه يمثل مؤسسة بالحد الأدنى تعنى بالفن السابع كمنتوج ثقافي وإنساني ، تمول مما يدفعه المواطن السوري من دخله على شكل ضرائب على الدخل و البيوع والرفاهية وأخيرا القيمة المضافة هي وجميع المؤسسات سواء كانت اجتماعية وتعليمية أو صحية واقتصادية والذي يشكل مجموعها ما يطلق علية ( الدولة ) وان كانت هذه البديهيات غائبة عن ثقافتنا السياسية طيلة ...... عاما مضت ومازالت غائبة حتى كتابة هذا المقال ،
المهم من كل ذلك – أنني كنت قد شاهدت الفيلم المشار إليه ، وكنت أتمنى لو لم أره! !! ليس لأن الفيلم لا تتوافر فيه مقومات الفيلم الوثائقي الناجح ، بل العكس هو الصحيح انه فيلم عظيم بكل المقاييس ، وأنه نقل بصدق وواقعية ما وصلنا إليه ....... لجهة الخطاب والتضليل ، وغياب الحقيقة ، بل لأنه قال بصوت مرتفع ما غفلنا عنه طويلا بان مجلسنا الكريم – ليس مجلس البرامج السياسية والتنموية ولا أصحاب وجهات النظر المختلفة ولا أصحاب الآراء المختلفة في التنمية . وأستطيع أن أستعير ما قاله الكاتب – ياسين الحاج صالح – إن مهمة الإعلام في......تسمية الأشياء بغير مسمياتها ، ومنعه من تسمية الأشياء بمسمياتها – لذلك جاء الوعيد من قبل السيد المشار إليه أعلاه ضمن هذا السياق . علما أنني شاهدت الفلم على إحدى الفضائيات ... فقط لرفع المسؤولية ؟
وأنا أدرك أن الفن بعمومه سواء أكان أدبا أو مقالة صحفية أو فيلما سينمائيا مهمته الحقيقة أولا ، وما بعدها ثانيا، ليظل فنا وليعيش ثالثا ، أما غير ذلك ليس بفن ، لذلك كانت نبوءة عمر أميرلاي إن النوافذ كلها مفتوحة على الماضي ،
وقد أفلح عمر أميرلاي برده على ما ورد من كلام من السيد مدير المؤسسة العامة للسينما في استحضار أراء الأجيال القادمة ليكون الفيصل الرئيس بين موقفين متناقضين كل واحد منهما يمثل أكثر من وجهة نظر في موضوع ليس خلافيا ، باعتبار أن تكون حرا وتقول كلمتك التي تستحق ويكون فضاء الحرية أوسع من ردهات وصالات المؤسسة العامة للسينما وأكاد أجزم أن السيد مدير المؤسسة العامة للسينما يعرف الفرق بين الحرية ونقيضها – مع حفظ الألقاب – ويدرك أن الفن الذي رماه التاريخ ونسيه حتى من الذين صنعوه أصبح مثيرا للسخرية وما بقي من أعمال وفنون من كان خارج وصاية أي مؤسسات – بما فيه مؤسسته شخصيا . باعتبار تحدث عنها وكأنها ملك شخصي له ، لذلك كان لزاما علينا على الأقل التضامن مع الفن بوصفه نتاجا جمعيا لروح جماعة بشرية بعينها .
عبد الكريم ونوس
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
21-شباط-2010 | |
10-تشرين الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |