سهرة مع الحب
خاص ألف
2010-04-21
قد لا يطيل النوم و عمراً و لا يقصر في العمر سهر الليالي و لكن سهري اليوم بالتأكيد قد أضاف لعمري ليلة من الحب ...
شاءت الأقدار أن يبقيني الملل ساهرة أمام التلفاز و بعد البحث المضني تهادى إلى مسمعي صوت أحبه و أعشقه أكثر عندما يشدو بكلمات شاعري المفضل و يقول لي ( إني خيرتك فاختاري) و أنا اخترت... اخترت أن أمضي الليل اسمع كاظماً يشدو و أقرأ بعيوني ديواناً لنزار .... لترقص عيناي و أذناي فرحاً بسهرة مع الحب
و في ذكرى رحيل الياسمين كان لابد من الكتابة عن شاعر الياسمين فأنا يا أصدقائي (تلميذة) من تلاميذ (مدرسة الحب) و قد علمني حبه أن اسعد .... و ألا يكون (عندي شك) بقدرة الحب على صنع المستحيل
في كل مرة حاولت فيها الكتابة عن نزار كانت الكلمات تخونني لأنه لأجل نزار يجب أن تكون كلماتنا (ليست كالكلمات)
عشقته طفلة و سمعته يقول لي ( اكبري عشرين عاماً) و كبرت معه لأصبح (لوليتا) التي قصت ضفائرها .... (يده) حطت على روحي ... و هو( رسم بكلماته )خارطة أحلامي
كل الرجال كانوا يقاسون بميزانه ... من يملك سحر عينيه؟! من ينطق كلماته مثل كلماته؟! من يكتبني (قصيدة متوحشة) و يداعبني كما داعب هو (قطته الشامية) ؟!
حتى الوطن... مع نزار ليس كأي وطن ... الوطن معه ( تجليات صوفية) حبيب أحبه بعقد أو بلا عقد , و حتى (بعد العاصفة ) عاصفة النكبات و النكسات و الويلات و وطن لم يبق له سوى (خبز و حشيش و قمر) كان نزار حاضراً ليقول لكرامتنا , لدمشقنا, لبيروتنا, لبلادنا قومي... قومي من تحت الردم لأن الثورة تولد من رحم الأحزان
كلما قرأت نزار كانت تمطر علي فيروزاً و وروداً و تهدر (السوناتا) على مسمعي و أتهادى راقصة كغجرية (حافية القدمين) ...
نزار علمني أن أكون امرأة مبالية و أنتفض على كل من ينتزعني من مصاف الورود و يضعني في أقبية السجون
على كل شهريار أتى و سيأتي و يراني جارية لا أميرة الأميرات , على كل من يحرض الدنيا على أن تلومني إن أحببت و إن بحقي نطقت ...
معه تعلمت أن أحب ... أن أحب كل تفصيلة تجعلني أنثى و أعشق كل رجل يحترم هذه الأنثى , شربت معه قهوة أمه و بكيت على بلقيسه و توفيقه ... رأيت نظاره أبيه على المقعد و سقيت النارنج و الورد الجوري البلدي في ثنايا بيته .., معه عشقت دمشق بكل ما فيها بحجارتها , بدكاكينها , بناسها, بحكايتاتها , بساحاتها التي لا ينتهي بناؤها, و ياسمينها الذي لا يأبى فراقها ... دمشق الشامخة كقاسيونها رغماً عن أنف من يقاسونها ...!
نزار... يا ليتني كنت أكبر ... يا ليتني التقيتك يا ليتني عانقتك ... يا ليتني استطعت أن أقول أحبك ... يا ليت ...!
شكراً لك نزار وشكراً لأمثالك... شكراً لأنكم ناضلتم لأجلنا نحن أولادكم و أحفادكم اليوم .... شكراً لأنكم أحببتونا قبل أن تعرفونا و بحبكم جعلتمونا نحب أنفسنا نحن أيضاً ...
ترى أين أنتم اليوم ....ترى هل أنجب الليمون أطفالاً و هل حقاً محال أن ينتهي الليمونا؟! ... أتمنى
سهرتي مع الحب دامت إلى أن داعبت الشمس أجفاني المتعبة و قبلت جبيني لأنام... و نمت تاركة الحب يحلم بالحب !
نورة غانم بيطار
20- نيسان-2010
08-أيار-2021
23-كانون الثاني-2011 | |
20-تموز-2010 | |
21-نيسان-2010 | |
13-أيلول-2009 | |
08-أيلول-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |