لــقائي مع شافيز
خاص ألف
2010-03-14
كان ذلك في العام 2004 .
آنَــها انعقدَ في العاصمةِ الفنزويلية كاراكاس ، أولُ مهرجانٍ عالميّ للشِعر.
كنتُ ، كما أنا الآن ، في لندن . لستُ أدري كيف وصلتْني الدعوة . على أيّ حالٍ ذهبتُ إلى سفارة " جمهورية فنزويلا البوليفارية الثورية " ، وهذا هو الاسم الرسميّ لفنزويلا ، وحصلتُ على تأشيرة الدخول بدون عناءٍ أو تأخير.
في مطار هيثرو اللندنيّ التقيتُ بمحمد بنّيس قادماً من المغرب ، وبعبّاس بيضون قادماً من بيروت . الإثنان مدعوّان.
لم أكن زرتُ فنزويلا من قبلُ ، لكنّ صديقاً سوريّاً ، هو ، عـبدو زوغير ، من ضيعة إسقبولي ، بـأرباضِ طرطوس ، كان يحدِّثني عن تلك البلاد بإعجابٍ ، وأظنه الآن مقيماً هناك بعد حصوله على الجنسية الفنزويلية.
بعد طيرانِ ليلٍ طويلٍ ، هبطنا في مطار كاراكاس ، وكان شخصٌ من السفارة المغربية في استقبال محـــمد بنّيس ( رئيس بيت الشِعر آنذاك ) الشاعـر دوماً .
*
لم نستطع أن نحضر حفل الإفتتاح ، بسببٍ من ظروف الرحلة.
لكننا انغمرْنا ، مباشــرةً ، في أجواء المهرجان.
لا أريد ، وأنا في سياقٍ آخر ، أن أتحدّث عن مهرجان الشعر وتفاصيله ، وقد أفعلُ هذا في مناسبةٍ ما .
*
المرة الأولى التي رأيتُ فيها الرئيس الفنزويليّ عن كثَبٍ كانت في لقاءٍ عامٍّ له مع الكتّابِ الفنزويليين والشعراء المدعوّين .
" اتحاد الأدباء الفنزويليّ ) قاطَعَ المهرجان.
كان شافيز يتبادل الرأي مع مثقفي بلده ، في جوٍّ من الصراحةِ والودّ ، والدعابة أحياناً.
زين العابدين فؤاد ( من مصر ) ، كان المتكلم الوحيد بيننا ، نحن العرب ، وقد اقترحَ على شافيز ( بلسانٍ غيرِ مُبِـينٍ ) ، مشروعَ " قافلة الشِعر " ، كي نجوب أميركا اللاتينية .
كان عرفَ تجربةً كهذه في السنغال.
لكنّ الأمر مستحيلٌ تماماً في أميركا اللاتينية . إن البرازيل وحدَها تحتاج إلى أعوامٍ كي تتمَّ قافلةُ الشِعرِ طوافَها هناك!
على أي حالٍ ، أعجبَ الإقتراحُ شافيز ... ظاهراً .
أمّا التنفيذُ !
*
قبيل اختتام أنشطةِ المهرجان ، تلقّيتُ دعوةً للعشاء في القصر الجمهوريّ .
لم أكن المدعوَّ الوحيد ، طبعاً ...
أُخِذْنا إلى القصر الجمهوريّ ، في سيّاراتٍ ليست عصبيةَ السائقين . كاراكاس ، مثل بيروت ، والجزائر العاصمة ، ليست مدينةً مسطّحةً. أعتقدُ أن القصر الجمهوريّ كان على هضْبةٍ هـيِّــنةٍ .
ليس في بناء القصر الجمهوريّ ما يجعل المرء يتقازَمُ . القصرُ عاديّ . المعمارُ أقربُ إلى الموريسكو هسبانيول ،
ذلك الذي فضّله ، وبشَّـرَ به ، رسميّاً ، ونَـفّـذهُ ، فاتحو القارة الجديدة من الإسبان .
أُخِذْنا إلى فِناءٍ ذي سقيفةٍ ، مطِلٍّ على حديقةٍ داخليّةٍ .
ثمّتَ عشرُ موائدَ أو نحوُها .
كان العشاء بسيطاً ، أقربَ إلى الـمَطْـعَـمـةِ الفرنسيةِ.
بعد أن طَعِمْنا ، ومع القهوةِ ، شــرعَ الرئيسُ شافيز يجالسُ المدعوِّينَ ، مائدةً بعد أخرى.
انتهى إلى مائدتِنا .
كانت معنا سيدةٌ شاعرةٌ ، من أصلٍ لبنانيّ ، تعملُ معلِّـمةً في إحدى الولاياتِ بفنزويلا ، وقد تكفّلتْ بالترجمة من العربية إلى الإسبانية.
الرجلُ محتفٍ ، بسيطٌ ، متدفقُ الحيويّةِ .
قدّمتْني السيدةُ اللبنانيةُ .
تهَـلَّـلَ وجهُه . قالَ : أنا مع الشعب العراقيّ في محنتِه . أنا واثقٌ من أن شعبك سيقهرُ الاحتلال . أين تعيش الآن؟
أرجو أن تعتبر فنزويلا بلدَك الثاني . إنْ ضايقَك أحدٌ فما عليك إلاّ إخباري عن طريق سفارتنا …
أنا كنتُ في بغداد .
( شافيز زار بغداد قُبَيلَ أن يمسي العراقُ مستعمرةً أميركيةً في 2003 ، وعليّ القولُ إن العراق في 1960 ، أيّام عبد الكريم قاسم ، أسّسَ مع فنزويلا منظمة الدول المصدِّرة للنفط " أوبك " ).
الشعبُ العراقيّ ، شعبُكَ ، سوف يقهرُ الاحتلالُ ، وسوف يعود العراقُ حرّاً .
لا تنسَ !
فنزويلا هي بلدك الثاني …
*
فنزويلا ، قمّةُ همبولد الرفيعةُ في جبال الأنديز ، حيث آلهةُ الهنود القديمة .
فنزويلا ، حيث يبدأ الأمازون العظيم …
فنزويلا الجمهورية الثورية البوليفاريّة .
لندن 13.03.2010
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
ثلاث قصائد سُحاقـيّـــة أدْرِيان رِيتشْ - Adrienne Rich ترجمة: |
31-تشرين الأول-2013 |
14-آذار-2010 | |
08-آذار-2010 | |
10-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |