في مديح الحضارة التناسلية
خاص ألف
2010-05-25
قامت دنيا العروبيين ولم تقعد حين قال أدونيس من أربيل: إن الحضارة العربية مهددة بالانقراض! قلنا لهم على رسلكم يا سادة فرأسكم ما زالت ساخنة من سكرة الأمس, اصبروا حتى تتوضح لكم الصورة!
في مدينة (حمص) وفي إطار نشاطات مهرجان دير مار اليان الثقافي, وخلال المؤتمر الصحفي الذي سبق إقامة أمسية شعرية له, سارع الصحفيون الأشاوس لسؤال أدونيس ماذا يقصد من قوله ذاك؟
أكد الرجل أنه لم يعن انقراضهم بالمعنى العددي فالعرب – وليحرسهم ربهم من العين – لا يتعاطون أي نوع من موانع الإخصاب والتخصيب, فقد طالبهم السيد الرسول بالتكاثر – على حد زعمهم – تكاثروا.. فإني مفاخر بكم الأمم! وبهذا المعنى يمارس العرب جهاداً في سبيل نصرة الإسلام عبر زيادة أعدادهم, ولا يهم كثيراً إن ماتوا جوعاً أو مرضاً أو جهلاً أو قتلاً أو ظلماً.. فهؤلاء وقود دنيا الإسلام ونصرته!
بعد تصريح أدونيس الذي لا يمس قدرتهم التناسلية, هدأت رؤوس القوم وبردت, والتفتوا بعدئذٍ إلى اختراع صكوك جديدة ترخص ممارسة الجنس تحت يافطة ( الزواج الشرعي ) أو البغاء المقدس المصان بقوانين ما زال رجال الفتوى في الديار الإسلامية يخترعونها لزيادة عدد البنين والبنات.
في كتابه ( الكتاب الخطاب الحجاب ) أكد أدونيس: "تاريخيا أدت ثقافة التكفير إلى ثقافة الامتناع عن التفكير, أو إلى ما يمكن أن نسميه بثقافة الاجتناب. اجتناب الأساسي في كل شيء: في الدين.. في الفلسفة.. في العلم.. في الشعر.. في السياسة.. في الطبيعة وفي ما وراءها. وقال أيضاً: إن "الموروث التأويلي الديني وبخاصة الاسلامي يعلمنا أن القائل برأيه في الدين مخطىء, وإن أصاب. فلا معرفة في الدين إلا بالنقل... النقل آلة, وليس للآلة حاضر لأنها منذ أن تحضر تصبح ماضيا. إنها حاضر بلا حضور. زمنها تكراري. هكذا تسيطر على الحركة وتلجمها... ذلك أن المعرفة انجار دائم بينما الآلة نظام مغلق".
في ظل فكر كهذا يهيمن على مفاصل العقل العربي, كيف لنا أن نجد مكاناً لنا في المستقبل!؟
كل شيء في بلاد العرب (المسلمين) – وكأن الآخرين كفاية عدد – يمارس باسم الدين وعميده المطلق.. حتى مقاومة الاحتلال تمارس باسمه, وتقدم القرابين البشرية باسمه طلباً للجنان, والحوريات وأنهار الخمر والعسل! قوافل من المقتولين بالجهل والفتاوى والأحلام, تقدم باسم الوطن والشهادة.
كل من يخرج عن إجماع المسلمين كافر, كل من يحمل فكراً مغايراً كافر, كل من يتحدث باسم الإنسانية الكونية كافر وتضاف إليه صفة الخائن,
منذ دهور يخونوننا, يبيعوننا, يقتلوننا, يسوقوننا كالشياه باسم الله والوطن, وخشية وصمنا بالكفر والخيانة, نمشي ونستعذب رنين القيد على أرواحنا وعقولنا وفكرنا ولساننا,
أي إله هذا الذي يأمر بالقتل! أي دين هذا الذي يبيح القتل تحت أي مسمى كان!
ألا ترون أن ما يشغل بال العرب المسلمين هو الجنس أولاً وثانياً وعاشراً ومليوناً! أذكر قولاً لأديب فرنسي يؤكد: إن أكثر المجتمعات المهووسة بالجنس, أكثرها تحريماً له!
أما وقد وصل الأمر بالقائمين على الإبداع والفكر بأن يتمشيخوا ويفتوا فهذا والله آخر الزمان! ما الذي يريده حراس الكتاب من الإفتاء في قضية الجوائز العربية؟ ما الذي يريده حراس الدين من تعقيم التراث الأدبي العربي, ولماذا تساق شهرزاد إلى المحكمة بتهمة خدش الحياء العام؟ وأسأل مستغربة: هل بقي في الحياء العام ما يخدش بعد كل ما يقوم به حراس الأنظمة العربية, وفضائيات الإلهاء عن التفكير؟!
أين القيادات الحكيمة العلمانية التي تسمع وترى ما يفعله أولئك الحراس؟ كتّاب شيوخ وحجاج تأصل التراث السلفي المتشدد بكل نمطيته ومحدوديته بكل نبض فيهم, فأي كاتب هذا الذي عليه أن يقود الجماهير نحو المستقبل المشرق, وكل همه ألا يفوّت صلاة, أو ضيافة فنجان قهوة بصحبة إحدى الزميلات الكاتبات؟ يبدو أن الأمرين لا يتناقضان وفق أحدث طبعة من الفتاوى العربية! أي كتّاب هؤلاء الذين يسوّقون للتافهين و للتافهات, للوصوليين و الوصوليات, فترى أحدهم يهرع هنا وهناك ليبرمج أمسيات لهذه أو لتلك!؟
أيها العرب المبجلون.. أيها المسلمون الموعودون بجنان خالدة النعم, وحور أبكار لا يهرمن, انكحوا مثنى وثلاث ورباع... وما ملكت أيمانكم.. وما طاب لكم من النساء.. قاصرات أو بالغات.. أرامل أو مطلقات.. فإن مأواكم مزبلة التاريخ..
بوركت جهودكم التناسلية العظيمة.. ولكن بالله عليكم دعوا أمر الكتابة والمستقبل لغيركم!
سوزان ابراهيم
خاص ألف
08-أيار-2021
17-آب-2011 | |
10-آب-2011 | |
03-آب-2011 | |
27-تموز-2011 | |
20-تموز-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |