الانتظار على نواصي الغياب
2010-01-17
خاص بألف
آه من وجع الوجع..
آه من أه الانتظار على نواصي الغياب.. يهرب الوقت ولا طيف يلوح.. والدروب يا صاحبتي نهاياتها سد تأخذني إلى الوهم, تسرق صفحات أجنداتي, فأصحو على صدر من صقيع, وقد غادرني دفء كان يسكنني..
هل تدركين يا صاحبتي طعم الحياة في صحراء الجليد, وأنتِ من تعودتِ الرقص في الرمضاء على رمال الربع الخالي, بعد أن تسللتِ خلسة من بين سيوف العشيرة..
أني أراكِِ والمدى بيننا حيَّة رقطاء تتمطى.. اهرب من ذعري على بحة صوتكِ وأغفو..تلقميني بعض جرعات من حليب كان بيننا..تطعميني ما تبقى من خبز الأمنيات..
وأنا يا صاحبتي العاري إلا من هزيمتي, وبعض انتصارات صغيرة.. من يدثرني ويأخذني من زمني أليكِ, والحال حصار, وأنا المشبوح بيم بوابتين, يقف الموت خلف واحدة بينما الأخرى تفضي إلى تيه جديد.. أتجمل بالتظاهر بالكبرياء, والزهد في العشق, ابتلع ماء المقلتين, فالبكاء في عرف قبيلتي ذل وانكسار!!
أخاف أن يضبطوكِ فيَّ.. يدركوا أن لهاثك يعبرني.. ينفر على جلدي طفح عذاب.. يفوع في دمي جحافل نمل اصفر يفترسني.. ولا يبقي مني غير لهاثكِ وبريق عينيك:
انه الوقت يقتل الريح الصاعدة من موتي, فانتظريني مع أول نوة ريح تستعصِ على وقتي وتحملني إليكِ..
***
آه من وجع الوجع.. أه من وجع الغياب..
لا تعذلني يا عصفور قلبي.. سابق النوة على ظهر قزح, فشتائي وسمائي ملبدة بالغيوم السود.. لا مطر يهبط على فيافي وقتي يطلق أزاهير الذكريات, فالجحافل من حولي تشحذ السيوف عند بوابات بوحي.. تترصد لهاثي عند نواصي الطرقات.. تذبحني ترقص على نهر دمي, ترفع وجهي رايات نصر بعد كل نسف أو قصف, وأنا المكلوم بموتي أجمع نثاري طوال الليل, حتى إذا انبلج الصبح أتهيأ للتشظي على جناح قذيفة لتحملني عواصمهم سيل بياناتٍ وهتاف..
لا تعذلني يا عصفور قلبي, خذ لها بعض أنيني, وابذر في دروبها بعض سنابل ربما تثمر شيئا من فرح في هذا الشتاء..
يا إلهي!!
هل ينضج صقيع الكوانين حنطتي؟
هل يشعل صقيع الشتاء تنوري؟
ينضج خبزي
هل يحمل وجهي رغيف خبز على ما مائدتها مع إفطار الصباح, وهل امتطي بخار قهوتها المغمس بالانتظار!!
آه من وجع البعاد.. أني يمزقني الغياب.. يشعل في روحي الحرائق, كلما حملت الريح صوتكِ يأتي من بعيد:
لا تخبريني عن ما تحمله قوافلكِ
لا تخبريني عن ما يؤرق ليلكِ
ولا تحدثيني عن أطياف هواجسكِ
كل ما أملك من زاد أغنية ارددها في صحوي ونومي:
ليس صدفة أننا عشقنا
وأننا في صدفة الوقت
صرنا الرواية!!
في الرواية يا صاحبتي, أنني الليلة تجملت وتهيأت للسفر وحملت عينيك وطبعت وجهك على وجهي, لكنهم أعلنوا موت الوقت فجأة, أخذوا الحياة إلى سكون وهللوا وكبروا..
لا وقت في غزة, غير وقت الاقتتال.. لا عام رحل, ولا عام نحو الغد يمشي.. أوقفوا الأجندات فتخثر الدم في رمل الطريق, صارت الأرض بلون الدم, وأعلنوا:
لاقتتال خارج عن أجندات الزمن, محرم فيه على كل من يدب على وجه الأرض الاحتفال.. فصرخت من هول ذهولي:
- وأنا
- المطلوب في كل زمان ومكان
- وهي؟!
- الثكلى على مدار العام..
رقصوا من حولي وعندما رأوا وجهك مطبوعا على وجهي أخذوا قرارا بذبحي, وأعلنوا:
- صابئ خرج من الموت إلى العشق ليحيا من جديد!!
فهل أدركتِ ما حمل العصفور إليكِ؟ وهل عرفت سر الخدر الذي أصابك عندما رقد بين نهديك؟ انه قلبي تعرف على وسائده الأثيرة..
أنني يا صاحبتي أخرج من موتي لاحيا.. لا يشغلني غير الرحيل إليكِ
أه من وجع الوجع.. آه.. من أه الغياب..
لم يكن صدفة أن زحف الجليد إلينا
فهل اخترنا النهايات كما اخترنا البدايات,وأكلنا المحرم من الثمر..!!
××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
14-نيسان-2018 | |
30-تموز-2015 | |
13-تشرين الأول-2012 | |
16-أيلول-2012 | |
18-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |