عرسها يفوق الزمن
2009-12-02
خاص ألف
إلى عروسة الأزل التي منحتني من وهجها
*
تغازلني الدنيا وأنا أتأرجح
في عبَّارة تتراقص على أمواج
في البحر الأَسوَد…
*
نوارس مبحوحة تدير حديثا
مبهماً مع الطقس
والغيوم الملوّنة.
*
يا عروس البوسفور ويا دمية السلطان
على مآذنك الأزلية سيبقى قلبي معلقاً
كما نارنجة في بستان.
*
على مشارفك سألهو
في نومي سعيداً, لأفيق
وعلى طرف عيني دمعة...
*
هنا شواطئ لا يغفو فيها الحور
والنجوم عليها
تتكسر.
*
سأقعي على صخرة أمام البحر
لأرى أيامي تتقلقل
كأنها معَّلقة على خيط عنكبوت.
*
إسطنبول أيها التل الأناضولي
المليء بعظمته
أنتِ باب حياتي السرابية!.
*
أري فيك عرساً قسطنطينياً
كأني لم آتيكِ ياقسطنطينية
إلاَّ لأرى عرساً قسطنطينياً.
*
لا يكفيني الوجود والموجود
أرحل فيك من مكان إلى ماكان
كسجين في رذاذ حلمه…
*
ونشيد ترحالي لمسة لخد أحمر
أو إشعاع من غمزة مشمش
على فوهة الحياة.
*
ياللجبنة, ياللخبز الخاص
والفلافل. إنه صباح بمذاق
الأزل…
*
عروسكِ وردة تمسك وروداً
عروسكِ كعكة تشتهيها العيون
رصاصة بيضاء تفتك الأحزان.
*
ستمجدكِ ملائكة النشيد
لأني غصت فيكِ سائحاً
وهب ذاته لهضاب العشق.
*
علقيني حجاباً على صدركِ
زينة لنسيان يُكََّّبِركِ فيَّ
ولذاكرة أكبر فيها…
*
هنا أنا سلطان اللحظة
تعزفين لأجلي نغمات عثمانية
وتعشيني بطعام الباشا…
*
هنا لو رأني إبراهيم الباشا
لقلت له: دمشق بوابة الدنيا
واسطنبول جنتها.
*
هنا يوغلو, جالاتا وسليمانية
أسواق حرير ومساجد فارهة
درر, ذهب, ودروشة الدراويش.
*
هنا راقصات ملاهي يوغلو
مفخرة للرخام والعاج
والأحضان لذة حياة وممات.
*
فسجلوني بسجل الزوار
زائراً غير مدعو, غادر
منفاه والكتب, حالماً بقطرة حب.
*
وسجلوني درويشاً خانعاً
يدور ويتخدر في سبحات
مولانا…
*
هنا أنا
لولا وخزات آلام الماضي
كنت سأبتهج الآن …
*
هنا القدم ثابتة على الأرض
بينما الأنا يجري
إلى الغد.
*
فيكِ يطهوني الزمان
على نارد باردة
يا إسطنبول يا قطة الثلج!
*
خذيني إلى جزر قازيل أدالاار
خذيني إلى بويوقدار
ركبيني على الموج لأنسى الممات.
*
ياليل الشفاه الحمراء
شرقك وغربك شذى عطور
فاتن أنتَ كما شعر الحسناء.
*
الحب في إسطنبول جمال
والجمال حب ساطع
لأن إسطنبول مشعة حقاً.
*
من ساحة تقسيم إلى تونيل
قاطرات وحياة بشر مسرعة
تسري كالهوا…
*
كل مقهى
متحف
وكل مسجد صرح للجمال.
*
في توبكابي
أنا سلطان الفراغ
وأفكاري هضاب لأبراجه.
*
في دولمِه باشي طناجر-
الفن. والموسيقى. وألف غرفة
لفاتنات السلطان سليمان.
*
آه با بلاط إيزنيك وياخزف سينيلي كوساك
وياهندسة الروح وياجنان لحظة عشت فيها
روعة اللون.
*
هنا في المدى الأزرق
المطل من روعة مئات الشبابيك
أحمّدُ السلطان أحمد على ما خلفه للبشر
من محبة للسماء والأرض والرونق.
*
هنا في "الخازور" مرّ فرسان ومرت مركبات
وعلى قائم أبولو
لا زال ينحني الأزل.
*
سأمضي من هنا
بشهوة تتكاثر إلى هنا
فاسطنبول لم أتذوق منها إلاّ القليل.
*
قسماً بكِ يالتي غرست ظمأها فيّ
حينما سقتني الأمبروسية
إينما أكون سأخون وأسهر
قدّما نهلتُ منكِ وأكثر…
إسطنبولتركيا ۱۰/۵ /٢۰۰٧ و ۵ /٩/ ٢۰۰٩
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
13-أيار-2017 | |
18-شباط-2017 | |
06-كانون الثاني-2015 | |
22-كانون الأول-2014 | |
04-كانون الأول-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |