( رفعت الأقلام وجفت الصحف )

﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ ﴾
( آل عمران ) ٧
لفرط حساسية الموقف وما يصدر عنه من جدل ٍ كان ومازال مستمراً بين المتشددين السلفيين وغيرهم من إخواننا الشيعة كلٌ على مذهبه وعقائده ِو ( نشأته ) وذلك طبعاً باعتقاد كلا الطرفين أنه يصب ُ في محيط ٍ واحد وهو الإسلام . رغم الخلافات االتاريخية الدينية التي دوِّنتْ في أمهات الكتب في صحيح البخاري ومسلم وكتب الشيعة الأصولية . و الخلافات الجارية حاليا حيث نقرأ ونرى الحوارات التي تتم بين المسلمين في كيفية إتباع أصول الدين ... فمن الأحاديث غير الموثقة والأحاديث المنسوبة ؛ هنالك جماعات تتحقق من كتب السنة
ـ البخاري ومسلم ـ وتحاول بالقدر الممكن الطعن في صحتها وعلى الجانب الآخر أيضا ً حالات تتشابه تدحض ما جاءت به ِ كتب الشيعة من تفاسير وأحكام وقصص !!.
إن الدخول في هكذا موضوع يحتاج إلى بحث مكثف ضمن أدلة بحتة لا جدال فيها وهي من مشكاة القرآن الذي تطرق لها كبار العلماء ومحصوها واجتهد فيها من اجتهد بياناً محضا ً للأمة الاسلامية .
من غير المعقول وبعد كل هذي السنوات التي مرت على الإسلام التي اختلف فيها علماء الفقه ِ واللغة في تأويل ما هو غير واضح في الطرح الديني ( القرآني ) وسنة النبي .
بادئ ذي بدء نأتي إلى التناقضات المعاصرة الحالية في فتاوى أشخاص من الأزهر وغيرهم في بلاد أخرى ,من لهم هدف سياسي لا ديني ؟! موجّه بيد حزب ما أو جماعة لها المصلحة في إشغال الشعوب في نزاعات دينية ( طائفية ) مخبوءة كي تبتعد عن مصالحها الاقتصادية ( المنفعة ) السياسية ؟؟! أغالبا ما تتعلق هذه الفتاوى بأمور خرافية لا تمت للعقل ِ بصلة، ولا يرضاها جاهلٌ وهي تنافي ما جاء به ِ الإسلام في حقوق المرأة التي فرضها الله..
يأتي المدعو عبد الهادي الباني ممتطيا ً خيلَ حداثته ِ " الإسلمجية " ليطرح ما يطرح ويأول ما لايأول تحت راية إمارة إسلامية ( غير عربية ) في سوريا ـ ولا فرقَ إلا بالتقوى ـ على هذا المنوال سوف تتجرأ أي جماعة أخرى عربية وغير عربية في أي بلد عربي وغربي في طرح معتقداتها وآرائها الشاذة عن الإسلام .
عبد الهادي الباني الذي خرج من بين يديه ِ مُريدون يحملون ذات التزمت في الأفكار والأطروحات وهو يفتخر أنه من سوف ينجد الأمة الأسلامية من براثن الانحلال والسقوط حيث ادعى الأخير أنه رأى في المنام يقود ُ فرسا ً ويسلمها للسيد المسيح وقد أوّل حُلمه على أن هذي الفرس هي الأمة الإسلامية !! .

وله من المُضحكات والتفاسير و الأحكام ما زاد :
من منهجه في الدعوة ... الطعن في جميع علماء المسلمين ! وهنا ليس كل عالم نسميه عالماًً .. وضرب بعرض الحائط كل كتب التفسير على أن من وضعها المجوس واليهود !
وبرأيه أن كتب الحديث بعضها غير صحيحة لما تحمل من إساءة للأنبياء والرسل ! .. وكأنه بما يفتي به ويأول لا يسيء للإسلام وللأنبياء وصحبة رسول الله ؟!.
العقيدة الحالية الثابتة في الكتب غير سوية وزائغة هذا مما تجلى عنده أيضا ً !! فهو يبني ما صح عنده على أساس التوسم الذاتي في تصحيح الأخبار والقصص الدينية ! وأن النصوص والآيات المحكمات في القرآن يجب تأويلها والاجتهاد فيها كل مسلم حسب فهمه لها ومدى اتساع مداه الديني وثقافته ؟! . ففي هذه مراوغة لحرق كل ما أتى به السلف من علماء في شأن الدين إن كانت صحيحة أو ضعيفة في كتب أخرى!.
وفي تفسيره لبعض الآيات القرآنية ومنها ما يخص ـ شجرة الزقوم التي جاءت في سورة الدخان :
﴿ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ * إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ ﴾
وهنا يأتي الباني ليقول أن شجرة الزقوم طبعا ً بما ينفي النص القرآني اللا جدل فيه هي الدنيا التي يُفتن بها المرء ويذوق منها الكرب والعذاب ! وإن أتينا لما قاله مسايرةً لادعائه فما رأيه ورأي العقلاء من العلماء وعامة المسلمين في هذا الآيات التي نزلت في سورة الدخان الواضحة مثل عين الشمس ولا تأويل فيها من حيث مخاطبة الله تعالى لزبانيته حيث موقف الكافر يوم القيامة بعيدا ً عن الدنيا التي يعيشها الباني وغيره ؟؟!
وفي تفسير آخر لما نسبه للنبي محمد في سورة النجم أن الله أشار في بداية الآية الكريمة عندما قال:
( والنجم إذا هوى ) حيث يؤكد الباني أن النجم هو النبي محمد ولا أدري من أين يأتي بهكذا تفسير وهناك من أجمع على تفسير هذي الآية المكية مثل ابن كثير والقرطبي والطبري وغيرها من كتب التفسير حيث فسرورا الآية تفسيرا ً صحيحاً كما جاءت بالنص القرآني .
ومن تهجماته أن القضاء والقدر في معتقد المسلمين نجاسة وأباطيل ويجب على علماء المسلمين أن يزيلوا مثل هذي العقيدة حيث ذكر أن معتقد اليهود والنصارى في المسائل الدينية أصدق من عقيدة المسلمين في هذه الأيام.
والجدير بالذكر أن الباني لم يتوان َ عن تشويه صورة الإسلام بأفكاره غير الموثقة ومنها :
إنكار مشروعية رجم الزاني المحصن . جحدَ حادثة شق الصدر .
وقد أنكر قتل اليهود لأنبيائهم " قتلهم قتل شريعتهم " ؟!!... ورفض صحة قصة تأبير النخل عندما مرّ الرسول برهط ٍ كان على رؤوس النخل يلقحونها .
إنكار قصة سحر النبي. إنكار إشارة الحباب بن المنذر على النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة بدر بالنزول عند أدنى ماء !! .
عدم تصديق وإنكار إشارة سلمان الفارسي على النبي صلى الله عليه و سلم بحفر الخندق في غزوة الأحزاب .
كم يؤكد أن النبي كان يقرأ و يكتب .
حرمة رؤية الأخت من الرضاع . والسخرية من علم القراءات .
ومن غير ذلك أيضا ً ادعاؤه القاطع بعدم علم الله بالغيب المستقبل وأن النبوة مكتسبة
لا اصطفاء .!!
وأن الصغائر والكبائر سواء حين ارتكابها ... ويا للعجب من تلك الأقاويل ..!!
فمثلا ً الكاذب كالزاني والكاذب كالقاتل والقاتل كالسارق والمُلفق أمثاله أي ( الباني )
مثل البغي والمفتري على كلام الله والرسول أمثاله والافتراء هنا كذب وهي صغائر كمثل ِ الزاني وهلم جرى ؟!.
ومن إبداعاته أن النبي أُسري به روحيا ً لا جسديا ً وهناك نصوص تؤكد قصة المعراج الجسدية والكل يعرف ذلك .!
لن نقول أن بعض ما قاله يمكن أن يناقش، وسبق أن نوقش كقضية الإسراء وموضوع سحر النبي.. ولكنه في مجمل ما يتحدث به يأتي باشياء لا منطقية وتفرق المسلمين.
فأية إمارة سوف تقام في بلد عربي وفي سوريا حصريا ً يقودها مثل هذا الشخص الذي لن تأتي منه سوى أفكار وتفاسير لا معقولة مما يدعي ويؤكد ويذكر .
إن مثل هذي الإمارة التي تحمل هكذا أفكار وتدعو إلى تطبيقها في أي مكان من العالم الإسلامي ووجه الخصوص في سوريا وتدعو كما ذكر الزميل سحبان السواح بمقاله في تاريخ 7 / 11 إلى سحق المرأة في المجتمع السوري وغيره بذريعة الدين وعدم اختلاطها بالرجال وزجّها في البيت لتغدو آلة ً للعمل وللفراش والتسلية . أجزم أنها إمارة مسرطنة وعدواها سريعة ؛ فليس من المعقول أن تقام في بلد يدعو للحرية وللديمقراطية ويبتعد كل البعد عن التخلف .
يرفع القلم عن ثلاثة ... ورابعهم ........؟!!
وبالنسبة لعبد الهادي الباني ما أتيتَ به ظهر .. وما خفي أعظم !

أحمد بغدادي

××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف