الســيّد وزير الثقــافة الموقر
خاص ألف
2010-02-21
إني من المتابعين لما تكتبه من زوايا في الصحف والمجلات العربية التي يتسنى لي الاطلاع عليها ، من الخليج الهادر بمطبوعاته المصقولة الورق جيدا وصولاً لصحفنا ومجلاتنا الصادرة برعاية وزارتكم الكريمة، وأنا أتتبع كل ما تكتبونه على محمل الجدِّ ، باعتبارك أولاً مثقفا ، وثانيا تتبوأ أعلى منصب لوزارة لاغرض لها إلا دعم الثقافة، بكل أشكالها وتجلياتها من مسرح ورواية وفنون بصرية وتشكيلية و .... سواها ، لذلك كان لزاما عليّ أن أنقل بكل أمانة ما أصاب ( صالة مزيج ) للفنون والآداب في سلمية ، ولكم أن تقدّروا حجم الألم الذي ولدّه المُصاب لنا نحن الذين كنا نخال أنفسنا نمخر عباب بحر من السعادة، للمبادرة التي قام بها فنان تشكيلي مع صديقه الشاعر ، في افتتاح هذه الصالة التي تهتم بالفنون ، سواء لوحة تشكيلية أو رواية أو قصيدة .. وكالأم الحنون كانت تهدهد أرواحنا المتعبة في اليوم الأخير من كلّ أسبوع لنستمع لقصيدة شاعر أو لنحتفي بكتاب أديب ، وأستطيع في عجالة أن أسرد عليك بعض نشاطات الصالة الموؤودة التي جرت في الشهرين المنصرمين : لقاء مع المخرج والممثل المسرحي / الأكاديمي فايز قزق والمخرج فيصل الراشد ، بمحاضرة عنوانها إشكاليات المسرح العربي : وحفل توقيع كتاب ( شعراء سلمية ) للباحث محمد عزوز.. و حفل توقيع لرواية ( سلطانات الرمل ) للروائية لينا هويان الحسن .. وهناك جلسة الموقد التي يقوم بها أحد الشعراء بقراءة بعض من قصائده لحضور متعطش للكلمة الجميلة تأتيه من خيال مبدع خلاق .. وكل هاتيك الأنشطة كانت برعاية جمعية أصدقاء سلمية التي تعمل وفق الأنظمة والقوانين النافذة ، علما بأن هذه المبادرة لم تبتغ الربح ولاتحقيق مكاسب مادية ، بل إتاحة شرفة تطل على شارع الثقافة ومنظوره متاح لمن يدعي الإيمان بالثقافة باعتبارها قيمة عليا تميزنا نحن الكائنات البشرية ، عن أخوتنا بقية مخلوقات الله ..
ومنذ أسبوعين من تاريخه فوجئنا بطلب السيد رئيس مجلس المدينة ، بإغلاق صالة مزيج خلال يومين ، ووقف كافة نشاطاتها ، ولا يعوزه السبب : ( عدم وجود ترخيص !!) وكم كان جميلا منه أن يطلب الترخيص لهذا الإبداع الجميل ، فدعم المبادرة الفردية لنشر الثقافة تأتي في صلب اهتمام أي مجلس مدينة ، أو ليست الثقافة روح المدينة ؟ أضف أن سلمية تعاني في السنوات الأخيرة ، من ظاهرة انتشار المقاهي ، الموزعة في أقبية الأبنية والتي يكثر ويتكاثر روادها لتوزع عليهم ( الأراكيل ) وورق اللعب وطاولات الزهر، الطامة الكبرى إذا ما كان هناك مباريات كرة قدم من الدوري الأوربي على القنوات الرياضية المشفرة ، أي أنك وسط جالية كبيرة من برشلونة أو ميونخ أو روما ، جالية مقيمة بين ظهرانينا ، لشدة الضجيج والضوضاء التي ترافق وتعقب حتى وقت متأخر من الليل ، كلّ لقاء ، علما بأن معظم هذه المقاهي غير مرخص لهم !!!
وأخيرا سيدي الوزير ليس سرا أن مآقينا ملت الدموع حتى لتخال سلمية تبكي ، كفكف الدموع بقراءة هذا المعروض ، واتخاذ ما ترونه مناسبا ، وكلي أمل بأن يكون قراركم خلاصي من المقولة : ( كلما سمعت صهيل الخيول في البراري فجرا .... بكيت )
××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
21-شباط-2010 | |
10-تشرين الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |