أزهار
2009-11-27
والآن من فلقَ الوردةَ في النوم؟
أيّتها السمكةُ ما خطبك، وهذه القطّة ما بها؟
أيّ نصر تحرزُ أكتافي وأيّ مرفأ يحبو في حديقتك،
كلّما هدرَ افتتاني مُهدِّداً ناصيةَ الفُحولة..
النجمة في انتظاركِ مثل فضاءٍ يدور..
لقد انفصلَ البهو كشاطئٍ فلتَ من أرخبيله،
كم سبَرتُ كهْفَكِ، مع أنَّ الحصانَ يصهلُ في البريّة.
آهٍ كم صادفتُ الموت
إذ لحَظتُ ذلك قبل حين.
أنت فكرةٌ، وأنا أميرٌ يُلقي اللآلىءَ في العشيّات.
فاعْلَمي هذه الهضاب لا تُثيرُ سُخْطَ المارّة،
ريثما تضمنينَ طقسَ الحُبّ
ولذلك ستتجنَّبُ العصافيرُ نظراتي.
هذا أنا
عاشق طيور يرسمُ قلبه على سجّادة..
هيّا لتصفعْكِ الرياحُ فأنتِ محتاجةٌ إلى الدهشة.
لقد غفرتُ لكِ ذُنوبَكِ
هذه النافذةُ من جواهر وياقوت..
هذا الشُحرُورُ سيداعبُ خَصْرَكِ المُنجذبَ إلى صيفهِ المُرّ..
إنهضي لأميرك المطلق.
عارياً سأسبِرُ بدنَكِ، سأرهزُ كجذع يكتبُ تمارين مرحة..
وحدَه الإيّلُ يدعسُ الأريكة،
ما جدوى أنَّ يعرقَ الطائرُ ولا يُلقي زغبَهُ على الصبيان؟
سيّان لو تتقهقرُ جيوشي..
ويلكِ
لا تقرعي عبثاً طبُول الحرب، لأنَّ العواصفَ ستجرجرُ جذعي
كشجرةٍ تزعقُ كجارية.
تبّاً لكِ فلا تُصفّقي للجُمهور،
فأنا البطلُ الذي طالت يدُهُ في الريح.
أنا الذي نفضَ عن جسمكِ القطط،
لئلاّ تحفظَ وجهَكِ فيتسنّى لها القنص في ضوءِ القمر.
لقد مللنا المعاركَ مع كلِّ الأفواج،
لقد فرّقتنا الدناءة
كأنّما نرث القوّةَ من حلبةِ المصارعة.
كم مرّة ارتأتِ الغزلانُ أن تصدَّ الذئاب
لكنَّ ذلك لا يكفي لاندلاعِ الفتنة..
يا للعنة
القصد يا للفيضاناتِ يا هبة الله
كم أسمعك يا جرس؟
متى أسترجع قَرطاسي قبل أن يلقمني الحوت؟
مُدّي يدَ العونِ علَناً لتصافحَ هواءَ الظهيرةِ مراراً
فالأولاد الذين قطفوا أزهاركِ شعروا بالغَضاضة..
أعلم ذلك لأنَّ ابنةَ الجيرانِ قالت لي ـ
فلنفترضْ جدلاً أنّكِ انشطرتِ (من دون إنعام نظر)
أو دهست أصابعكِ هرّةٌ ماكرة
فليس هناك أمرٌ سوى أنَّ قيثارةً أعطانيها الرجلُ الوسيم.
لعلَّ الشمسَ تنام في كفِّك منذ اللحظةِ الأولى
في الشارعِ المتّكىءِ على الصخرة.
ويلي
كم صعبٍ أن أقبلَ المصاهرة وفي يومٍ مثل هذا اليوم.
كم تحمّلتُ بشِقِّ الأنفسِ المشيَ.
فالريحُ تحرّفُ زوارقي،
والمطر يهطلُ بغزارة.
والآن هزّي جذعك، هذا هو يومُكِ يا ظبية.
كم رششتُ العِطرَ مُجلياً صدأَ الذكرى
حيث ظننتكِ في الحديقة،وأنتِ تهطلينَ مثل مفاتنك.
تقدّمي لنستكملَ معالمَ الصورة
تقدّمي لأُهدهدَكِ كهضبْة
فإنَّ قمرَكِ بغيضٌ (لم يبتسم جَذَلاً).
فكما ترين..
سيدغدغُ المطرُ نهدَكِ،
وستغطسُ ديدانُكِ في بِرَكِ الماءِ شهوراً طوالاً..
ستجري سيولُكِ صوب الأقمار
كفيلقٍ ينهضُ في الحَرّ.
ولأنّكِ سئمتِ من الطبيعة، فانهضي لأرسمَ أيائلك على الهضبْة.
مهما اتّسعَتِ المزارع، فالرملُ يملأُ الآذانَ
سيطفرُ مُهرُكِ في النهر
قبل أن يهرَّ جُرفُكِ فوق بلاطِ المدينة.
ممَّ يشتقُّ اسمك؟
وأيّة امرأةٍ أنت؟
سأُقتفي أثرك لأصنعَ من هذه العَلاقةِ فُتوّةً تعبِثُ تحت إبطِكِ الوجل
كأبْنوسةٍ مُعانقةٍ الهواء.
***
لقد صعدَ صوتُكِ في المعارك، وكأنّما ورِث عنك الحماسة...
فلن يتوغّلَ في الزنقةِ الطائر
ولا كذلك ريف المطر
كلّ الطرق وعرة،
مهما حرقَتْ أناملك اللذّة وأرهفتِ السمعَ إلى صراخي الذي خنقتهُ حبائلُكِ مرّة..
فكرةٌ كهذه كطفلٍ يعبِثُ بورقة
أشك أن أحفظكِ من الإنقراض الذي هو قماط..
كفى صراخاً في العليّة
فاليدُ التي دنتْ منكِ قصدَتْ نهدَكِ الذي زلقَ كسمكة.
كفى كفى يا سنمورة،
كلّ ذلك مرَّ كصيفٍ هرأَ تباعاً.. صيفٍ سحلَ شراعَه.
إلى أين
من لكِ هناك؟
مَن رسمَ السماء؟
فليس لدينا أسطرلاب ولا قريةُ ملائكة،
فالآخرون فاجئونا ريثما لوّحنا بزهرةِ الجرجير.
***
ما كان يهمّني: أن أخرُجَ من هرَيانِ الشرنقة،
كدودةِ القزّ في يوم أو أقلّ
الشجار الجاري بيننا أغاظَ رُبّانَ السفينة.
في ذلك الجوّ الممطر ظننتُ أنَّ رفَّ الحمام سيمُرّ..
رأيت الشمسَ تتمغّط كفرس،
والباشق ينقضُّ على الفرائسَ بغير حق
لعلَّ الطائرَ يقلّد الكنغر
تقدّمي انظري
يا للّعنة
لماذا نادى البلشون سرباً مرّ من فوقه،
جميعُ الغرباء يحيّوهُ عند مروره،
صار ينخفض مسروراً مُردّداً أُغنيةً حزينة،
ولحُسنِ الحظِّ فقد قطَفنا أزهارَ النحْس..
وهذا لا يعنينا لأنّها محنةُ البطلِ وحدَه.
ما خطبك؟
أ لا تلحظين الحارسَ عند الباب؟
لا تلومي الوردةَ والعوسج،
لا تحدّقي بهذهِ الطريقة
مَن أورثكِ مخالبَ القنص إنَّ يدي لا تحملُ ورداً ذابلاً؟
سيثب عازفُ الكمان الفتى المراهق..
أ لا ترين
صرت نصفكِ المتوهّج، فأين ضحكتُكِ الجمّة؟
والآن قولي من فلقَ الوردة؟
سيغسلُ المطرُ هضبْةَ قلبِك،
عندما ينمو فجأةً ورد الصباحِ الذي ظننته قد ذبل.
مرحباً يا (أختَ القمر)
يعني أن أعزفَ على أوتار القيثارة،
كعاملٍ مياومٍ استيقظت لذائذُهُ على أرضٍ حرجيّة
عاملٍ قصدَ برجَكِ فقط،
هذا هو قصدي لئلاّ تنفرطَ طُيوري،
وتفرَّ الغزلانُ هاربةً
وينتفشَ شعرُ النمرةِ في الباحة.
هولندا
www.karim-nasser.com
08-أيار-2021
28-كانون الأول-2009 | |
27-تشرين الثاني-2009 | |
03-تشرين الأول-2009 | |
19-أيلول-2009 | |
15-تموز-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |