وما زال الموت مستمراً
خاص ألف
2011-08-03
لماذا على الموت أن يكون فجائياً.. فظاً.. وقاطعاً؟ لماذا لا يراجع قراراته.. لماذا عليه أن يكون عنيداً وقاسياً؟! لماذا لا نملك فرصة محاورته.. ومناقشته فيما جاء يفعله؟
لماذا لا يمنحنا الوقت للمناورة.. لعقد اتفاق جديد معه.. لماذا لا يساومنا قليلاً؟!
لماذا لا يعتبر كل ما قدمناه من حياتنا- قبل لحظة وصوله- مقدمَ أتعاب لجهوده غير المرغوب بها!؟ لماذا لا يمنحنا فرصة أخرى إن طلبنا منه ذلك بما يكفي من إصرار يقنعه برغبتنا في البقاء لأن ثمة ما علينا إنجازه بعد! لماذ لا يقبل رجاء من بدأ أمراً ويرغب بإتمامه!
لماذا لا يُحوِّر قليلاً في سياسته, فيكرر زيارته إلينا- أو إلى بعض ممن يملك مشاريع هامة لإنجازها- ليترك لنا إنذارات صغيرة بالإخلاء قبل وقت كافٍ من وصوله.. فنسرّع وتيرة حياتنا لأن ما تبقى من وقت صار قليلاً جداً!
***
أشعر بوجود جمرة ملتهبة في أعماقي.. ولا أستطيع تحديد مكانها.. فهي تنتقل.. تحرق.. ثم تمشي.. ثم تحرق.. ثم تركض.. ثم تحرق...... وحزنٌ يبلل أعماقي الورقية الهشة.. فتفقد قوامها وشكلها.
كلما أحسست بتلك الجمرة, تمنيتُ لو أن دمائي وأعماقي أرضاً منحدرة.. سطحاً أملس غير مستوٍ خالٍ من أي تجويف قد تتمركز فيه تلك الجمرة لتحرق بشدة..
صرت أشتهي أن تركض الجمرة بسرعة.. وتنزلق.. فتلسع فقط.. ولا تستقر كي لا تغرس جذورها في دمي.. فتُنبِتَ أشجار نار!
***
ثقيلةٌ ذاكرتي مثل كيسٍ من الخيش يكاد يتمزق مما حُشيَ به..
أحتاج أن أنسحب قليلاً إلى ركن هادئ صامت, لأرتب محتويات ذلك الكيس.
سأفتحه بداية بنزقِ من يود الانتقام.. سأبعثر محتوياته.. سأطيّرها إلى الأعلى لتتساقط كما الريش.. ثم أراقبها بعين كاميرا بطيئة.. بطيئة.. تصوّر تساقطها لحظة لحظة.. لقطة لقطة.
الآن شعور بالراحة ينعشني..
كأن ذاكرتي كيسُ مكنسةٍ كهربائية قامت سيدة البيت بتفريغه وغسله وتجفيفه تحت أشعة الشمس.. الآن ذاكرتي كيسٌ نظيفٌ معقمٌ يستعد لشفط وحفظ كل ما تُسلّط عليه فوهة خرطوم المكنسة الكهربائية.
سوزان ابراهيم- خاص ألف
08-أيار-2021
17-آب-2011 | |
10-آب-2011 | |
03-آب-2011 | |
27-تموز-2011 | |
20-تموز-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |