البوظة في جنازة محمود السيد
2010-04-16
خاص ألف
أولاً:
فيما تحمل نعش والدك، تسير به إلى لحده وسط حزنك، وارتباكك برحيله المفاجئ، و المعزون حولك قد ثبتوا نظراتهم عليك وعلى إخوتك، يدفعهم الفضول لمعرفة ما بك، وقراءتك، تشد ابنتك الصغيرة بنطالك، حتى لتكاد توقعك أرضاً أنت و النعش الذي تحمل.
ثم تعاود الشد، ثانيةً وثالثةً.
بإصرارٍ و إلحاحٍ، تنبهك أنها تحتاجك في أمرٍ هام، فتنظر إليها، ولحظة لقاء نظراتكما تقول لك:
ـ بابا ...بدي بوظة.
ثانياً:
تجمع العشرات من ذوي الحاجات في مكتب المدير العام، فطلب السكرتير من كل منهم بيان حاجته لمقابلته:
الأول: " أريد شرح وضعي الصحي، كي ينقلني إلى وظيفة أخرى، معي انقراص بالفقرات، وعملي الحالي يرهقني، وأنا مسؤول عن إطعام تسعة أفواه...."
الثاني: " هناك تقرير بحقي يودعني السجن، ظلماً، ومعي جميع الوثائق التي تبين براءتي، وتكشف المختلسين الحقيقيين، أريد إطلاع المدير عليها....."
الثالث: " أنا لست موظفاً عندكم، أحد عمالكم اغتصب ابنتي ذات الست سنوات، أريد أن يعرف المدير حقيقته...."
الرابع: " ...................."
الخامس: "..................."
انتهى الجميع من سرد أسبابهم، وفجأةً ظهر رجل ذو كرش، تظهر عليه آثار النعمة، فدخل فوراً، قبل الجميع، دون أن يمنعه السكرتير أو يسأله عن أسبابه، فهب المدير العام واقفاً لاستقباله بأبلغ عبارات الترحيب و الإطراء.
جلس ذو الكرش، وقال:
ـ أرجو أن تحدث معارفك في ضرورة تغيير الرسم الموجود على زجاجات الخمر في البلد، فهذه الرسوم تزعجني ...
استغرقت الزيارة ثلاث ساعات، وتطلبت عدة مكالمات بين المدير و معارفه، فيما الأول و الثاني و الثالث ...منتظرون.
ثالثاً:
ثلاثة من العلماء تجمعهم في مركز الأبحاث غرفة واحدة، تقدموا بخمسين طلب للمدير كي يزود غرفتهم بمكيف، وكان الرفض جوابه على الطلبات الخمسين.
كل منهم كلف الدولة في مراحل تعليمه المختلفة (داخل القطر وخارجه) ما يقارب الخمسة عشر مليون ليرة.
أي أن العلماء الثلاثة كلفوا (45) مليون ليرة.
اشترى مركز الأبحاث أربعين حاسباً بمبلغ (1) مليون ليرة (مليون واحد فقط) وقبل أن تقلع الحواسب بالعمل حرص المدير على تركيب مكيف لها، كي لا تعمل في الصيف وسط الحر الشديد، فتخرب، فيحاسبه التفتيش على تعطلها.
رابعاًً:
وسط دوي حرب تموز الأخيرة، التي هزم فيها العدو الصهيوني، ما انفك بعض اللبنانيين يتابعون (منافسات) ستار أكاديمي.
خامساً:
نعود للجنازات، مثلما بدأنا:
خبر وفاة الشاعر محمود السيد، الذي نشرته ألف، لم يعلق (تعزية) عليه إلا أربعة، ربما لأنهم لا يحبون البوظة في الجنازات، ويفضلون القهوة المرة، و باقي الإجراءات.
حسان محمد محمود
[email protected]
×××××
في محاولتنا للبحث عن صورة للكاتب الكبير والشاعر الرحل لم نجد أية مادة في الصحافة العربية عنه مع أنه أهم من كثير ممن تتطبل لهم الصحافة العربية أحقية في حياتهم وموتهم .. هي الحقيقة التي نأسف لذكرها .. مشكلتنا بقدر ما نقترب من السلطة بقدر ما يهتم بنا الإعلام.. والراحل لم يحاول التقرب من السلطة فأهمله الإعلام ولكن التاريخ لا يغفر لأحد هكذا هفوة والحق سيظهر الآن أو بعد حين.
ألف
×××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
05-أيلول-2020 | |
23-أيار-2020 | |
04-نيسان-2020 | |
21-أيلول-2019 | |
هكذا تكلم أبو طشت ـ الجزء 5 كورنيش الشمس لدعم النقد الأجنبي. |
14-أيلول-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |