خاص ألف
كلّما أغمضتُ عينيَّ..
تأتي إليّ غيمتك الحنونة
فتمطرني قصصاً خياليةً و رؤىً لا شواطئ لها
أتوه كسمكة عمياء..
أستلذّ بالعالم المجهول كالأطفال
و عندما يُدركني العطش
ألوذ تحت ظلّ صدرك الحنون
فأرتوي من شفتيك كنحلة صغيرة
...
حبيبتي!..
يا غيمتي الحنونة..
كلّما أردت قراءة نصوصك المحرّمة
أنساب كشلّال..
كسرب طيور تائهة جائعة تبحث عن طعام
تبحث عن عشّ يأويها..
أتوه بين أنفاسي المتلاحقة من أثر اللهفة و الخوف كمراهق..
تؤجّجه لمسة واحدة من خيال إمرأة
تشعله..
تؤرّقه..
تصيّره رماداً يتناثر في الفضاء..
نظرة واحدة لنهد إمرأة
يلتهب جسدي القاحل كالصحراء كلّما إستحضرالشوق..
طيفك بكامل سحره
جسدك الطاغي بكامل عدّته الفتّاكة..
تتكسّر بلّورة القلب
في غرفتي الحقيرة..
تتوهّج الشظايا في كلّ زاوية
فيخضرّ السرير العتيق
و الملاآة تصير أوراق ورد متناثرة
تتوهّج الكلمات
و الأوراق
و النافذة الخشبية
و الشرشف المغبرّ
و ساعات الليل البطيئة
و أجفاني
حتّى النعاس يصير مشتهاة كشفاه الأطفال
تأخُذُني سجادة غيمتكِ السحرية إلى مدينة الحلم
حيث الحب هناك
بكامل طقوسه
تمتزج النشوة بدمائنا
تسكرنا كالخمر
نجترّ اللذة من مسامات جسدينا طولاً و عرضاً
نعتّق السحر بأنفاسنا شهقة شهقة..
لحظة لحظة..
حتّى الصباح
ليرفعَ وشاح النوم و يفتح النوافذ لبسمة الشمس
و دعابات أصابع الفجر
فتعيدني غيمة جناحيك مقرفصاً..
حاضناً رائحة جسدك المقدّس
في يدّيا.. بقايا من كرز نهديك
و حبّات عنب من كروم شفتيك
و رنين ضحكتك
و حرارة لهاثك الشبقيّ و أنفاسك المتقطّعة
و قبّعة نظرتك الساحرة..
تهب و تريد لا شواطئ لها
لا موانئ لها في بحور الوهج لتستريح
تظلّ تدور و تدور حول سفني..
كسمكة قرش تستبيح عمق المحيطات
و هناك نجمة الصباح التي دائماً ما أستفيق على غمزتها..
آخر قبلة لشفتيك بخمرهما المعتّق,..المقدّس
فوق شفاهي
أمتصّ رحيقها
بين الصحو و اللاصحو..
فأستعيد النشاط
...
آه يا أحلى قمري
يا بدر الليل الساكن
ما أحلى حضورك الملاكي
كوحي..
تقرئين القصائد و سُورَ الحنان و الإبتهال
و الإيمان بجبروتك الطاغي
كلّ ليلة..كلّ ليلة..
"حتّى مطلع الفجر"
***
الشاعر الأهوازي
عادل الصياحي
[email protected]

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

ألف