أبو النواس بين مجونه ِ وشعره ِ وخمرياته ِ ونوادره ِ المضحكة / ج1ـ إعداد
خاص ألف
2010-03-19
الجزء الأول
" لباب الابنة الوهمية لأبي النواس "
يقول أبو النواس في كتاب اعترافات أبو النواس للكاتب كامل الشناوي :
أردتُ أن أنقل إلى مصرَ جوَ بغداد , والبصرة والكوفة . أردتُ أن أجعل من مصر مسرحا ً للفسق ِ والمجون , والزندقة وخيِّل لي أنه من اليسير على مثلي أن يحظى بما يشاء من لهو ٍ بريء وغير بريء . فأنفقت المال على من حولي من شعراء وأدباء ؛ أنفقته بجنون ٍ وسخاء . طلبتُ الخمرَ فوجدتها , وجدتها مُعتقة ً وطازجة .. وجدتها عصيرَ بلح ٍ ونبيذا ً لذيذا ً .. طلبتُ النساء فوجدتهن .. ثم تجرأت ُ وبحثتُ عن الغلمان .. فذهبتُ مع جماعة ٍ من أهل مصر إلى مكان ٍ ناء ٍ على شاطئ النيل بالقرب ِ من الفسطاط آملا ً أن أجد هناك بُغيتي وإذا ثلة من الشباب الحلو الرقيق البض قد أعدوا لنا بساط َ الشراب على حافة ِ الماء بين مروج النخيل والشجر في ضوء القمر .. في ساعة ِ سحر !
( وقبل أن تلعب بي الخمرة كنت قد لعبتُ بها وهممت ُ بمعانقة ِ أحدِ الشبان وإذا هم جميعا ً يمسكون بتلابيبي ويطرحونني أرضا ً وينهالون على جسمي ضربا ً بالسياط والعصي ويتركونني مُلقى ً في الطريق بين الحياة والموت . فبحثتُ عمن كانوا معي فإذا هم تفرقوا جميعا ً ولما أصبح الصبح ُ أخذت ُ أجمع شتات نفسي وجسمي وسرت ُ على قدميّ حتى وجدتُ مركبا ً عدتُ فيه إلى الخصيب وهناك أقمت ُ في رحاب الخصيب بقية أيام الزيارة ولم أكاشف أحد بما حدث لي ولما تركت مصر أخذت معي حقدي عليها وعلى أهلها وزعمتُ أني أحببت ُ فيها وعاشرت ُ نساءها وأنجبتُ منهن بنات كثيرات وجعلت ُ من بينهن ( لباب )
هذي التي وردت في بعض أشعاري .
يقول في بيت شعر عن ابنته لباب :
ألا إن بنتــي بنتُ من لـم يرَ ابنة ً ولا ابنـا ً سواها قـد تبــرُ وتؤنـــس
مباراة في المجون
أراد أبو النواس أن يجتمع يوما ً مع بعض الشعراء بدعوى اللهو والسكر والمجون في عشية اليوم كان يجلسون فيه وقت الأصيل حيث كان ومن بين اؤلئك الشعراء داود بن رزين الواسطي والحسين بن الضحاك الخليع والفضل الرقاشي وعمرو الورّاق والحسين الخياط وعنان جارية النطّاف وعلي بن الخليل الكوفي وإسماعيل القراطيسي ورزين الكلبي واتفقوا على أن من يجيد توجيه الدعوى شعرا ً يتم الاجتماع في داره ِ ...
حيث أسرع الخليل الكوفي قائلا ً :
ألا قــوموا أخلائـــي جماعــــات ٍ أعينـــوني
إلى صهـــباءَ كالمْسـك ِ وأبكــــــار ٍ من العيــن ِ
وألحــان ٍ بـديـــعات ٍ لـــحذّاق ِ الحواســـــين ِ
فإنْ أحببتمـــوا نيــكاً فهذي اســـتي نيــكونــي
ألا سخّــركُمْ ربّــــي جميعـــاً أنْ تؤاتونـــــي
فرد إسماعيل القراطيسي :
ألا قومــوا جماعات ٍ إلــى بـيـت ِ الـقـراطيسي
فقد هيّــا لنا عمـرو غُلامــاً أمــردا ً طوســي
وقد هيّا التي جـاءتْ لنــا من أرض ِ بلقيـــس ِ
وقـينات ٍ من الحـور ِ كأمثــال ِ الطواويـــــس ِ
( فنيكوهــنَّ يا قـومُ على رغم ٍ مـن ابـليــــس ِ)
أضاف رزين الكاتب الكلبي متنشيا ً :
ألا قومــوا جمـاعات ٍ إلـيَّ لا إلــى غـــيــري
فعندي مجلــسٌ حلـوٌ كثـيرُ الــورد ِ والخيـــر ِ
وعنـدي مَـنْ إذا غنَّى تهــمُ الأرض ُ بالسَّــــير ِ
فنيــكوا بعضكم بعضاً فمــا في ذاك مِـنْ ضَيـــر ِ
وإنْ كنــتم تنـاكـونَ , فهــذا دونـــكم أيـــري
فهمَّ أبو النواس قائلا ً :
ألا قومـوا إلى الكَـْرخ ِ إلـى مــنـزل ِ خمـــار ِ
إلى صهبــاءَ كالمْسك ِ إلى جــونــة ِ عـطّــار ِ
وبسـتـان ٍ بـه ِ نخلٌ لــه ُ زهــرٌ بأشـجــار ِ
فإنْ أحببـــتمُ لـهواً أتــيناكـــمْ بمــزمــار ِ
وإنْ أحببــتم ُ نيكــا ً فـنيـكوا ربّــة َالـــدار ِ
أما داود فأنشدَ :
قومـوا لمنـزل ِ لهو ٍ وظــل ِ بــيــت ٍ كنيـن ِ
وقنــيــة ٍ ذات دل ٍ وذات عـــقــل ٍ رصيـن ِ
تشدو بكـل ِ ظريـف ٍ مـن محـكـم ِ ابن رزيــن ِ
قال أبو النواس هذا رجلٌ مؤدب لم يعجبني أدبه فردّ عليه قائلا ً :
قومــوا إلــيَّ ثقـاتي قومــوا بنـا .. وحياتـي
قومــوا نـلذ ُ جميعـاً بقـول ِ هــاك َ وهــاتي
فإنْ أردتــمُ فــتـاة ً أتيتــكــم بــفــتـاة ِ
وإنْ أردتـــمُ نيـكـاً فنيــكــوا كـلَّ أخـواتي
(( الداهية أبو النواس لم يكن لديه ِ أشقاء )) ؟!!.
أما الحسين بن الضحاك الخليع فقال :
إلى الخليـع ِ فقومــوا إلـى شـراب ِ الخليــــع
إلى شـراب ٍ لذيـــذ ٍ وأكـــل ِ جـدي رضيــع
ونيكــوا أنى ما شئتمْ مثـــــال كـلَّ رقيـــع
وانتهى الأمر ببعض الأبيات من الرقاشي وعمرو الورّاق وحسين الخياط وعنان .
يقول الرقاشي :
لله ِ در عــقــار ِ حلت ببــيــت الرقاشي
يضيف عمرو الورّاق :
عوجوا إلى بـيــت عمرو إلى ســماع ٍ وخـمـر
وقال الحسين الخياط :
قـضـت عـنـان عليـنـا بـأن تـزور حســيـنـا
تنهي عنان المسابقة ( مسابقة اللذة ِ والإغراء ) ببعض الأبيات ِ قائلة ً :
مـهــلا ً أفديك َ مهــلا عـنــان أولــى وأحــرى
بأن يُـنــال لــديــها أشــهى النـعيـم وأحلــى
فإن عـنـديَّ حـرامــاً مـِنَ الـشـراب ِ وحِــــلا
اتفق الجميع أن يمضوا إلى دار رزين الكاتب مما لديه ِ من أسباب اللذات على اختلافها إذ قالوا له ( اليومُ يومك ) فصاروا إليه جميعا ً ؟!
يتبع ...
×××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |