هذا المقال .. والرد الذي يليه وصلا عبر الإيميل.. واضح أن كاتب المقال متأزم من مقتل بينظير بوتو فبدأ بهجومه الشرس وغير المنطقي على الإسلام والمسلمين قبل أن يؤكد له أحد أن القاتل مسلم .. أو جهة إسلامية وقد كان مغاليا جدا بأسلوبه حيث اتهم الدين بحد ذاته وليس بعض المتدينين المتطرفين أو ممن يمكنن أن يطلق عليهم مرتدين عن الدين لأنهم يقولنه مالا يقول .. وهناك فرق كبير بين الهجوم على هؤلاء وبين الهجوم على الدين بحد ذاته ففي هذا إيذاء لشريحة كبيرة من المؤمنين الذين نحترمهم .. ونحترم آراءهم.
الرد جاء أيضا متطرفا وصادرا عن إسلامي يشتم العلمانية ويعتبر كل موقف معارض لموقفه انسان ملحد ودون سبب .. ننشر المقالة
ألف
هذا الدين أصبح مسئولاً عن تفشي القتل والجريمة والتخلف وانقطاع الصلة بين

العرب والأمم الأخرى. المجرمون المسؤولون عن اغتيال والرد ونترك الباب مفتوحا لمن يريد الرد.
بينظير بوتو يعتقدون أنهم " يجاهدون " الكفار، والإرهابيون الذين قاموا بقطع أعناق الأطفال والنساء والشيوخ في الجزائر، فعلوا ذلك للسبب نفسه ( قتل الكفار )، أما في دارفور فمليشيا الجانجاويد تقوم بالجرائم نفسها مع اغتصاب الفتيات
باعتبارهن ملك يمين ( سبايا حرب )، وكل ذلك باسم الدين وثمة نصوص واضحة وصريحة تؤكد أن الدين عند الله الإسلام وأن أي دين آخر هو غير مقبول ! لماذا تم اغتيال بوتو ؟ لأن الرجال قوامون على النساء ولا يجوز لإمرأة أن تقود الوطن ؟ قائدة وطنية ديمقراطية علمانية تتمنى خروج بلادها من وهدة الفقر والتخلف الشديد، وعندما يذكر التخلف الشديد، يجب أن تذكر الجماعات الإسلامية التي عاثت في الأرض قتلاً وتدميراً ولم يعد ممكناً ممالقتها أو نفاقها، بل لم يعد ممكناً الذهاب بالأطروحات التوفيقية التي تفصل الإسلام عن إجرام هذه الجماعات، فالأرجح أن ما يسمى بالمسلمين المعتدلين وغير المتشددين لا يعرفون عن حقيقة إسلامهم شيئاً. إن حقيقة الإسلام هي ما مثلته الجماعات الإسلامية في الجزائر وفي السودان وفي الصومال وفي غزة وفي صعيد مصر ومؤخراً في العراق حتى باتت العقيدة الإسلامية نفسها وما تحتويه من نصوص خطراً على مجتمعاتها قبل أن تكون خطراً على الغرب والشرق.
إن السكوت على هذه العقيدة أصبح غير ممكناً، وإن الوقوف بحزم ضد خرافاتها وخزعبلاتها بات ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، فنحن نبحث عن الحياة، وهم يبحثون عن الموت ولابد لإرادة الحياة أن تنتصر عاجلاً أو آجلاً على ثقافة الموت والانتحار. منذ نشأت دعوة نبي الإسلام في شبه الجزيرة الصحراوية، لم يعرف المسلمون استقراراً وازدهاراً إلا فيما ندر. جميع الخلفاء قتلوا طعناً أو سماً. بالتآمر حيناً وبالخيانة حيناً آخر، وحتى يومنا هذا يجلس الحاكم المسلم على كرسي الحكم ويتملكه ويرث الأرض بما عليها من عباد ويفتري ويتجبر ويصادر الحريات ويسرق الوطن برمته، ولا يمكن للمسلمين أن يفعلوا شيئاً سوى الدعاء والابتهال بأن يغير الله الأحوال من حال إلى حال، فيما تزداد الأحوال سوءاً ويزداد الفقر انتشاراً وتتفشى الأمية والمرض، ويضيق الوطن بساكنيه والدعاء مستمر لا ينقطع خمسون مرة كل يوم.
إسرائيل هيمنت على بحيرة طبريا وحولت نهر الأردن واحتلت الجنوب اللبناني لأجل مياه الليطاني وقامت بإنشاء مساحات خاصة لتجميع مياه الأمطار، كل ذلك لأجل تطوير الزراعة المتقدمة، أما نحن فما زلنا نحصل على المياه عن طريق صلاة الاستسقاء التي لا تنفع ولا تضر !! في أمريكا توجد زراعة متقدمة بدون صلاة الاستسقاء، وكذلك في اليابان وفي معظم الدول الأوروبية، إلا زراعتنا المتخلفة التي تنتظر الإله حتى يأمر الرياح بتحريك الغيوم لتهطل الأمطار. معتقدات بدائية وعقيدة بالية عفا عليها الزمن. عندما كنا أطفالاً في المرحلة الابتدائية حدثنا أستاذ الدين عن طوفان نوح وكيف قام نوح بصنع السفينة في بضع مئات من السنوات، وكيف قام بجمع زوجين اثنين من جميع الحيوانات: دجاجة وديك، عنزة وتيس، ذكر بط مع بطة، ... إلخ من الحيوانات والطيور الأليفة، سألته يا استاذ وكيف وضع الأسود والنمور والعقارب مع هذه الحيوانات ؟ على الفور جحظت عيناه وقال لي صارخاً: أتكفر يا ولد ؟؟؟ استغفر ربك وصلي ركعتين عندما تذهب إلى المنزل وإلا فإن الله سوف يوقع بك أشد العقاب يوم القيامة. هل يغضب الله لأجل سؤال بريء من طفل في الثالث الابتدائي ؟؟! بالطبع عندما كبرت وقرأت الأدب اليوناني وعرفت ملحمة جلجامش فهمت الرواية الأصلية للطوفان. بيد أنني أتساءل في هذه اللحظة: من هو الله ؟ هل غضب الله بالفعل من سؤالي ام أن الأستاذ هو الذي غضب بدلاً منه ؟ هل قام الله بتهديدي بيوم القيامة أم أن الأستاذ هو الذي هددني ؟ الأستاذ هو الله ونحن البشر من يصنع هذه الألهة !
وعود على بدء، فلقد أثارت جريمة اغتيال بينظير بوتو حفيظة كل إنسان يقدر الحياة والقيم العليا والمثل الإنسانية، ولأن الإنسانيين لا يؤمنون بالعنف المضاد، فإن الحل الوحيد الممكن هو تفكيك الفكر الإسلامي الظلامي المتخلف وتوعية الشباب والناشئة لمفهوم المجتمع الحديث والدولة العلمية الحديثة ومفاهيم حق التفكير وحق الاعتقاد التي لا معنى للإنسان بدونها. يقول الشاعر مطر:
أي قيمة ؟ للقوانين العظيمة ..... ( يقصد الإسلام )
وهي قفازٌ حريريٌ لذي الكف الأثيمة
هزمتنا في المصانع
هزمتنا في المزارع
هزمتنا في الجوامع
ولدى زحف العدو انهزمت قبل الهزيمة
[email protected]

رد على فليسقط الإسلام ـ عمر دحلان
تحية طيبة يا أخ زهير
لدي بعض الأسئلة ردا على مقالتك
1. كيف عرفت أن إحدى الجماعات "الإسلامية" هي التي قامت بقتل بناظير بوتو؟
2. أجهزة الأمن الباكستانية لم تتعرف بعد على القاتل, فمن أين عرفت أنت هوية القاتل؟ ويا حبذا لو أخبرتنا عن إسمه وعنوانه؟
3. بناظير بوتو كانت إمرأة مسلمة وترتدي الحجاب, فما علاقة الإسلام باغتيالها؟
4. لو كانت حقا بناظير بوتو فد تم قتلها لأن المرأة لا يجب أن ترأس دولة, فأخبرنا يا عزيزي لماذا لم يغتالها أحد عندما تولت رئاسة الوزارة في باكستان مرتين في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينيات.?
5. قوامة الرجال على النساء مشروطة بصرف وانفاق الرجل على المرأة, فإذا لم يقم الرجل بالإنفاق على المرأة وصرفت هي على نفسها تنتفي هذه القوامة. بل إن من حق المرأة أن تكون هي القوامة على الرجل طبقا لشروط عقد الزواج. فعقد الزواج بين الرجل والمرأة هو مجال لتفاوض الطرفين وحصول كل طرف على حقوقه المتساوية. وإقرآ أول آيات سورة المائدة لتعرف هذا.
6. يا سيد زهير عطا سالم, قاتل بناظير بوتو وفي هذا الوقت بالتحديد قبل انتخابات ينابر معروف, وابحث عن المستفيد الحقيقي! أنا وأنت نعرفه, والجميع أيضا يعرفه. لكن كرهك للإسلام والمسلمين يشوه الحقيقة عندك ويمنعك من الوصول للإستنتاج السليم
7. يا عزيزي زهير, يا من تدافع عن إسرائيل الدولة اليهودية الدينية العنصرية الحقيرة. هذه الدولة هي سبب تناقص منسوب المياه في بحيرة طبرية ونهر الأردن والبحر الميت. إنظر على أي خريطة قديمة وقارن بين حجم البحر الميت عليها وبين حجم البحر الميت على أي خريطة حديثة.ستجد أن حجم البحر قد تضاءل تقريبا إلى النصف والسبب في هذا معشوقتك إسرائيل.
8. يا سيد زهير, أنا كمسلم أعلم ديني جيدا. أعرف كل الشبهات حول ديني وأعرف كيف أرد عليها. المشكلة أنك أنت من وقع فريسة لصفحات الإلحاد والتهجم على الإسلام على الحوار المتمدن. أنا أؤمن أن بتطبيق القرآن الكريم بالشكل الصحيح نستطيع اللحاق بركب الحضارة. أنت لا تؤمن بهذا. حسنا, فالخلاف لا يفسد للود قضية.
9. تتحدث عن حماس والجزائر وصعيد مصر وتتجاهل أن كل ما فعلوه لقي استنكارا وشجبا من العواصم العربية قبل العواصم الدولية.
10. في نفس الوقت تتجاهل أن أوروبا مهد العلمانية قد خاضت أكبر حربين مدمرتين في تاريخ البشرية! قد تقول لي أن هذه الحروب لا تؤخذ على العلمانية, وبالتالي سأرد عليك بقولي أن ما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي لم يصل أبدا لمستوى تلك الحروب, وبالتالي لا يجب أن يؤخذ على الإسلام
.
11. وحتى لا يدخل مسيحي متطرف ليصطاد في المياه العكرة كعادتهم, أقول بأن هتلر الكاثوليكي قد قام بذبح ما يربو على 6 ملايين يهودي إنتقاما لصلبهم يسوع, والدليل على ذلك سكوت الفاتيكان على تلك الجرائم بما يعني موافقة ضمنية على ما حدث.
12. سأذكره أيضا بجرائم جيش التحرير الإيرلندي الإرهابي والحروب التي قامت بين بروتستانت وكاثوليك إيرلندا وبريطانيا والتي فاقت ما نسمع عنه بين سنة وشيعة العراق.
قد يقول مسيحي بأن هذه الإفعال منافية للمسيحية, وبنفس المنطق سأرد بأن نفس هذه الأفعال منافية للإسلام.
13. بالتأكيد هناك حروب قامت بإسم الدين اليهودي والمسيحي والإسلامي والهندوسي. ولكن الحروب التي قامت بإسم العلمانية والإلحاد أكبر بكثير. وما جرائم الصين الشعبية والإتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية في عصري ماو تسي تونغ وستالين بخافية على أحد.
14. القرآن الكريم يخلو من أي دعوة للقتل والإرهاب. فكل آيات وتشريعات القتال في القرآن الكريم هي في حالة الدفاع عن النفس فقط. فمن قتل نفسا بغير حق قكأنما قتل الناس جميعا, ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطئ. بل ومستعد في الدخول في نقاش حول هذه الموضوع مع أي إنسان على وجه البسيطة.
15. لا أعلم من هو ذاك الشاعر مطر, ولكن من قرآتي لأبيات شعره لم ألحظ أي إشارة للإسلام!!
16. وأخيرا يا أخ زهير, إذا كنت ستنادي "يسقط الإسلام" بسبب حادث أليم راح ضحيته مسلمون, ولا يعلم أحد حتى الآن من هو مدبر هذه الجريمة رغم أن الشكوك تحوم حول رجل حليف لأمريكا أول حرف من إسمه برويز وآخر حرف مشرف, فإسمح لي أن أصرخ "تسقط العلمانية" نكالا بكل الجرائم التي ارتكبت بإسم العلمانية طول التاريخ.
رحم الله الشهيدة بناظير بوتو وكل من استشهد معها في ذلك الحادث الأليم.
بالمناسبة, لم أستلم منك جوابا على ردي بأن الشمس تدور حول مركز الكون, ردا على إحدى مقالاتك
والسلام عليكم."
وفي النهاية, أدعو حضرتكم لزيارة موقع أهل القرآن www.ahl-alquran.com
حيث الإسلام الحقيقي المستنير بعيدا عن دجل السلفيين وتزييف الملحدين.
والسلام عليكم.
عمر دحلان