خاص ألف
"وحكيمة حلّت ببلقع مجهل خفيت وتبرز للذكي المجتلي
نزلت بجسم أبدعته مشية فإذا دَّنا حتف الفضاء المنزل
خلعت لباس الجسم لتكتسي حلل الوقار من الطراز الأجمل"

عن القصيدة الرابعة من "كتاب الدرر"
ليحيى إبن سليمان إبن شاؤول أبو زكريا الخريزي
حلب


*
قلت سأزوركِ ياڤيينا فهمست:
حاول أن تراني كمن لا يرى شيئاً
لأكبر في نظركَ أكثراً فأكثر!.

*
في زقزقات شتراوس ألحان
جنة عدن وتخيلات
تخص آفاقها براري الكون.

*
فيا أيها الهارع جرياً
خلف متاهات الجديد
إحذر, لعلك تضيع في العتمات.

*
أريتها حذاءً يلائم قدمها
فراحت تتنفس كأنها
تتسلق مرتفعات الدنيا.

*
أليس الإنشغال بالمعاني
نوع من نهر
للنسيان..!؟

*
إذاً سأحصي دقائق سفري
كطفل وحل يحصي عجو المشمش
ثم أرمي ساعتي في حوض آسن.

*
أرحل, أتنقل وأغترب
كأنما شرايين معرفتي
موصولة بمسافات مقطوعة.

*
ثمل أسير نحو الشَّبابيك
والشارع الليلي يجري تحتي
كالجواد الأعمى.

*
بآخر نفَس أصل ڤيينا
وليالي إنسها. لأرتطم بالجمال
إرتطام صرخة بسكون هاجس.

*
يحتسي الظل دم القمر
فبداية النهار هي أيضاً
نهايته.

*
للدب الأزرق راحات زرقاء
تلوّن السماء
والفضاء مدى للشك.

*
إن كانت الآلهة بيضاء
فحتى عتمتها
بيضاء.

*
لكل حقل قلب يخصه
ولكل قلب لذة
يعشقها.

*
ياللذة المجاز المحتشم:
سمكات خضراء في عينيها
أسير خلفها وكأن أقدامي تخطو
في حقل أعشاب.

*
بطن الحسناء شراع لين
يبحركَ في رحلة
تجتاز الأحضان.

*
ياأيها الذي لا يعلم البذرة والثمرة
المذاق والنكهة. لا تسألني شكلها
فهي شكل في حدود الخيال.

*
إذ لحلمات الكرز
طعم المربى
فحتى الملك يتعرى أمام جارية حسناء.

*
هنا في بحور الإنس
تطول الأيام كطول الجليد
على وجوه حيوات الليل.

*
هنا حتى المفاتيح الصدئة
تحدث صريراً
وكأن الأموات معلقون على الأبواب.

*
أبعدت بصيرتي لأقصى حدود النظر
فعادت إليّ (ولو بتردد)
طفولتي.

*
أيها المصور وأنت تصورني
لك أن تبدل شكلاً بشكل
وان تصور عدم وجودي أيضاً.

*
ليس الحلم إلاّ قاطرة
رسمتها يد صفراء بقلم تلوين
في حصص منسية...

*
هاهنا وفي بلادي الأخرى
أخلق من جديد
لأحشي جيوب بيجامتي بالنشيد.
*
هاهنا كلما نهبني أحد
إزدادت ثروتي
وتراجع فقري

*
لأن ثروتي بعطائي لا بأخذي
مكسب لي ألاّ أملك
ولو لحظة إستراحة.

*
أليس الإنشغال بالأشياء التافهة للحياة
يأتيك أحياناً بمناجم مليئة بالذهب..؟!

*
في ڤيينا تهوي عليك الغربة
وكأنك تطأ أرض المنفى
بأول خطوة رضيع...

*
أيها المسافرلا تسأم الروتين
ولا تزفه بالفحم
بل خطه بأعظم الصور.

*
تفيض أفخاذ ڤيينا بأنهرعسلية
فهل هي شرك آخر في خدعة
عشائي الأخير والمقدس؟

*
سأعود منها عارياً وفي خيالي
أكثر من عصفورة حريرية
رنين هواتف, أزرار مضوية
وأثياب مرمية.

*
هي لحظات
وستصبح غرفتنا المعطرة بالمريمية
مفردات في قواميس الذاكرة

*
كم من مسرح حضرته, إستمد طاقته من الشمس
فكان به لكل ظل إحترق على الخشبة
أكثر من مغزى...

*
هكذا أنا: بمقص التجربة أفصل حروفي
لأني وعلى مدى حياتي
منتصباً أمام مرآتي.

*
فإن لم ترن فيّ أجراس الموت
والموتى
لن أسمع صدى لحياتي.

*
ومع ذلك ولائم ڤيينا ليست كلها
"شترودِل" وصدور دجاج مقلية
ولا تهب عليك منها نسوة عسلية!.



ڤيينا ۲٥/١۰/۲۰۰٩ وعلى مدى العمر

××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر

ألف