جاكلين سلام في ( المحبرة الأنثى ) الأنا في مقبرة الآخر
2010-04-16
نص الشاعرة السورية جاكلين سلام ( المحبرة أنثى ) يتوخىالحذر من اجتياح اللغة أو سيلانها , فهو نص منفلت على مساحات حرة لا يحدها سياق أونسق , ينطلق كأنه في لحظات طيران منظمة،هادر في ثراءكلماته و كثيف في استرسالاته التي لا تقف عند طاقة أو زخم شعري مفاجئ , ثمة روحأنثوية تخوض معركة البقاء لأجل انتمائها أو لنقل روحاً تقاتل لفرض اشتراطاتهاالوجودية , انه صراع خفي ما لمواجهة الأنا و لكشف الذات المتأججة, روح تطلق العنانلتمردها و انفلاتها الجمالي دون أن يكون ذلك تهشما و تهشيما لكيانها الشعري و بوحهاالمستمر على طول القصيدة ( لستُ رومانسية بما يكفي لبناء قصيدة حبّ أبدي لقد أصبحعندي أصدقاء من العالم، وعشاق موتى أيضاً ) هذه الرومانسية القاتلة التي طغت علىمجمل 50 صفحة ألغت تلك الحدود بين النص الشعري و النص النثري في عملية إفساح المجالللتعبير التلقائي العفوي الماضي في جريانه و اندفاعاته و تشكيل مساراته عبر جزاللغة من شوائبها التي تتراكم عادة من كتابة هكذا شكل من الشعر و تتكاثف على أطرافهلتؤلف برهات سردية سريعة منتعظة بحالات شعورية فيها الألم و الغربة و الحيرة عناوينمضمرة , فيها الأنثى وحيدة في غرفة مليئة بالكلمات و سماء لا تشبه سماء ديارها ( المالكية ) أناس يعيشون على أطراف الحياة أو صميمها دون أن يهتموا و يكترثوابالمستقبل (لا أدري إن كان لقلبك نوافذ تطل على سماء الكلمة والشفاه العاشقة. سماءالكلمة بئر مقلوبة، سماء الحروف ليست هناك . كتابة جاكلين في جديدها ما هي إلا رحلةالبحث عن الذات الأخرى المهاجرة التي تخلت عن كل شيء في سبيل إيجاد جاكلين أخرىلكنها اكتشفت طفولتها الممحوة و نوافذها المفتوحة على الأبدية و العالم للتخلص منتلك الوحدة و العزلة التي رسمتها على مجمل كتبها الشعرية الأخرى (رقص مشتبه به،بيروت 2005 ) (كريستال بيروت 2002 ) (خريف يذرف أوراق التوت) نصوص، نشرت الكترونياًفي «شبكة الذاكرة الثقافية» 2001 ) .
تضيف جاكلينلمجموعتها ( المحبرة أنثى ) تداخلات بين حالة السرد و حالة الخطاب أو بين الوصفالشعري لحالات إنسانية غائرة و بين تشكيل حوارات ضمنية تجري على شكل مفاتيح لإظهارالنص و الولوج إليه و كل ذلك في سبيل بناء قصيدة تعكس أحوال الأنا الشاعرة البسيطةو تقدم حساسية جديدة تنهض على أداء الكلام العادي البسيط الممكن مثال ذلك نص ( محبرة البلاد ) الذي يدعم مقولة الناقد السوري جمال باروت حول نثرية الحياة و قصيدةالوقائع اليومية التي تفشت ظاهرتها إلى نص جاكلين و كشفت فيه المعنى الإنساني للحظةالحوار و اللقاء و التواصل و فتحت حوارا و علاقة مع نثر الحياة و الموقف الجمالي منالعالم ( نص محبرة جيم ) و من هنا فإن شعرية جاكلين لا تقوم على بناء الصورة إلانادرا و قليلاً على المخيلة الجمالية بقدر ما تتأسس على المجازات البنائية التيتقطفها من التفاصيل الخاصة من حياتها ذات خصوصية عالية و هي تحاول قدر إمكانهاالشعري من تخطي خطوط اللغة التي حرمتها من لذة الكشف عن بلاغة ما أو علاقة جماليةتحتفي بصورة شعرية عابرة و لقطات شعرية خاطفة ( أزيح الثوب عن جسد الكلمات أنتَ لاتعرف ما يكفي عن حبي أنا لا أعرف خاتمة هذه الهجرات وهذه الحروب لا أحد يعرف كيفيقضي المهاجرون عطلتهم الأسبوعية وماذا تكتب امرأة مهاجرة برفقة الحقائب والرغبات) إن نصوص جاكلين سلام الأخيرة ارتأت أن تكون ضمن مسميات تعبيرية متنوعة بدءاً منالنثري العادي ذات التوترات العالية الشعرية و انتهاء بالشعري اليومي التفصيليالإخباري الذي يحتضن كما قيل المجموعة في آخر الغلاف ( المحبرة أنثى) هي لرغباتوهواجس امرأة تقيم بلا بوصلة ولا خارطة في المساحة القلقة بين هويتين، جغرافيتينولغتين، محمّلة بأصداء الحروب، العواصف، الأعاصير والأوبئة التي تحيق بالإنسان، وفيالآن ذاته تصيخ السمع لتحولات الجسد، الذاكرة).
المحبرة أنثى - شعر - جاكلين سلام - عن دار النهضة العربية بيروت 2010
08-أيار-2021
16-كانون الثاني-2021 | |
09-كانون الثاني-2021 | |
27-أيار-2020 | |
02-أيار-2020 | |
30-تشرين الثاني-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |